وسط ترحيب عربي ودولي، ومباركة كويتية عبر عنها صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وسمو الشيخ أحمد العبد الله رئيس مجلس الوزراء، انتخب مجلس النواب اللبناني قائد الجيش العماد عون رئيسا للبلاد، بأغلبية 99 صوتا من أصل 128 صوتا.
وتعهد العماد عون في خطاب التنصيب، الذي ألقاه عقب أدائه اليمين الدستورية، أمام البرلمان، ببدء مرحلة جديدة من تاريخ لبنان، مؤكدا أنه سيكون فيها “الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني، وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات”.
وقال عون: “إذا أردنا أن نبني وطنا، فإنه علينا أن نكون جميعا تحت سقف القانون والقضاء”، موضحا أنه “لا فضل لطائفة على أخرى”.
وأكد أن “التدخل في القضاء ممنوع، ولا حصانات لمجرم أو فاسد، ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال”. كما تعهد عون بتطوير قوانين الانتخابات لتداول السلطة، ودفع الحكومات المقبلة للعمل في هذا الاتجاه.
وأعلن عون أن “الدولة اللبنانية وحدها مهمتها إزالة الاحتلال الإسرائيلي”، متعهدا باحترام “الهدنة مع إسرائيل”، و”إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل في الجنوب أو الضاحية”، ومشددا على “حق الدولة في احتكار حمل السلاح”.
وأوضح أنه سيرفض توطين الفلسطينيين “حفاظا على حق العودة”، وسيقيم شراكات إستراتيجية مع دول المشرق والمغرب العربي، وسيمارس سياسة الحياد الإيجابي.
وعن العلاقة مع سوريا، قال عون: “لدينا فرصة لإقامة علاقات جيدة مع الدولة السورية”، مضيفا “سنبدأ حوارا جديا مع سوريا لاحترام سيادة الدولتين”، ومشيرا إلى ضرورة احترام الحدود بين الدولتين.
وشدد الرئيس اللبناني المنتخب على احترامه “فصل السلطات”، مع حقه في رفض المراسيم التي لا تخدم المصلحة العامة وردها إلى مجلس النواب لإعادة مناقشتها.
وقال إنه سيدعو إلى “استشارات نيابية سريعة” لاختيار رئيس للحكومة، معتبرا أن الأخير “سيكون شريكي وليس خصمي”.
وأكد على ضرورة “تفعيل عمل الأجهزة الأمنية” للحفاظ على الأمن وفرض القانون.
وفي الشأن الاقتصادي، أعلن عون أنه “لا تهاون في حماية أموال المودعين”، وحث على “تعزيز شبكات الضمان الاجتماعي وحرية التعبير”.
وقد بعث صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، ببرقية تهنئة إلى الرئيس اللبناني الجديد العماد جوزيف عون، عبر فيها سموه عن خالص تهانيه بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية الشقيقة، متمنيا سموه له كل التوفيق والسداد، لما فيه خير ومصلحة واستقرار البلد الشقيق، وتوجيه كافة طاقاته وإمكاناته للنهوض به، وتحقيق كل ما ينشده من نمو وتقدم وازدهار.
وأشاد سمو الأمير بالعلاقات التاريخية والمتميزة التي تربط دولة الكويت ولبنان، مؤكدا سموه في الوقت ذاته على التطلع الدائم والمشترك، لتعزيز أواصر هذه العلاقات، والارتقاء بأطر التعاون المشترك بينهما في مختلف المجالات، إلى آفاق أرحب خدمة لمصلحتهما، راجيا سموه للجمهورية اللبنانية الشقيقة وشعبها الكريم، كل الرقي والنماء ولفخامته وافر الصحة وتمام العافية.
كما بعث سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد وسمو الشيخ أحمد العبد الله رئيس مجلس الوزراء، ببرقيتي تهنئة مماثلتين، إلى الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون.