«وكالات»: عقب 470 يوما، من الحرب والقتل والدم والتدمير الممنهج، الذي مارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي، ضد قطاع غزة، سيصحو القطاع اليوم على صباح مختلف، يذوق فيه طعم الأمن والأمان والسكينة، ويبدأ سكانه في لملمة جراحاتهم، وإعادة بناء ما دمره الكيان الصهيوني، وإعمار ما خربه في طول البلاد وعرضها.
فقد أعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أمس، في منشور على حسابه بمنصة «إكس»، أنه «بناء على التوافق بين أطراف الاتفاق والوسطاء، سيبدأ وقف إطلاق النار في قطاع غزة في تمام الساعة 8:30 من صباح يوم الأحد 19 يناير بالتوقيت المحلي في غزة».
وقال الأنصاري: «نوصي الأشقاء بأخذ الحيطة وممارسة أقصى درجات الحذر، وانتظار التوجيهات من المصادر الرسمية».
وقد صادقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بعد منتصف ليلة الجمعة السبت، على الاتفاق الذي ينص على إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، حسبما جاء في بيان رسمي مقتضب نشره مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأمس الأول الجمعة، قال ديوان نتنياهو، إنّ إطلاق سراح المحتجزين قد يبدأ يوم الأحد بعد مصادقة الكابينت والحكومة، في حين زعمت القناة 12 العبرية أنّ تبادل الأسرى سيبدأ الساعة الرابعة من عصر الأحد «بتوقيت القدس المحتلة».
بدوره، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، إنّ قواته المتمركزة داخل غزة تستعد لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وخلال وقف إطلاق النار سينسحب جيش الاحتلال تدريجياً من مواقع معينة وطرق داخل القطاع. ومع ذلك، قال جيش الاحتلال إنه لن يسمح للسكان الفلسطينيين بالعودة إلى مناطق تتمركز فيها القوات الإسرائيلية أو بالقرب من الحدود.
وأمس السبت أيضا، أعلنت إسرائيل أنها ستُفرج عن 737 معتقلاً فلسطينياً، مقابل إطلاق سراح أول دفعة من المحتجزين الإسرائيليين، وذلك في إطار المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة. وقالت وزارة القضاء الإسرائيلية، في بيان، إنه في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة «تُوافق الحكومة على إطلاق سراح 737 سجيناً ومعتقلاً لدى إدارة السجون».
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدورة فارس، إنّ 1737 معتقلاً فلسطينياً سيتم الإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأشار إلى أنّ «عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم تحريرهم، مرتبط بالتأكد من ظروف الأسرى الإسرائيليين في غزة، ومعرفة عدد الأحياء منهم والقتلى»، وهو ما لم تفصح عنه حركة حماس، بسبب ظروف الإبادة والدمار الهائل في القطاع.
وقال فارس، إنّ الاحتلال الإسرائيلي «مصمم على إبعاد عدد من الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم». وأوضح أنّ «التعنت الإسرائيلي أدى إلى تأجيل إطلاق سراح القادة في المرحلة الأولى».
من جهة أخرى أفاد مراسل قناة الجزيرة باستشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين الليلة قبل الماضية في قصف خيمة تؤوي نازحين في منطقة مواصي القرارة شمال غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وبذلك يرتفع عدد شهداء القصف الاسرائيلي للقطاع منذ فجر الجمعة إلى 25 شهيدا.
من ناحيتها أعلنت وزارة الداخلية بقطاع غزة أعلنت في، أنها ستبدأ الانتشار في كافة مناطق القطاع فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وأهابت بالمواطنين المحافظة على الممتلكات والابتعاد عن أي تصرفات قد تشكل خطراً على حياتهم.
بدورها، قالت حركة «حماس» إنها ستنشر قوائم الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم قبل كل يوم تبادل ضمن آلية متفق عليها في بنود وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
أضافت حركة «حماس» أنها «أرغمت» إسرائيل على وقف «العدوان والانسحاب» رغم ما وصفتها بمحاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «إطالة أمد الحرب وارتكاب المزيد من المجازر» في قطاع غزة.
وأكدت أنه: «يجب البدء الفوري في إنهاء الحصار وإغاثة شعبنا وعودة النازحين وإعادة الإعمار والبناء». وأشارت الحركة إلى أن بروتوكول المساعدات الإنسانية الذي تم الاتفاق عليه بإشراف الوسطاء يضمن تنفيذ إجراءات الإغاثة والإيواء والإعمار.
في سياق آخر، أعلنت الشرطة الإسرائيلية، أمس السبت، إصابة عدة أشخاص في إطلاق نار بشارع ليفونتين في جنوب تل أبيب.
وأكدت الشرطة، في بيان، أنه «في هذه المرحلة، قوات كبيرة من الشرطة في طريقها إلى الموقع. الظروف غير واضحة حالياً». وأضافت أن التفاصيل لا تزال قيد التحقيق. وذكر تلفزيون «آي 24» الإسرائيلي أنه تم القضاء على المهاجم.
بدورها، قالت هيئة الإسعاف الإسرائيلية إن المسعفين يعالجون رجلاً أصيب بجروح متوسطة، وأنه «تم تحييد الإرهابي».