طمأنت وزارة الصحة أمس إلى استقرار معدلات الإصابة بالفيروس الرئوي البشري «HMPV» في الكويت، ضمن المعدلات الموسمية المعتادة في هذا الوقت من كل عام.
وقال الوكيل المساعد لشؤون الصحة العامة بالوزارة الدكتور المنذر الحساوي، في تصريح صحفي، إنه لم يتم تسجيل زيادة ملحوظة في أعداد الإصابات بالفيروس
الرئوي البشري في البلاد، مؤكدا متابعة الوزارة الوضع العالمي عن كثب، والتواصل مع الهيئات والمنظمات الطبية ذات الصلة.
أضاف الدكتور الحساوي أنه في إطار متابعة الوزارة للتطورات الصحية العالمية، وفيما يخص زيادة حالات الإصابة في بعض الدول حول العالم، يعد هذا الفيروس من الفيروسات التنفسية المعروفة التي تسبب أعراضا مثل الحمى والسعال والاحتقان والارهاق، وقد يتسبب بأعراض أشد خصوصا لدى الأطفال وكبار السن وذوي المناعة الضعيفة.
وأوضح أن الكواشف المخبرية لهذا الفيروس تتوافر في وزارة الصحة، في حين يظل فيروس الانفلونزا نوع «أ» و»ب» هو المسبب الرئيسي للأعراض التنفسية بين البالغين، خلال الأسابيع الماضية في دولة الكويت في الموسم الحالي، وفيروس المخلوي التنفسي «RSV» هو المسبب الرئيسي للأمراض التنفسية بين الأطفال للأعمار الأقل من 5 سنوات.
وأكد أن منصة ترصد الأمراض التنفسية في دولة الكويت «Emflu» الموجودة في 12 موقعا صحيا في البلاد، تتابع الوضع المحلي للفيروسات التنفسية بصفة يومية، كما أصدر مركز الكويت للوقاية من الأمراض ومكافحتها المعلومات الصحية التي تهم العاملين الصحيين بهذا الشأن.
وبين أنه لا يوجد لقاح مخصص ضد هذا الفيروس، إذ أن الوقاية تعتمد أساسا على اتباع الإجراءات الوقائية المعتادة، مثل غسل اليدين باستمرار والابتعاد عن الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض تنفسية، وكذلك استكمال لقاحات الشتاء الموسمية مثل لقاح الانفلونزا لتجنب الإصابة المزدوجة.
في سياق ذي صلة، أكدت منظمة الصحة العالمية أن انتشار الفيروسات التنفسية عالميا، لا يزال ضمن المعدلات الطبيعية المتوقعة لموسم الشتاء، موضحة أن المخاطر على الصحة العامة تظل منخفضة في الوقت الحالي، رغم تسجيل بعض الإصابات في أمريكا والصين، ما لا يوجب تفعيل أي إعلان طوارئ أو أي خطة استجابة طارئة.
وشددت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريث هاريس، خلال مؤتمر صحفي أمس، في جنيف على أهمية مراقبة انتشار فيروس انفلونزا الطيور لدى الحيوانات، خاصة في الدواجن والماشية بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية، موضحة أن الحالات الفردية التي سجلت - في إشارة الى أول حالة وفاة رصدت في الولايات المتحدة الامريكية أمس الأول الاثنين - لم تؤثر على تقييم المنظمة للمخاطر الذي يظل منخفضا بالنسبة للسكان عموما.
وفي المقابل لفتت المتحدثة الى ان التقارير الواردة من المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية في الثاني من يناير الحالي، التي تغطي الفترة الممتدة الى نهاية ديسمبر 2024، سجلت زيادة في الإصابات التنفسية الشائعة في الصين أبرزها الإنفلونزا الموسمية وفيروس الالتهاب الرئوي والفيروس المسبب لمرض كوفيد-19.
وقالت المتحدثة إن نظام المراقبة الصيني لرصد الإنفلونزا والأمراض التنفسية الشديدة، سجل ارتفاعا يفوق 30 بالمئة من الحالات الإيجابية للإنفلونزا الموسمية من ضمن مختلف الامراض التنفسية الموجودة، مؤكدة ان مستويات العدوى التنفسية في الصين تقع ضمن النطاق المتوقع خلال فصل الشتاء.
وأضافت أن معدلات الإصابات في المستشفيات أقل من المعدلات المسجلة في الفترة ذاتها من العام الماضي وفق بيانات السلطات الصينية، ما يؤكد انه لا ضرورة لأي استجابات طارئة.
وحول فيروس التهاب الرئة البشري الذي انتشر مؤخرا أكدت المنظمة أنه ليس فيروسا جديدا، إذ تم اكتشافه لأول مرة عام 2001، ويعد واحدا من الفيروسات الشائعة التي تسبب أعراضا تنفسية خفيفة في معظم الحالات، لكن في المقابل يمكن أن يشكل خطرا على الفئات الضعيفة مثل حديثي الولادة وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
على الصعيد العالمي قالت هاريس إن بيانات نظام مراقبة الإنفلونزا التابع لمنظمة الصحة العالمية، تظهر ارتفاعا في معدلات الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، خاصة في آسيا وأوروبا وإفريقيا موضحة أن هذا الارتفاع يتماشى مع التوقعات الموسمية.
وفي السياق ذاته أكدت المتحدثة أهمية تعزيز نظم المراقبة ومشاركة البيانات بين الدول، لضمان سرعة الاستجابة لأي تغييرات قد تطرأ على سلوك الفيروسات الموسمية أو الأنماط الوبائية.