
بالحكمة اليمانية، وهدوء أهل اليمن وفي الوقت نفسه صلابتهم وعزمهم القوي، والصراحة والشفافية والرد «بما قل ودل»، وضع وزير الخارجية وشؤون المغتربين في اليمن د. شائع الزنداني، النقاط على الحروف، في العديد من القضايا والملفات المتعلقة بالشأن اليمني، مؤكدا أن الكويت حاضرة مع اليمن في كل ظروفه، وأن علاقاتها مضيئة مع اليمنيين، مع التفاؤل الدائم بالكويت قيادة وحكومة وشعبا.
وأوضح الزنداني، في حوار أجرته معه «الصباح»، بحضور السفير اليمني لدى الكويت، البروفيسور على منصور بن السفاع، أن الحكومة اليمنية لديها رغبة جادة لتحقيق السلام، ولكنها لا تجد الشريك المتعاون المؤمن بالشراكة الوطنية، لافتا الى ان الحوثيين تخلوا عن خارطة طريق قدمتها السعودية وسلطنة عمان، كما صعدوا في البحر الأحمر وهددوا حرية الملاحة البحرية، وأعطوا المبررات والذرائع لتدخل قوى أخرى لشن هجمات على اليمن.
وشدد على ان الشعب اليمني صاحب الراي في الوحدة، « وعلينا الانتهاء من الموجهة مع الحوثيين وبعدها يقرر.»
أضاف أن زيارته للكويت تأتي ي إطار الاهتمام المشترك بين البلدين، للبحث في التعاون الثنائي وتطورات الأوضاع في اليمن والمنطقة والتشاور وتبادل الاراء حول القضايا المختلفة، مشيرا إلى أنه تم في هذه الزيارة ، التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارتي الخارجية في البلدين، لعمل مشاروات منتظمة في المناسبات المختلفة، ومذكرة اخرى بشأن العلاقة مع معهد الشيخ سعود الناصر الدبلوماسي، وهي تشكل إلاطار للعمل والمدخل الطبيعي والسليم بالنسبة لنا للعمل في المشاورات السياسية، وايضا تساعدنا في تأهيل الكادر الدبلوماسي اليمني من خلال المعهد الدبلوماسي الكويتي.
وحول أبرز المستجدات على الساحة الداخلية اليمنية، قال السفير الزنداني: تقريبا، هناك هدنة قائمة تم التوصل اليها منذ سنتين، وهذه الهدنة تتعرض لوقت او لآخر لانتهاكات من جانب الميليشيات الحوثية ، ونحن لدينا راغبة جادة كحكومة لتحقيق السلام ونهاية الحرب، لأننا لنا مصلحة حقيقة لذلك من اجل مصلحة الشعب اليمني .
أضاف أن الميليشيات الحوثية لا يوجد لديها اي برنامج وطني لكي تتحدث بأن لديها المشروع الحقيقي الذي يخدم الشعب اليمني، وهنا توجد المشكلة ، حيث تم الاتفاق على خارطة بيننا وبين الحوثيين بجهد المملكة العربية السعودية والاشقاء في سلطنة عمان، ولكن هذه الخارطة تجمدت نتيجة قيام الميليشيات الحوثية بالاخلال بيما اتفق عليه، وقيامهم بعمليات تصعيد في البحر الاحمر، ضد الملاحة الدولية وتهديد الامن والسلم في المنطقة.
وردا على سؤال بشأن ما يتعرض الشعب اليمني من غارات جوية، تستهدف الميليشيات الحوثية، ولكنها ايضا تستهدف منشآت وبنية تحتية اساسية لليمن، قال الزنداني: نحن نفرق بين امرين، السلوك الحوثي ودورهم التصعيدي في مواجهة العالم ومخالتفهم للقانون الدولي اساسا بالاعتداء على حرية الملاحة البحرية، والغارات التي تتم على الأراضي اليمنية ، ونرى ان بعض هذه الغارات تستهدف البنية التحتية التي يتضرر منها الشعب اليمني في النهاية وتدفع اليمن ثمنها، وليس عقوبة للحوثيين كما هو ظاهر من هذه الغارات، ونحن نشعر ان الحوثيين هم السبب في اعطاء المبررات والذرائع للقوى الاخرى للتدخل وشن الهجمات على الأراضي اليمنية.
وتطرق وزير الخارجية اليمني أيضا، إلى تأثير التفاهمات الإقليمية في المنطقة، مثل هدنة غزة والاحداث في سوريا ولبنان والمنطقة على القضية اليمنية، لافتا إلى أن وضع اليمن مرتبط تماما بما كان يجري على صعيد هذا المحور ككل، فالأوضاع في لبنان وسوريا وما هو موجود في ايران مرتبط بالحوثيين الذين لم يكونوا لوحدهم، ولكن ايران كانت حاضرة و كذلك حزب الله إضافة إلى خبراء ايران وحزب الله، والاسلحة التي تصل الى اليمن من صواريخ وطائرات مسيرة وتستخدمها الميليشيات الحوثية مرسلة من ايران.
وعما إذا كان ممكنا التوصل إلى حل للقضية اليمنية في ظل هذه التفاهمات الإقليمية، أكد أن هذا الوضع خاضع للقييم ،ومن المبكر الان ان نصل الى استنتاجات حاسمة، ولكن منطقيا فإن الحوثيين هم الان الذراع الوحيد لإيران، وبالتالي فإن ضعف ايران وانهيار هذا المحور بالتأكيد سينعكس عليهم، ولكن هل هم سيتلقون الفرصة أم لا؟ هل سيجنحون للسلام أم لا؟ لا نستطيع أن نجزم، لأن هذه الميليشيات ليس لها سلوك منضبط ولا سلوك يمكن توقعه .
وشدد الزنداني على أن اختطاف الميليشيات الحوثية لموظفي الامم المتحدة والوكالات الدولية في اليمن، عمل مدان وغريب ومشين، فهؤلاء الناس أتوا من لتقديم خدمات للشعب اليمني في ظل هذه الظروف الصعبة، ويجب احترامهم، وعدم تعريضهم لأي مخاطر.
ولفت إلى أن خسائر الحرب تقدر الخسائر بالمليارات، وهناك من يقول 80 مليار دولاراو100 مليار ، ولكن لا يستطيع اي انسان ان يجزم برقم لحجم الخسائر الموجودة باليمن.
وحذر من خطورة التداخلات الإقليمية في سير الاحداث في اليمن، خصوصا بوجود إيران والتوسع الايراني، مضيفا: نشعر ان امن اليمن واستقرارها من امن المنطقة، ولا يمكن ايضا للدول الشقيقة والجارة ان تقف مكتوفة الايدي وهي تجد أراضيها تهدد من الاراضي اليمنية . من قبل من ؟ من قبل ايران التي لا تربطها روابط حدود او علاقات مشتركة مع اليمن.
وشدد الوزير الزنداني على أن الشعب اليمني هو صاحب الرأي في الوحدة اليمنية، وهذه الوحدة هي التي شكلت مقدمة للوحدة العربية، وقال: يهمنا الآن ان ننتهي من المواجهة مع الحوثيين، وبعدها نقرر ان تكون هناك شراكة وطنية حقيقة لكل اليمنيين.