«كونا»: أعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، عن تطلعه بشغف، إلى محادثاته مع سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، في زيارته إلى الكويت، وعن تطلع بلاده إلى الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستوى شراكة إستراتيجية.
وقال مودي في لقاء أجرته معه «كونا» أمس السبت، بمناسبة زيارته إلى الكويت، التي تعد الأولى لرئيس وزراء هندي إلى البلاد منذ 43 عاما، إن «الجذور القوية لعلاقاتنا التاريخية يجب أن تتماشى مع ثمار شراكتنا في القرن الـ21، لناحية الديناميكية والقوة وتعدد الأوجه»، علاوة على أن «رؤيتي البلدين الصديقين لتحقيق النهضة التنموية تحملان الكثير من المشتركات».
وعبر عن الشكر لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، على دعوته الكريمة له لزيارة دولة الكويت مؤكدا أنها تنطوي على أهمية خاصة، لا سيما أنها أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء هندي إلى الكويت منذ أكثر من أربعة عقود.
أضاف أن بلاده والكويت تتقاسمان روابط عميقة وتاريخية، حيث دائما كانت العلاقة بين البلدين علاقة دفء وصداقة، و»الترابط التاريخي والتبادلات بين الجانبين من خلال الأفكار والتجارة جعلا شعبينا متقاربين».
وذكر أنه «بشكل عام تتقدم العلاقات الثنائية بشكل جيد، وإذا جاز لي القول فإنها تتجه نحو آفاق جديدة، وأتطلع بشغف إلى محادثاتي مع صاحب السمو أمير الكويت، لرفع مستوى علاقاتنا في مختلف المجالات، بما في ذلك الدفاع والتجارة والاستثمار والطاقة».
وأشار رئيس الوزراء الهندي إلى أن «الجالية الهندية أكبر الجاليات في الكويت وتضم أكثر من مليون شخص، في وقت تعتبر الهند من بين أكبر الشركاء التجاريين للكويت، كما تنفذ العديد من الشركات الهندية مشاريع في مجال البنية التحتية وتقدم خدمات في مجالات متعددة في الكويت.
ولفت إلى أن «هناك إمكانات كبيرة لتوسيع تعاوننا في قطاعات الأدوية والصحة والتكنولوجيا والرقمنة والابتكار والمنسوجات، ولتحقيق هذه الغاية يجب على غرف الأعمال والتجارة ورواد الأعمال والمبتكرين التفاعل والتواصل مع بعضهم البعض بشكل أكبر».
وبسؤاله عن رؤيتي «الهند 2047» والكويت «2035»، وكيف يمكن أن تصبحا مفيدتين بشكل متبادل لكلا البلدين وشعبيهما، قال مودي إن «رؤيتنا هي أن نرى الهند دولة متقدمة بحلول العام 2047 عندما نحتفل بمرور 100 عام على استقلالنا».
وأشار إلى رؤية «كويت جديدة 2035»، وتركيزها على تحويل البلاد إلى مركز اقتصادي ومركز للاتصال، مبينا أن هناك عددا كبيرا من مشاريع البنية الأساسية من مطار إلى ميناء بحري وخط السكك الحديدية ومشاريع للطاقة المتجددة ومناطق اقتصادية خاصة قيد التنفيذ».
وقال بهذا الصدد إن الكويت والهند «تتمتعان بشراكة أوسع نطاقا في عدد كبير من المجالات بغض النظر عن شراكتنا التقليدية في قطاع الطاقة، وتشمل هذه المجالات التعليم والمهارات والتكنولوجيا والتعاون الدفاعي».
وفيما يتعلق بالشراكة الثنائية بين الكويت والهند في قطاع الطاقة، أفاد مودي بأن «الطاقة ركيزة مهمة لشراكتنا الثنائية، فقد تجاوزت تجارتنا في هذا القطاع العام الماضي 10 مليارات دولار».
وذكر مودي أن دولة الكويت والهند احتلتا باستمرار مرتبة بين أكبر عشرة شركاء تجاريين عالميين في قطاع الطاقة، مشيرا إلى أن الشركات الهندية تشارك بنشاط في استيراد النفط الخام والغاز المسال ومنتجات البترول من الكويت فيما تصدر أيضا منتجات البترول إلى الكويت.
