علمت «الصباح» أن وزير الخارجية عبد الله اليحيا سيقوم بزيارة إلى سوريا، خلال الساعات المقبلة، بصفته رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي، ومن المرجح أن يكون الأمين العام للمجلس جاسم البديوي برفقة اليحيا في زيارته.
تأتي هذه الزيارة القصيرة التي تستغرق يوما واحدا، ترجمة للمواقف التي أعلنت عنها دول مجلس التعاون الخليجي، خلال الدورة الاستثنائية للمجلس الوزاري، التي استضافتها الكويت الخميس الماضي، وترأسها وزير الخارجية عبد الله اليحيا، حيث كانت المستجدات السورية على رأس الموضوعات المطروحة، على الاجتماع، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في لبنان وغزة، والتي أكد «الخليجي» خلالها احترامه لإرادة الشعب السوري، وخياراته السياسية، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة حماية وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها، وضرورة استيعاب النظام السياسي الجديد فيها، لجميع مكونات وأطياف الشعب السوري، وتنوعه الديني والعرقي والسياسي.
وذكرت مصادر دبلوماسية لـ «الصباح»، أن زيارة وزير الخارجية الكويتي، ورئيس المجلس الوزاري الخليجي عبد الله اليحيا إلى سوريا، والتي سيلتقيان خلالها القادة السوريين الجدد، وعلى رأسهم أحمد الشرع، تؤكد على فاعلية وحيوية مجلس التعاون الخليجي، وكونه كيانا سياسيا وزانا ومهما في المنطقة، ويحظى باحترام إقليمي ودولي كبير.
وكان المجلس الوزاري الخليجي قد حث في بيانه الختامي، جميع الأطراف ومكونات الشعب السوري على تضافر الجهود وتغليب المصلحة العليا، والتمسك بالوحدة الوطنية، وإطلاق حوار وطني شامل لتحقيق تطلعاتهم في الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار.
وأكد المجلس الوزاري أهمية احترام سيادة الجمهورية العربية السورية الشقيقة واستقلالها ووحدة أراضيها، ورفض التدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية والتصدي للإرهاب والفوضى، ومكافحة التطرف والغلو والتحريض واحترام التنوع وعدم الإساءة لمعتقدات الآخرين.
كمت أعرب المجلس الوزاري عن دعمه لكل الجهود والمساعي العاملة على الوصول إلى عملية انتقالية شاملة وجامعة، تحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق في الاستقرار والتنمية والحياة الكريمة، كما أكد المجلس الوزاري على أن أمن سوريا واستقرارها ركيزة أساسية من ركائز استقرار أمن المنطقة.
ورحب المجلس الوزاري بالخطوات التي تم اتخاذها لتأمين سلامة المدنيين وحقن الدماء، وتحقيق المصالحة الوطنية، والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها وقرار حل الميليشيات والفصائل المسلحة وحصر حمل السلاح بيد الدولة، باعتبار هذه الخطوات ركائز رئيسية للحفاظ على الأمن والاستقرار في سوريا واستعادتها لدورها الإقليمي ومكانتها الدولية.
ودعا إلى رفع العقوبات عن سوريا كما دعا كل الشركاء والدول والمنظمات المعنية إلى تقديم كل وسائل الدعم للشعب السوري الشقيق، مؤكدا على استمرار دول مجلس التعاون في تقديم المساعدات الإنسانية.
في سياق ذي صلة اعتبر قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، أن «تحرير سوريا يضمن أمن المنطقة والخليج لخمسين سنة مقبلة»، مشيرًا إلى أن للسعودية دوراً كبيراً في مستقبل سوريا.
وفي ما يتعلق بالتصريحات السعودية الأخيرة، قال الشرع في أول مقابلة تلفزيونية له مع وسيلة إعلام عربية، لقناة «العربية» أمس: إنها كانت إيجابية جدا، وشدد على أن المملكة تسعى لاستقرار سوريا. كذلك لفت إلى أن للسعودية فرصاً استثمارية كبرى في سوريا. وقال: «أفتخر بكل ما فعلته السعودية لأجل سوريا، ولها دور كبير في مستقبل البلاد».
إلى ذلك، أعرب الشرع عن أمله في أن ترفع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب العقوبات عن البلاد.
وعن إيران، أمل الشرع أن تراجع طهران حساباتها حول التدخلات في المنطقة، وتعيد النظر في سياساتها.
كما أردف أن «شريحة واسعة تطمح لدور إيراني إيجابي في المنطقة». وفي السياق، أوضح الشرع أن إدارة العمليات العسكرية قامت بواجبها تجاه المقار الإيرانية رغم الجراح. وقال: «كنا نتوقع تصريحات إيجابية من طهران».
بينما أكد أنه لا يريد أن تخرج روسيا بطريقة لا تليق بعلاقتها مع سوريا، مضيفاً أن «روسيا ثاني أقوى دولة في العالم ولها أهمية كبيرة». معتبراً أن لدمشق مصالح إستراتيجية مع موسكو.