أكدت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية كارين ساساهارا، أن التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والكويت قوي جداً، وممتد لعقود، لافتة إلى أن الكويت حليف استراتيجي من خارج حلف "الناتو" منذ العام 2004.
وقالت ساساهارا خلال استضافتها في برنامج "السفير" الذي يعرض على شاشة قناة "الصباح" الفضائية: إننا نحظى بتعاون وعلاقات متينة، والمدنيون والعسكريون الأمريكيون والكويتيون يتواصلون ويتشاورون باستمرار، ويجرون نقاشات ويتبادلون المعلومات بشأن طبيعة التعاون الأمني بينهم، وركائزه هنا في الكويت، من أجل حماية الكويت، وهي عملية مستمرة تتسم بالسلاسة، ويمكن تغييرها وتعديلها بناء على الأحداث في المنطقة.
أضافت: إن تعاوننا ممتد منذ عقود، ولا سيما منذ عمليتي "درع الصحراء" و"عاصفة الصحراء"، واللتين كانتا حجر الزاوية. والكويت تحتضن رابع أكبر تجمع للجنود والمجندات الأمريكيين، وهذا أمر لا يعرفه الكثيرون. لذا، لا يسعني حين أسمع من يقول إن الولايات المتحدة ستخرج من المنطقة، إلا أن أبتسم، فنحن لن نخرج من المنطقة، بل نحن حاضرون فيها بقوة، ليس فقط في الكويت بل في جاراتها الخليجيات، وعلاقاتنا متينة جداً، والكويت حليف استراتيجي من خارج حلف الناتو منذ عام 2004، وقد احتفى سمو ولي العهد بمرور 20 عاماً على هذا التحالف خلال مشاركته في الجمعية العامة في نيويورك، إلى جانب مبادرة إسطنبول للتعاون التي تطبق هنا منذ عام 2017. لذا، فإننا نحظى بتعاون وعلاقات متينة. بالعودة إلى الجانب العملياتي، فإن المدنيين والعسكريين الأمريكيين والكويتيين يتواصلون ويتشاورون باستمرار ويجرون نقاشات ويتبادلون المعلومات بشأن طبيعة التعاون الأمني بينهم وركائزه هنا في الكويت، من أجل حماية الكويت.
وقالت ساساهارا أيضا: ندرك أن حرب التحرير كانت الأساس الذي أبقى على علاقتنا من خلال القتال جنباً إلى جنب من أجل تحرير الكويت. نريد أن نستمر في التطلع قدماً لكي نمكّن الأجيال القادمة من معرفتها. نحن نعيش في المنطقة أوقاتاً عصيبة لكن علينا أن نتحدث عن أمن الكويت، وكيفية حمايتها.
وشددت على أن لدينا شراكات قوية مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي، ولكل منها ما يميزها كبلد لأنها تقدم إضافاتها الخاصة. عندما نتحدث عن الكويت، فإننا نتحدث عن دورها كوسيط، وعن علاقاتها الإيجابية مع كل دول المنطقة. ومن الجيد الحفاظ على ذلك حتى تتمكن من إيصال رسائلها كشريك محايد، وهذا أمر ذو فائدة كبيرة تمكن الكويت من خوض مباحثات لا تستطيعها دول أخرى، وهذه نقطة قوة.
ونوهت سفيرة الولايات المتحدة بالدور الذي لعبته الكويت، في التحالف الذي أطاح بتنظيم الدولة الإسلامية، فقد كانت من أوائل المنضوين تحت لوائه منذ تأسيسه وكانت الكويت ضمن المجموعات الأربع التي عملت على تفكيك التنظيم، وكان للكويت دور محوري في ذلك.
