"وكالات": على الرغم من التأكيدات التي صدرت عن عواصم عربية وغربية، بإبرام الاتفاق بشكل نهائي بين حركة "حماس" وإسرائيل، لإنهاء الحرب في غزة، وتبادل الأسرى بين الجانبين، فإن الحكومة الإسرائيلية لا تزال تمارس كل أشكال التسويف والمماطلة، ووضع العصي في الدواليب، لإعاقة مسار الاتفاق، الذي يفترض أن يبدأ تنفيذه صباح بعد غد الأحد، كما يواصل جيش الاحتلال ارتكاب مجازره المروعة دون توقف، ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
غير أن مصادر أمريكية أكدت أمس، وقبيل مثول "الصباح" للطبع، أنه تم تجاوز جميع العقبات التي تعترض الاتفاق، وأنه سيدخل التنفيذ بالفعل الأحد، وعرجت على الحديث عن ترتيبات لمستقبل غزة، بعد انسحاب إسرائيل منها.
وقد أعلن الدفاع المدني في غزة أمس الخميس، مقتل 73 فلسطينياً؛ بينهم 20 طفلاً، في غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي، بعد إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس».
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «منذ لحظة الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حتى هذه اللحظة 73 شهيداً؛ بينهم 20 طفلاً و25 امرأة»، مشيراً كذلك إلى وقوع «أكثر من 230 إصابة».
وأكد سكان ومسؤولون في قطاع غزة أن إسرائيل كثّفت غاراتها على القطاع بعد ساعات من الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.
وتوصلت إسرائيل وحركة «حماس» إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل المحتجزين، أُعلن عنه أمس الأول، بعد مفاوضات شاقة توسطت فيها مصر وقطر والولايات المتحدة.
ويتضمن الاتفاق، المقرر تنفيذه على مراحل، جدولاً لما ستشهده فترة أولى لوقف إطلاق النار تستمر 6 أسابيع. ومن المقرر أن تشهد هذه الفترة انسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية من غزة وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم «حماس»، مقابل الإفراج عن فلسطينيين من سجون إسرائيل.
ومع احتفال الناس بالاتفاق في غزة وإسرائيل، قال سكان والدفاع المدني الفلسطيني إن الجيش الإسرائيلي صعّد هجماته بعد الإعلان.
وأشار مسعفون الى أن القصف الإسرائيلي العنيف، خصوصاً على مدينة غزة، أسفر عن مقتل 32 شخصاً في وقت متأخر من يوم الأربعاء. وقال سكان إن الضربات استمرت في وقت مبكر أمس الخميس، ودمّرت منازل في رفح جنوب غزة، والنصيرات بوسط القطاع، وأيضاً في شمال غزة.
وأكد مسؤول فلسطيني مقرب من المحادثات أن الوسطاء يسعون لحمل الطرفين على وقف الأعمال القتالية قبل انطلاق الهدنة.
وكان رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قد أعلن مساء أمس الأول الأربعاء، التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإسرائيل.
ورحبت عدة دول بالخطوة، معربة عن أملها في أن تمهد الطريق لسلام دائم في المنطقة. كما عمّت أجواء الفرح مدنا عدة بقطاع غزة مع تواتر الأنباء بعد إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل.
من جانبها، قالت القناة الـ14 الإسرائيلية إن الجيش سينسحب من قطاع غزة وينتقل لوضعية الدفاع مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
إلى ذلك، قال أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أمس الخميس، إنه بعد الإعلان عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، استهدف جيش الاحتلال مكاناً فيه إحدى أسيرات المرحلة الأولى للصفقة المرتقبة.
أضاف أبو عبيدة على حسابه في تليغرام، أن "كل عدوان وقصف في هذه المرحلة من قبل العدو يمكن أن يحوّل حرية أسير إلى مأساة".
والاثنين الماضي، ذكر أبو عبيدة أنه "بعد أكثر من 100 يوم على عملية التدمير الشامل والإبادة الجماعية التي ينفذها جيش العدو شمال قطاع غزة، لا يزال مجاهدونا يكبدونه خسائر فادحة ويسددون له ضربات قاسية".
وأضاف: "نؤكد أن الخسائر في صفوف جيش الاحتلال الخائب هي أكثر بكثير مما يعلنه، وسيندحر العدو عن شمال القطاع خائباً يجر أذيال الخزي دون أن يتمكن من كسر شوكة المقاومة، وإن الإنجاز الوحيد الذي حققه هو الدمار والخراب والمجازر بحق الأبرياء".
وكان مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قد تذرّع بتراجع حركة حماس عن بعض التفاهمات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ما دفعه لعدم عقد المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت"، من أجل المصادقة عليه.
وجاء في بيان صادر عن ديوان نتنياهو، أمس الخميس، زعمه أنّ "حماس تتراجع عن التفاهمات وتخلق أزمة في اللحظة الأخيرة تمنع التوصل إلى اتفاق. حماس تتراجع عن التفاهمات الصريحة التي تم الاتفاق عليها مع الوسطاء ومع إسرائيل في محاولة ابتزاز في اللحظة الأخيرة. إسرائيل لن تحدد موعداً لاجتماع الكابنيت والحكومة حتى يعلن الوسطاء أن حماس وافقت على جميع تفاصيل الاتفاق".
وهو ما نفته حماس "جملة وتفصيلا، على لسان القيادي في الحركة سامي أبو زهري، الذي أكد أنه "لا أساس لمزاعم نتنياهو، عن تراجع الحركة عن بنود في اتفاق وقف اطلاق النار".