
وسط تأكيدات من الجانبين الكويتي والصيني، بأن إنشاء ميناء مبارك الكبير، هو "أيقونة التعاون" بين البلدين، وإصرارهما على تذليل أي صعوبات تواجه المشروع، أعلن وزير الخارجية عبد الله اليحيا، عن البدء في الخطوات الأخيرة لتنفيذ التوافقات الكويتية والصينية، في ظل علاقات ممتازة بين البلدين الصديقين، وتعاون وثيق، والتطلع للدفع به إلى مستويات أرحب، بما يحقق تطلعات القيادتي والشعبين في الكويت والصين.
جاء ذلك في ردود الوزير اليحيا على أسئلة الصحافيين، لدى حضوره أمس الأول، احتفال تدشين سفارة الصين مقرها الجديد بالضاحية الدبلوماسية بمنطقة غرب مشرف، بحضور السفراء العرب والأجانب وأركان وزارة الخارجية وكبار الشخصيات وحشد كبير من المدعوين.
ولفت الوزير اليحيا الى تسريع وتيرة التفاهمات الكويتية الصينية، من خلال جدول زمني، لأنها تتضمن مشاريع مختلفة تحتاج إلى وقت طويل من الاستعدادات والتجهيزات بعض التشريعات والقوانين، مستدركا: قد تكون هذه الأمور سريعة من جانب وتتأخر من الجانب الآخر، ومن هنا لا بد ان تكون هذه الأمور من الجانبين الكويتي والصيني معا، مؤكدا استمرار الزيارات على كل المستويات بين البلدين.
من جانبه، عقد السفير تشانغ جيانوي مؤتمرا صحافيا في سفارته الجديدة، قبل حفل الاستقبال الذي أقامه بهذه المناسبة، مؤكدا أن الصين تولي اهتماما بالغا لتطوير العلاقات مع الكويت حيث إن الكويت شريك مهم في مبادرة الحزام والطريق، خصوصا بعد زيارة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الى الصين في سبتمبر 2023، ونعمل حاليا مع الجانب الكويتي لتنفيذ التوافقات التي تم التوصل إليها خلال هذه الزيارة المهمة، ونبذل جهودا دؤوبة لترجمة هذه التوافقات على أرض الواقع.
وأكد أهمية مشروع ميناء مبارك الكبير للكويت، لوجودي ضمن الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، مضيفا: وهو مشروع ضخم بحاجة إلى دراسة جديدة وتنسيق وثيق، نظرا لبعض الصعوبات حيث إن المرحلة الأولى للميناء مر عليها اكثر من 10 سنوات، والآن بحاجة لتحديث التصاميم حسب الظروف الحالية.
أضاف: الشركة الصينية التي تتعاون مع الكويت في مشروع ميناء مبارك، شركة حكومية كبيرة ولديها تجارب كثيرة حيث شاركت في تنفيذ مشاريع ضخمة في الصين ، ولديها قدرة قوية على ذلك.
وتابع : نتعاون وننسق مع الكويت في تنفيذ مشروع ميناء مبارك، ولدينا الثقة التامة للتغلب على العقبات والصعوبات، وهناك تفاؤل لمستقبل هذا المشروع، ولكنه يحتاج الى صبر وجهود دؤوبة.
وأوضح السفير جيانوي انه توجد اكثر شركة صينية تعمل في الكويت لتنفيذ مشاريع كبرى، تتعلق بالبنية التحتية وميناء مبارك والطرق والجسور والمدن الاسكانية ، وقطعت هذه الشركات الصينية شوطا كبيرا في مشاريع ميناء مبارك والطاقة المتجددة ومعالجة مياه الصرف الصحي وغيرها.
ولفت الى دخول عمالة صينية لتنفيذ هذه المشاريع مستدركا: والشركات الصينية مهتمة بتوظيف عمالة محلية ومنفتحة على ذلك في ظل سياسة التكويت.
وشدد السفير جيانوي على حرص الصين على التعاون مع الكويت في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال الأمني ومحاربة الإرهاب بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، مضيفا: ونهدف الى تعزيز التعاون مع الكويت وبقية دول مجلس التعاون، من أجل استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة، لافتا الى ان الصين بذلت جهودا إيجابية في الوساطة بين السعودية وايران، وهذا يسهم في استقرار المنطقة وتنمية الشراكة الاقتصادية بين دولها.
وأفاد جيانوي بأنه وخلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 13.13 مليار دولار، مؤكدا حرص الصين على الحفاظ على هذه الوتيرة من التعاون، ومبينا أن السلعة الأولى التي تصدرها الصين إلى الكويت هي السيارات، والتي بلغت نسبة زيادتها سنويا 21 في المئة، فيما يعتبر الغاز والنفط السلعتين الأساسيتين اللتين تستوردهما الصين من الكويت، لتحتل بذلك المركز التاسع المصدر للنفط الخام إلى الصين.
وحول الاستثمار الصيني في دولة الكويت أفاد السفير جيانوي بأنه وصل إلى 720 مليون دولار، لتعتبر من أكبر المستثمرين على أرض الكويت.
ولفت إلى التعاون الثقافي والحضاري والشعبي بين البلدين عن طريق الفعاليات المتبادلة، لاسيما الصينية في الكويت منها أنشطة تعليم اللغة الصينية التي استضافها المركز الثقافي الصيني والأنشطة الموسيقية الصينية التقليدية وندوات حول العلاقات المتبادلة وهدفها جميعا تقريب وزيادة التفاهم بين الشعبين.
وشدد السفير جيانوي على مواصلة بلاده توسيع انفتاحها على العالم، مشيرا إلى مؤتمرات وفعاليات دولية عدة، سعت الصين من خلالها إلى التمسك بتعددية الأطراف الحقيقة وقدمت مساهمتها في تعزيز السلام والتنمية للعالم.
وأكد في نهاية المؤتمر" انه بحلول عام 2025 نتطلع إلى العمل مع الجانب الكويتي سويا على تسريع تنفيذ التوافقات المهمة بين قيادتي البلدين، وتعميق المواءمة بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية الكويت 2035، وتعزيز التبادل والتعاون في المجالات كافة، وإثراء مقومات علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية الكويتية وزيادة الرفاهية المشتركة للشعبين".