يقال إن عمر الإنسان لايحسب بعدد السنين بل بالانجازات .. وكذا هو عمر الدول أيضا يقاس بالعطاء والأدوار والانجازات.. ومن هذا المنطلق تسعى الكويت دائما لتكون موطن الانجاز والعطاء، وآخر أدوار هذه المسيرة الخيرة وليس آخرها ، استضافة الكويت لأعمال القمة الخليجية الـ 45 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي نجحت نجاحها مشهودا وبشهود .. في خضم دلالات التاريخ وخصوصيات الزمان والمكان في أعقاب تقارب خليجي متزايد وحراك مكثف "وإعلان" واضح المعالم، وبيان ختامي لايقبل القسمة على اثنين.
وفي هذا الإطار توالت الإشادات، إذ ثمن وزير الخارجية البحريني الدكتور عبداللطيف الزياني أمس الأول الاحد خروج القمة الخليجية ال45 التي استضافتها دولة الكويت بنتائج إيجابية أكدت حرص قادة دول المجلس على تكريس التضامن الخليجي وتلبية تطلعات الشعوب الشقيقة في تعميق أواصر التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء بجميع الميادين وصولا إلى وحدتها.
وذكرت وزارة الخارجية البحرينية في بيان ان الوزير الزياني قال ان نتائج القمة تؤكد حرص القادة على تعزيز مكانة الدول الاعضاء المرموقة في محيطها الإقليمي والدولي كشريك فاعل في إرساء الأمن والسلام والازدهار من خلال دعمها للحقوق والقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وإدراكها لضرورة تسوية النزاعات واحتواء التوترات بالطرق السلمية وتعميق الشراكات الاستراتيجية مع الدول والمجموعات الصديقة من أجل منطقة آمنة مستقرة ومجتمعات مسالمة ومستدامة.
واشاد بالمشاركة المثمرة لولي العهد البحريني الامير سلمان بن حمد نيابة عن العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى في القمة الخليجية باعتبارها تأكيدا لموقف مملكة البحرين الثابت في دعم التكامل والترابط الأخوي الخليجي كأولوية متقدمة في ظل السياسة الخارجية الحكيمة للعاهل البحريني.
أضاف ان مشاركته عكست التزام مملكة البحرين الراسخ بتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك من خلال عضويتها الفاعلة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ تأسيسه ورئاستها الحالية للقمة العربية وحرصها الدائم على توحيد الصف الخليجي وتعزيز المنجزات التنموية والتكاملية لدول المجلس كأنموذج في التلاحم بين الأشقاء والشراكة الاستراتيجية الوطيدة في ظل منظومة دفاعية وأمنية مترابطة ومشروعات تنموية واقتصادية مشتركة نابعة من وحدة التاريخ والهدف والمصير.
من جهته، أشاد مجلس الشورى القطري نتائج القمة الخليجية الـ 45 البناءة التي استضافتها دولة الكويت ومساهمتها في تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك.
ورحب المجلس الذي عقد جلسته الأسبوعية العادية بقيادة رئيس المجلس حسن الغانم باتفاق ايقاف إطلاق النار في لبنان معربا عن أمله أن يمثل ذلك خطوة مهمة نحو إنهاء معاناة الشعب اللبناني وإعادة الاستقرار للمنطقة.
كما أعرب عن تطلعه إلى أن تكون هذه الخطوة مقدمة لجهود أوسع لايقاف عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على غزة والاعتداءات على الضفة الغربية ولتحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي تطلعات الشعوب العربية.
ورأى الأستاذ المساعد في قسم التاريخ بجامعة الكويت الدكتور بدر السيف إن إعلان قمة الكويت جسد المواقف الخليجية الثابتة وفتح آفاقا جديدة بالتركيز على القضايا التي تهم المنطقة والمستقبل.
وقال السيف لـ"كونا" إن الإعلان الخليجي عكس الثقة المتزايدة لدول مجلس التعاون في قدراتها وثقلها الإقليمي والدولي مع طموحها لترسيخ حضورها على الساحة العالمية خاصة من خلال مبادرات دعم الاقتصاد الرقمي وتطوير البنى التحتية التكنولوجية بما يسهم في تحقيق تطلعات شعوبها مضيفا أن "هذا التوجه يأتي منسجما مع رؤية قادة دول المجلس أن "المستقبل خليجي" ليس فقط للمنطقة إنما للشرق الأوسط والعالم أجمع".
من جهتها أكدت أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الخليجية بمملكة البحرين الدكتورة استقلال العازمي أهمية نتائج القمة الخليجية الـ45 في تكريس دعائم "مجلس التعاون" وتماسكه ووحدة الصف بين أعضائه وتحقيق المزيد من التنسيق والتكامل والترابط.
وقالت العازمي إن البيان الختامي تطرق إلى ملفات مستحقة وغاية في الأهمية منها ضرورة احترام العراق سيادة دولة الكويت ووحدة أراضيها والالتزام بالتعهدات والاتفاقيات الثنائية والدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة لا سيما قرار مجلس الأمن رقم 833 بشأن ترسيم الحدود البرية والبحرية مشيرة إلى تأكيده ضرورة استئناف اجتماعات الفرق الفنية القانونية المشتركة لاستكمال ترسيم الحدود البحرية لما بعد العلامة رقم "162".