«وكالات»: تسارعت أمس الخطوات المؤدية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وإسرائيل، وسط تأكيدات لمسؤولين عرب وإسرائيليين وأمريكيين، باحتمالات الإعلان عن هذا الاتفاق بين لحظة وأخرى.
في هذا السياق، أكد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في مقابلة مع شبكة «نيوزماكس» اقتراب الصفقة. وقال ترامب، «نحن قريبون جدا من إنجاز الصفقة ربما بحلول نهاية الأسبوع، وإذا لم يحدث ذلك فستكون هناك مشاكل كثيرة».
يأتي ذلك في وقت شرعت فيه قوات الاحتلال بتفكيك عدد من مواقعها داخل محور نتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه، وفقا لما أفاد به مراسل قناة الجزيرة.
وبحث الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتصال هاتفي مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مستجدات المفاوضات ن، وأكد بايدن أن الاتفاق بات وشيكا. كما استقبل أمير قطر وفدا من حركة حماس التي أكدت أنها تتعامل بإيجابية مع الجهود الجارية في الدوحة.
من ناحية أخرى، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مشاورات مع قادة الأجهزة الأمنية، في حين أوردت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل الاتفاق المحتمل، وقالت إن الجيش سينسحب في المرحلة الأولى إلى منطقة عازلة في القطاع قرب الحدود.
بدوره أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تعمل على صياغة خطة تتعلق بـ»اليوم التالي» لوقف إطلاق النار في غزة تشمل كيفية حكم القطاع، مشددًا على ضرورة دعوة السلطة الفلسطينية للشركاء الدوليين للمساعدة في إنشاء إدارة مؤقتة تدير غزة بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. وبشأن الاتفاق، أكد أن الأمر يتوقف على حماس لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن الاقتراح النهائي على الطاولة في المحادثات غير المباشرة الجارية في قطر، و»الكرة الآن في ملعب حماس. إذا قبلت حماس، فإن الاتفاق جاهز للإبرام والتنفيذ».
وشدد بلينكن، في كلمة أمام المجلس الأطلسي، وهو هيئة أبحاث في واشنطن، اليوم الثلاثاء، على أن إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن ستسلم لفريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب خطة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، بما في ذلك تفاصيل عن قوة أمنية مؤقتة تضم قوات دولية وفلسطينيين. وقال إن السلطة الفلسطينية المُعاد هيكلتها ستضطلع بإدارة غزة بموجب الخطة، وستدعو شركاء دوليين للمساعدة في إنشاء إدارة مؤقتة للقطاع.
وذكر وزير الخارجية الأميركي أن إدارة غزة بعد الحرب يجب أن تتولاها السلطة الفلسطينية، و»لكن مع أدوار مؤقتة للأمم المتحدة وأطراف أجنبية»، موضحا: «نعتقد أن السلطة الفلسطينية يجب أن تدعو الشركاء الدوليين للمساعدة في إنشاء وتولي إدارة مؤقتة تتحمل المسؤولية عن القطاعات المدنية الرئيسية في غزة». وأضاف أن الهدف هو «رسم واقع جديد للشرق الأوسط يعيش فيه الجميع في سلام»، مؤكدا أن «المبادئ لحل الصراع في غزة تتضمن عدم احتلال إسرائيل للقطاع، وعدم فرض حصار على الفلسطينيين».
وأردف بلينكن أن «قدرة حماس على حكم غزة تقوّضت والمسؤولون عن 7 أكتوبر قتلوا، كما تراجعت قدرات إيران وحزب الله بشكل واضح».
وأشار إلى أن الإدارة الأميركية تعمل على إنهاء الحرب في غزة «بطريقة تحقق السلام لإسرائيل، وتضع الأسس لدولة فلسطينية». ولفت إلى أن الاتفاق بشأن غزة، سواء تم التوصل إليه الآن أو بعد 20 ينايرسيكون تعبيرًا عن الإطار الذي وضعه الرئيس جو بايدن في مايو الماضي. وشدد بلينكن على أن «لا أحد يمكنه إجبار إسرائيل على قبول دولة فلسطينية تحكمها حماس أو أي منظمة متطرفة أخرى».