القاهرة – «وكالات»: فيما لا تزال مدينة ماغدبورغ في ألمانيا تحت هول الصدمة، جراء حادث الدهس المروع الذي استهدف حشداً في سوق لعيد الميلاد، وأدى إلى مقتل 5 أشخاص، وإصابة أكثر من 200، كُشفت تفاصيل جديدة، أعربت عبرت السعودية عن إدانة الهجوم، وقدمت التعازي للحكومة والشعب الألمانيين.
وأعلن مصدر سعودي، أمس السبت، أن مرتكب عملية الدهس بألمانيا، مواطن سعودي يدعى طالب العبد المحسن.
أضاف أن الفاعل لديه وجهات نظر متطرفة، وفقا لوكالة «رويترز».
كما شدد على أن السعودية كانت حذرت ألمانيا من المنفذ بعدما أعرب عن آراء متطرفة على منصة «إكس».
من جهته ذكر موقع «دير شبيغل» بأنه حصل على معلومات تفيد بأن السعودية أرسلت 3 تحذيرات إلى ألمانيا حول منفذ العملية، غير أن برلين تجاهلتها.
وأردف أن الشرطة في ولاية «ساكسونيا أنهالت» الألمانية فتحت تحقيقاً في تهديدات كتبها الرجل على منصة «إكس» بعد تلقيها شكوى إلا أنها توصلت لاستنتاج بأن التهديدات لا تشكل خطراً ملموساً وأغلقت التحقيق.
من جانبها أفادت مراسلة قناتي «العربية» و»الحدث» أن سيدة سعودية حذرت ألمانيا العام الماضي من عزم منفذ الدهس بماغدبورغ قتل ألمان. غير أن دائرة الهجرة الألمانية تجاهلت تحذيرات السيدة.
أضافت أن المسؤولين الألمان تجاهلوا تحذيرات ضد منفذ حادث الدهس رغم تهديداته على منصة «إكس».
وانتقدت وسائل الإعلام الألمانية الحكومة لتجاهلها التحذيرات ضد منفذ حادث الدهس، مشددة على أنه كان يمكن تفادي الهجوم لو تم التحقيق معه بعد التحذيرات.
يشار إلى أن مرتكب عملية الدهس حاصل على إقامة دائمة بألمانيا منذ عقدين، حسب «رويترز».
وقاد الفاعل المركبة مسافة 400 متر مباشرة عبر حشد كبير من الناس، مساء أمس الأول، في سوق عيد الميلاد بمدينة ماغدبورغ الألمانية، ما تسبب بمقتل 5 أشخاص، وإصابة أكثر من 200.
جاء هذا بعدما أعلنت السلطات المحلية، أن المشتبه به طبيب يبلغ 50 عاماً، وصل إلى ألمانيا عام 2006، وحصل على وضع لاجئ، كما عمل في منطقة ساكسونيا أنهالت، التي تقع عاصمتها ماغدبورغ على بعد 160 كيلومترا من برلين.
وأوضحت أن الرجل تصرف بمفرده.
يذكر أن السلطات الألمانية كانت أعلنت أن دوافع الهجوم لا تزال غير واضحة، إذ لم يكن الفاعل معروفا لدى الشرطة على أنه متطرف، حتى إنه نشر آراء على شبكات التواصل الاجتماعي تندد بمخاطر «الأسلمة»، حسب ما نقلت «فرانس برس».
كما أفيد بأن لديه صلات مع اليمين المتطرف في ألمانيا.
إلى ذلك، أتت هذه العملية بعد 8 سنوات على هجوم مماثل استهدف سوقا لعيد الميلاد في برلين.
وجاءت في وقت تشهد ألمانيا حملة انتخابية وقد وضعت قواتها الأمنية في حال تأهب قصوى تحسبا لأي هجمات محتملة.
وقد شكل هجوم أمس الأول الجمعة، صدمة حقيقية للشارع الألماني. وقد شهدت المدينة الواقعة وسط ألمانيا، وإلى الغرب من برلين،منذ صباح أمس السبت تدفقا للمواطنين نحو كاتدرائيتها، وبالقرب من السوق لوضع الزهور على أرواح الضحايا، بينما رسميا تقرر تنكيس العلم فوق المباني العامة.
وليس هناك حديث على المستوى السياسي- الإعلامي عن «إرهاب» و»إسلاميين»، كما جرت العادة. فوسط حالة الذعر التي عاشتها البلاد المأزومة سياسيا واقتصاديا، بدأت وسائل الإعلام تنطق بحرف أول من اسم المهاجم، ومع إشارة إلى أنه يحمل إقامة لجوء في ألمانيا، ليفهم أنه ليس مواطنا، ودون ربطه كما جرت العادة بعمل إرهابي، أو على الأقل بـ»الإسلاميين». وربما يكون التعاطي الرسمي بعيدا عن نمطية الاتهام متعلق بمخاوف ما يمكن أن يؤدي إليه الهجوم من صدام في الشارع الألماني ضد اللاجئين عموما.
عليه، تكشف سريعا، وإن بصورة غير رسمية بعد، اسم المهاجم المفترض الكامل: طالب جواد عبد المحسن، منشق سعودي هارب إلى ألمانيا منذ 2006 وحصل على اللجوء فيها في 2016 ويعرف نفسه بأنه ملحد ومعاد وناقد للإسلام. الرجل أيضا طبيب نفسي، متحمس لدولة الاحتلال الإسرائيلي وللصهيونية ولقتل المدنيين الفلسطينيين، ويحمل برلين مسؤولية تحويل ألمانيا إلى «الأسلمة».
وأدى الكشف عن هوية عبد المحسن، وترجمة بعض تغريداته على موقع إكس، ويظهر فيها تهديد بالعنف ضد ألمانيا.
واقتنص رواد مواقع التواصل الاجتماعي السعوديون الفرصة للتذكير بأن برلين رفضت تسليم عبد المحسن، الذي يعتبر نفسه أيضا «معارضا عسكريا». وحتى مالك منصة إكس، إيلون ماسك، لم يتركها فرصة، بعد أقل من 24 ساعة على إعلانه تأييد «البديل» القومي المتطرف في الانتخابات الألمانية القادمة، للغمز من زاوية أن طالب مطلوب للرياض ورفضت برلين تسليمه. فماسك يريد القول إن الطبقة السياسية الألمانية متخاذلة، وبالتالي الأنسب هو انتخاب «البديل» لحل مشاكل البلد مستقبلا، وفي ذلك بالطبع انحياز واستغلال لعمل راح ضحيته أبرياء.
وربما الساعات القادمة ستكشف رسميا أيضا مدى ارتباط ذلك الغضب، وموقعه على إكس يحمل بندقية، والشعور بالخذلان من سياسات برلين بالهجوم الدامي الذي ارتكبه بحق أسر ألمانية تتسوق الهدايا لأعياد الميلاد.