وأوضح أن دولة الكويت تحتل حاليا المرتبة السادسة كأكبر مورد للنفط الخام للهند، والمرتبة الرابعة كأكبر مورد للغاز البترولي المسال لها.
وأكد أن هناك مجموعة كبيرة من المجالات الجديدة للتعاون بين الجانبين، كتجارة الهيدروكربونات التقليدية والحلول منخفضة الكربون مثل الهيدروجين الأخضر والوقود الحيوي وتقنيات احتجاز الكربون بالإضافة إلى قطاع البتروكيماويات.
ولفت رئيس الوزراء الهندي إلى أنه يمكن لرؤية الكويت الطموحة للبتروكيماويات بموجب استراتيجيتها لمشاريع الطاقة بحلول 2040، أن تفتح الأبواب أمام الاستثمار المشترك وتبادل التكنولوجيا والنمو المتبادل فهناك مجال هائل لإدخال التقنيات المتقدمة وتعزيز الابتكار عبر سلسلة قيمة الطاقة.
وأعرب رئيس الوزراء الهندي عن «الشكر لصاحب السمو أمير البلاد وحكومة دولة الكويت على رعايتهم الكريمة للجالية الهندية.. ستتاح لي الفرصة للقاء الجالية الهندية».
وأوضح أن «الهنود في الكويت هم أكبر جالية ولقد ساهموا بشكل كبير في تنميتها كأطباء ورجال أعمال وعمال بناء ومهندسين وممرضين ومهنيين آخرين، وهذا يعني أيضا أن هناك مليون سفير هندي يغذون روابط الصداقة والتعاون بين دولتينا الصديقتين».
وتابع أنه «مع رفع مستوى علاقتنا مع الكويت إلى شراكة استراتيجية أعتقد أن دور الجالية الهندية سينمو، وأنا على ثقة بأن السلطات الكويتية تدرك المساهمات الهائلة لهذا المجتمع النابض بالحياة وستستمر في تقديم التشجيع والدعم».
وأفاد بأن الهند «ليست سوقا جديدة للمستثمرين الكويتيين فهناك العديد من الشركات الكويتية التي ترسخت بعمق في النظام البيئي للأعمال الهندية وتتمتع بمواقع قيادية في صناعاتها المعنية.. إن نظامنا الصديق للمستثمرين واقتصادنا عالي النمو يتطلعان إلى الترحيب بالعديد من الشركات الأخرى».
وعن أهمية دول مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية بالنسبة للهند، قال مودي إن «مجلس التعاون الخليجي ككيان جماعي له أهمية حيوية بالنسبة للهند، إذ تشكل دوله الجوار المباشر للهند ويفصل الجانبين فقط بحر العرب».
وذكر أن دول مجلس التعاون تمثل نحو سدس إجمالي تجارة الهند وتستضيف حوالي ثلث الجاليات الهندية فهناك نحو 9 ملايين هندي يقيمون فيها وهم يشكلون مجتمعا مهما فيها ويساهمون بشكل إيجابي في نموها الاقتصادي وتنميتها.
في سياق آخر وبالنسبة للصراع في قطاع غزة وفي أوكرانيا قال رئيس الوزراء الهندي: «لقد دعمنا باستمرار الحل السلمي للصراعات من خلال الحوار والدبلوماسية.. إنني أعتقد اعتقادا راسخا بأن الحلول لا يمكن أن توجد في ساحة المعركة»، مؤكدا أن بلاده «تواصل دعم حل الدولتين المتفاوض عليه من أجل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة وقابلة للحياة داخل حدود آمنة ومعترف بها».
وكان رئيس وزراء الهند الصديقة ناريندرا مودي قد وصل والوفد المرافق له، إلى البلاد أمس، في زيارة رسمية.
وكان في مقدمة مستقبليه على أرض مطار الكويت الدولي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، ورئيس ديوان رئيس مجلس الوزراء عبدالعزيز الدخيل ووزير الخارجية عبد الله اليحيا، والمستشار في ديوان رئيس مجلس الوزراء رئيس بعثة الشرف المرافقة الشيخ الدكتور باسل حمود الصباح، ومساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا السفير سميح جوهر حيات، وسفير دولة الكويت لدى الهند مشعل مصطفى الشمالي.