وحول الحرب الإسرائيلية على غزة، أكدت السفيرة الأمريكية أن الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، يعملون بلا كلل ليلاً ونهاراً مع نظرائهم الإسرائيليين، ونظرائهم في المنطقة، سواء في مصر أو الأردن أو لبنان، لوضع حد لهذه الحرب، آخذين في الاعتبار حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لكن ما ننظر إليه بعد 14 شهراً هو الوضع في غزة الذي يشهد أزمة إنسانية عميقة، مشددة على أنه لا بد لأهل غزة والفلسطينيين أن يعودوا إلى منازلهم، وتلك المنازل بحاجة إلى إعادة إعمار، ولا بد لهم من العودة لممارسة حياتهم بكل كرامة. أما على الجانب السياسي، فيجب على الطرفين استئناف المفاوضات التي تفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة ومزدهرة.
أضافت: لطالما كانت هذه سياستنا، ولن تتغير لكن هذا الأمر لن يتحقق في حال استمرّ العنف. لقد حددنا مهلة تنتهي في ثلاثين يوماً نريد أن نشهد فيها زيادة في دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يعاني أزمة طاحنة. ولا نريد أن نغفل حقيقة أن هناك نساء وأطفالاً ورضعاً ومدنيين معرضون للخطر ويحتاجون إلى المساعدة، لذا فنحن نعمل على المدى السياسي المتوسط والبعيد.
وحول احتمال تغير إستراتيجية الولايات المتحدة بشأن الحرب على غزة، مع اقتراب عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، قالت ساساهرا: يصعب علي التعليق على ذلك لكني سأكون صريحة معك. ليس لدينا إلا رئيس واحد حالياً، وهو جو بايدن الآن، لكن هذا سيتغير بالطبع في الـ20 من يناير، لكن الحقيقة أيضاً هي أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب هو أيضاً الرئيس السابق ترامب. لذا، يتعين على من يبحثون عن إجابة النظر إلى تلك الفترة أيضاً، لكننا لا نعرف، ولا أعتقد أن من الملائم لي أن أخمن لكن مواقفه معروفة، فهو رئيس سابق.
وعما إذا كانت الولايات المتحدة تقوم بما هو كافٍ، في هذا الصدد، قالت: نشعر أننا نقوم بأكثر مما نستطيع. كما قلت، فإن الرئيس بايدن والوزيرين بلينكن وأوستن وغيرهم يعملون بلا كلل. وزير الخارجية بلينكن قام بعشر زيارات إلى المنطقة ربما أكثر من 10 زيارات في محاولة لإنهاء الأزمة لكنها عملية صعبة جداً وليست حدثاً عارضاً، وأحياناً نصطدم بنتائج متعارضة لكن هدفنا واضح تماماً كما قلت، وهو أننا يجب أن نحقق السلام، ونزيد حجم المساعدات الإنسانية. ينبغي أن يعود أهل غزة إلى بيوتهم التي يجب أن يُعاد إعمارها ليستأنفوا حياتهم فيها، ويجب أن تجرى مفاوضات تسفر عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد اتخذت أي إجراءات إضافية لتأمين سلامة قواعدهاالعسكرية في المنطقة، ردت السفيرة ساساهرا بالقول: نحن نراقب هذا الوضع باستمرار في كل القواعد، والكويت تقوم بالأمر ذاته، فهي تراقب ما يجري في المنطقة حتى تقوم بأي إجراءات تراها مناسبة. إنها مسألة تخضع لمراقبة حثيثة، وتتعلق أيضاً بوجوب التحلي بالمرونة، والحذر واليقظة الدائمين. لهذا، فالأمر ليس ذا خصوصية بالنسبة إلينا، بل هو مجرد إجراء تشغيلي روتيني.
ووصفت السفيرة الأمريكية قناة الصباح، بقولها: إنه مبنى مدهش ومكان رائع، والمكتوب يقرأ من عنوانه، وهذا مهم جداً لأن المحطة التلفزيونية حين تحقق إنجازاً كهذا، فإنها تكون مرآة للبلاد، وكأنها تقول هذا ما نحن عليه، وعندما ينظر الآخرون في تلك المرآة، فإنهم يريدون أن يروا ما يعتقدون أنه التمثيل الأنسب للكويت، وهذا مهم لأن دول الخليج تراقب، ونحن كذلك نتابع جميع القنوات لأننا مهتمون برؤية ذلك. في هذا الإطار، فإن الكويت تقدم أفضل بصمة إعلامية لها.