"وكالات": في إطار خطط توفير الإمدادات الأساسية إلى قطاع غزة المنكوب، بعد أكثر من 15 شهراً من الحرب الإسرائيلية المدمّرة التي استهدفته منذ السابع من أكتوبر 2023، دخل موكب مؤلّف من مركبات تابعة لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وأخرى تتبع اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى القطاع من محور نتساريم في الشمال، أمس الاثنين. وقد أفاد المتعاون مع وكالة الأناضول في شمال قطاع غزة، بأنّ مهمّة هذا الموكب العمل لتنسيق إدخال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين المحاصرين في القطاع، وذلك من مختلف المعابر الحدودية، بما فيها معبر رفح الحدودي مع مصر الذي يقع في أقصى جنوب القطاع المنكوب. يأتي ذلك بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ ابتداءً من 19 يناير المنصرم.
في الإطار نفسه، أفاد برنامج الغذاءالعالمي بأنّ "الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة هائلة" بالتزامن مع "عودة الأسر الفلسطينية النازحة إلى مناطقهم في شمال القطاع".
وشدّد البرنامج، في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي على موقع إكس أمس الأحد، على أنّ "أيّ أمل في تعافي قطاع غزة يتطلّب استجابة إنسانية شاملة مع تكاتف كلّ الوكالات التابعة للأمم المتحدة". أضاف البرنامج أنّه "مع عودة الأسر الفلسطينية النازحة إلى شمالي قطاع غزة، تعمل فرقنا لإنشاء مزيد من نقاط التوزيع من أجل توفير الغذاء الذي تشتدّ الحاجة إليه".
وضمّن برنامج الأغذية العالمي تدوينته تسجيلاً مصوّراً يُظهر مئات الفلسطينيين الذين كانت آلة الحرب الإسرائيلية قد هجّرتهم وهم يتقدّمون سيراً على الأقدام في اتجاه شمالي قطاع غزة وسط الأبنية المدمّرة. ويمشي الفلسطينيون على طول شارع الرشيد الواقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، إذ يُمنَع تنقّلهم في السيارات، فيما تعبر المركبات شارع صلاح الدين آتية من الجنوب في اتّجاه الشمال، بعد خضوعها لعمليات تفتيش تنفّذها قوة مشتركة مصرية- قطرية. ويُعَدّ صلاح الدين الطريق السريع الرئيسي في قطاع غزة ويمتدّ على طول 45 كيلومتراً، ابتداءً من معبر رفح في أقصى الجنوب وصولاً إلى معبر بيت حانون "إيرز" في أقصى الشمال.
في سياق آخر، أدانت الرئاسة الفلسطينية، المخططات الإسرائيلية «لتهجير المواطنين والتطهير العرقي» في الضفة الغربية المحتلة، وطالبت الإدارة الأميركية بالتدخل.
وعبّر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان له أمس، عن إدانة «قيام سلطات الاحتلال بتوسيع حربها الشاملة على شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية لتنفيذ مخططاتها الرامية لتهجير المواطنين والتطهير العرقي». ودعا البيان الإدارة الأميركية إلى التدخل «قبل فوات الأوان»، خاصةً وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يزور واشنطن حاليا.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية أمس، بأن 70 قتيلاً سقطوا في الضفة الغربية، جراء العمليات الإسرائيلية، منذ بداية العام الجاري.
من جانبه، قال عبد الله كميل محافظ طولكرم، إن 48 في المائة من السكان في مخيم طولكرم بالضفة الغربية، نزحوا بسبب العمليات الإسرائيلية.
وأوضح أن ذلك يأتي «في مخطط تهدف من خلاله إسرائيل إلى تغيير معالم المخيمات في مختلف محافظات الضفة».
أضاف كميل أن لجنة شُكلت «من كافة مكونات الشعب في المحافظة لمساعدة النازحين وتقديم خدمات الإيواء والإغاثة».
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في مدينة جنين ومخيمها لليوم الرابع عشر على التوالي، وسط عملية نزوح كبيرة طالت 15 ألف فلسطيني، مضيفة أن العملية الإسرائيلية في الضفة الغربية خلفت «29 شهيداً، وعشرات الإصابات، والاعتقالات».
أضافت «وفا» أن الجيش الإسرائيلي فجَّر، الأحد، في مخيم جنين بشكل متزامن نحو 20 بناية في الجهة الشرقية؛ ما ألحق أضراراً في بعض أقسام مستشفى جنين الحكومي.
وأشارت الوكالة إلى أن القوات الإسرائيلية تستمر في حصار مخيم الفارعة وبلدة طمون جنوب طوباس، لليوم الثاني على التوالي.