العلا – «وكالات» : واصلت المملكة العربية السعودية جهودها السياسية والدبلوماسية الكبيرة، من ناحية للمزيد من توثيق علاقاتها بجميع دول العالم، ومن ناحية أخرى للإسهام بنصيب وافر، في معالجة مختلف قضايا المنطقة، بما يترجم المكانة الكبيرة التي تحظى بها المملكة، على الصعيدين الإقليمي والدولي.
في هذا الإطار، بحث ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ، مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجينا ميلوني، خلال استقباله لها بالمخيم الشتوي في العلا، أوجه العلاقات الثنائية، وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، إلى جانب مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك والجهود المبذولة تجاهها.
ووقع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ورئيسة الوزراء في الجمهورية الإيطالية، جورجينا ميلوني، على اتفاقية إنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية بين السعودية وإيطاليا.
وتتزامن زيارة رئيسة وزراء إيطاليا للمملكة ولقائها بولي العهد السعودي، مع ما تشهده المنطقة من تطورات سياسية وعسكرية، مما يستوجب التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين، بما يعزز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، لاسيما ما يتعلق بأمن التجارة الدولية والطاقة، وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ويدعم البلدان الجهود الرامية للوصول إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية وفقاً لمبدأ حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة في حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
وتعكس زيارة رئيسة الوزراء للسعودية تقدير الحكومة الإيطالية لمكانة المملكة السياسية والاقتصادية، وثقلها ودورها المحوري على المستويين الإقليمي والدولي، وحرص قيادات الدول الكبرى على التشاور مع القيادة الرشيدة حول مستجدات الأحداث إقليمياً ودولياً.
وفي الجانب الاقتصادي، أسهم تأسيس اللجنة السعودية الإيطالية المشتركة في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، وتوفير آليات حوكمة فعالة لتأطير التعاون والعمل المشترك بما يحقق تطلعات البلدين للنهوض بالعلاقات الثنائية بينهما لمستوى الشراكة الاستراتيجية.
وتعد المملكة الشريك التجاري الثاني لإيطاليا بين دول المنطقة، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام 2023م نحو 10.796 مليار دولار، حيث استوردت المملكة من إيطاليا ما قيمته 5.875 مليار دولار، فيما صدرت إليها في العام نفسه سلعاً ومنتجات بقيمة 4.921 مليار دولار، منها 737 مليون دولار صادرات غير نفطية، ويعمل في المملكة أكثر من 150 شركة إيطالية، حيث يبلغ إجمالي رصيد صافي الاستثمار الأجنبي المباشر الإيطالي في المملكة أكثر من 4.6 مليار دولار.
ويتعاون البلدان في مجال الطاقة المتجددة، حيث تستثمر المملكة في التحول نحو الحياد الكربوني، بينما تتمتع إيطاليا بخبرة واسعة في جميع أنواع مصادر الطاقة المتجددة، وتتطلع إلى إقامة شراكة طويلة الأمد مع مصدر مستقبلي للهيدروجين الأخضر مثل المملكة.
وكانت رئيسة الوزراء الإيطالية قد وصلت أمس الأحد إلى العلا، حيث كان في مقدمة مستقبليها أمير منطقة المدينة المنورة الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز.