جدد القائم بأعمال سفارة سوريا لدى الكويت تميم مدني، شكره وتقديره للكويت قيادة وحكومة وشعبا، على استمرار تدفق المساعدات الإغاثية للشعب السوري طوال الفترة الماضية، حيث وصلت الطائرة السادسة الى مطار دمشق أمس، مؤكدا ان الكويت تقوم بذلك بلا شروط او دوافع سياسية أو شخصية ،ولكن من باب مساعدة الأخ لاخيه.
وقال مدني في تصريح لـ «الصباح»: هذا ما عودتنا عليه الكويت وأهلها من كرم وعطاء لاخوانهم في وقت الازمات، خاصة للشعب السوري، ونحن نكرر هذا الشكر والتقدير في كل الجلسات والديوانيات، لانه عمل انساني بحت، معربا باسم الجالية السورية في البلاد، عن الامتنان للكويت على هذا الدعم والعطاء الذي ليس بمستغرب على الكويت وأهلها .
وحول استمرار تمديد جوازات السفر السورية لأبناء الجالية في الكويت، أوضح مدني أنه تمديد 4600 جواز، منذ موافقة السلطات الكويتية مشكورة على هذا التمديد، تسهيلا لأبناء الجالية للحصول على اقامات في الكويت، لافتا الى انه عند اتمام الربط الالكتروني بين الإدارة المركزية في سوريا والسفارات في الخارج سيتم وقف التمديد واصدار الجوازات السفر من السفارة، وأوضح أن الإصدار يتم حاليا فقط في دمشق وليس من السفارات السورية في الخارج.
على الصعيد نفسه، تتسارع الأنامل لفك «تجميد» العلاقات الكويتية السورية، من خلال عودة بعثة دبلوماسية برئاسة قائم بأعمال الى دمشق قريبا لحين تعيين السفير، وذلك بعد نحو 12 عاما من اغلاق السفارة الكويتية في سوريا.
وتأتي هذه الخطوات المتسارعة بعد الزيارة المفصلية التي تمت في 30 ديسمبر 2024 ، وقام بها رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا، وبرفقته الامين العام لمجلس التعاون جاسم البديوي على راس وفد رفيع المستوى ضم اخر سفير للكويت في سوريا قبل اغلاق السفارة في العام 2012 عزيز الديحاني، ومن نتائج هذه الزيارة اعلان الوزير اليحيا العمل على استئناف عمل سفارة الكويت في دمشق ، وتضع وزارة الخارجية حاليا اللمسات الاخيرة للبعثة الدبلوماسية الكويتيه، برئاسة قائم باعمال على رأس طاقم دبلوماسي مهمته الاولى دراسة كيفية استئناف العمل في السفارة، وتجهيزها لمزاولة عملها تحت العلم الكويتي الذي لم ينزل من على مقرها، كما يرفرف العلم السوري الجديد على مقر سفارة دمشق في الكويت منذ 24 ديسمبر الماضي، بعد تنسيق بين السفارة والجهات المعنية في الكويت.
وكشفت مصادر دبلوماسية لـ «الصباح» ان تسمية القائم بالاعمال والطاقم الدبلوماسي في مراحلها الأخيرة، قبل المغادرة إلى دمشق بالتنسيق مع وزاره الخارجية السورية.
وكانت مصادر سورية قد كشفت في نهاية يوليو 2024، أن وفدا كويتيا يضم شخصيات سياسية ودبلوماسية ، زار دمشق للبحث في إعادة افتتاح السفارة الكويتية وتفقد مقرها، كما التقى اعضاء الوفد مع مسؤولين سوريين بحضور القائم باعمال سفارة سوريا في الكويت تميم مدني، ولكن تسارعت الاحداث في سوريا ولم تفتح السفارة ابوابها حتى الان .
وبالرغم من تجميد - وليس قطع- العلاقات الكويتية السورية منذ فبراير 2012 وحتى الآن، كانت الكويت خلال السنوات الماضية بين اكثر الدول دعما للشعب السوري اغاثيا وانسانيا عبر حملات التبرع واخرها حملة «الكويت بجانب بجانبكم « التي تنفذها الكويت حاليا من خلال جمعية الهلال الاحمر والجمعيات الخيرية بالتعاون مع وزارات الشؤون الاجتماعية والخارجية والدفاع ممثلة بالقوة الجوية الكويتية،حيث تم تسير اول رحلة اغاثة جوية في 30 ديسمبر الماضي محملة بـ 20 طنا، ثم تواصلت 5 رحلات من 13 يناير الجاري حتى امس-السبت- وبلغ اجمالي ما حملته الطائرات الـ 6 نحو 165 طنا من المساعدات الإغاثية والطبية والشتوية .
واستضافت الكويت خلال السنوات الماضية 3 مؤتمرات للمانحين التعاون مع الامم المتحدة لدعم الوضع الانساني في سوريا في الاعوام «2013- 2014- 2015» ، وشاركت في عدد من المؤتمرات الدولية الاخرى لدعم هذا الوضع الانساني ، كما لم تتوقف حركة الطيران التجاري بين الكويت ودمشق رغم تجميد العلاقات الدبلوماسية.