كشفت مصادر مطلعة لـ «الصباح»، أن كلمة وزير الخارجية عبد الله اليحيا، التي ألقاها خلال ترؤسه أمس، الاجتماع التشاوري للدورة الـ 162 للمجلس الوزاري التحضيرية للقمة الخليجية الـ 45، والتي تحتضنها الكويت، بعد غد الأحد، تشكل تلخيصا لاجتماع المجلس الوزاري وتوصياته للقمة، كما أنها ترسم ملامح البيان الختامي، المقرر صدوره عن القمة المرتقبة.
وكان اليحيا قد أكد في كلمته بافتتاح الاجتماع التشاوري للدورة الـ 162 للمجلس الوزاري الخليجي، والذي عقد بحضور رؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المشاركة في الاجتماع، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، أن انعقاد المجلس الوزاري التحضيري للقمة، يجسد عمق الروابط الأخوية التي تجمع دول مجلس التعاون، ويعكس الحرص المشترك على تعزيز وحدة الصف الخليجي، ودفع مسيرة التعاون، بما يخدم مصالح شعوبنا ويواكب تطلعاتها.
وقال الوزير اليحيا رئيس الدورة الحالية في كلمته الافتتاحية للاجتماع، إن انعقاد هذا الاجتماع في دولة الكويت يمثل محطة مهمة لمواصلة تعزيز أطر التكامل بين دول المجلس، والعمل على مواكبة المستجدات الإقليمية والدولية التي تتطلب منا تنسيقا أعمق ومواقف أكثر وحدة.
وذكر أن اجتماع اليوم يأتي في مرحلة دقيقة تمر بها المنطقة والعالم بأسره، حيث تتزايد التحديات وتتفاقم الأزمات التي تستدعي منا الوقوف صفا واحدا، والعمل بروح المسؤولية المشتركة لمواجهتها، كما أن الأخطار المحدقة بالأمن والاستقرار الإقليمي تتطلب منا تنسيقا مكثفا ومواقف موحدة لمواجهة التهديدات المتصاعدة، وفي مقدمتها الأحداث المأساوية التي ما يزال أشقاؤنا في دولة فلسطين يعانون ويلاتها وخاصة في قطاع غزة.
وقال: «نؤكد مجددا موقفنا المبدئي والثابت تجاه دعم القضية الفلسطينية العادلة وضمان حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
ودعا المجتمع الدولي إلى القيام بمسؤولياته الإنسانية والقانونية تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل، ووقف الاعتداءات الوحشية التي ترتكب بحقه، مشددا على أهمية الإسراع في ضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون قيود مع توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وجدد الوزير اليحيا الدعم للجهود المباركة التي تقودها المملكة العربية السعودية في قيادة التحالف الدولي لدعم الاعتراف بدولة فلسطين.
وقال «إننا اليوم أمام مسؤولية مشتركة تتطلب منا العمل بروح التعاون لمعالجة عدد من القضايا العالقة مع العراق بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي وترسيخ مبادئ حسن الجوار وبناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والالتزام بالقانون الدولي».
أضاف انه «لتحقيق هذا الهدف نؤكد ضرورة التزام العراق الكامل بسيادة دولة الكويت ووحدة أراضيها، واحترام كل الاتفاقيات الدولية والثنائية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وبالأخص قرار مجلس الأمن رقم 833 لعام 1993 بشأن ترسيم الحدود الكويتية - العراقية حتى العلامة 162.
وأعرب عن التقدير للجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون، وخاصة السعودية، لحث حكومة العراق على الدخول في حوار جاد وبناء لاستكمال ترسيم الحدود البحرية لما بعد العلامة 162 بما يعزز علاقات حسن الجوار ويرسخ الاستقرار الإقليمي.
وأكد أهمية استئناف اجتماعات الفرق الفنية القانونية الكويتية - العراقية المشتركة المعنية باستكمال ترسيم الحدود، ودعوة العراق إلى الالتزام باتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله، التي تم توقيعها بين حكومة دولة الكويت وحكومة جمهورية العراق بتاريخ 29 أبريل 2012، مجددا الدعوة بالاستجابة إلى طلب دولة الكويت باستئناف اجتماعات اللجنة المشتركة لتنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله.
وأعرب عن الآمل في «أن يديم على دولنا وشعوبنا نعمة الأمن والاستقرار والازدهار، تحت ظل القيادة الحكيمة لقادة دول المجلس، والذين نتطلع بكل اعتزاز إلى التشرف باستقبالهم ضيوفا أعزاء على صاحب السمو أمير البلاد، وأخيه سمو ولي العهد، في هذه المناسبة التي تعكس روح الوحدة والتلاحم بين دول مجلس التعاون.
من ناحيته، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي اليوم الخميس عن التفاؤل والثقة الكبيرة في أن تكون القمة الخليجية ال45 التي ستستضيفها دولة الكويت يوم الأحد المقبل محطة بارزة في مسيرة العمل الخليجي المشترك.
جاء ذلك في كلمة ألقاها البديوي في الجلسة الافتتاحية للمجلس الوزاري التحضيري للقمة الـ 45 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، والتي أشار فيها إلى الثقة بحكمة سموه، ورؤيته الثاقبة ونواياه الصادقة في تحقيق الأهداف السامية التي يسعى إليها قادة دول مجلس التعاون، من خلال تعزيز أواصر التعاون والتكامل، تحقيقا لتطلعات شعوب دول المجلس نحو مستقبل مشرق يزخر بالتنمية والازدهار.
وقال البديوي إن انعقاد الدورة يأتي تأكيدا على الحرص والاهتمام بتنفيذ توجيهات قادة دول مجلس التعاون، لدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك ومواصلة الجهود لتعزيز التنسيق والتكامل والترابط، وليظل مجلس التعاون كيانا متماسكا ومتضامنا يعبر عن عمق العلاقات الأخوية والروابط المتينة والمصالح المشتركة ،وحصنا منيعا لحفظ الأمن والاستقرار، وواحة للنماء والازدهار في هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع.
بدوره أعرب وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان المريخي، عن ثقته التامة بأن مسيرة مجلس التعاون الخليجي ستواصل تحقيق المزيد من الإنجازات المنشودة، لاسيما خلال رئاسة دولة الكويت الدورة الـ 45 للمجلس الأعلى.
وثمن الوزير المريخي جهود المجلس الوزاري في تحقيق المصالح المشتركة، معربا عن أمنياته لوزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا، بالتوفيق والنجاح في رئاسة هذه الدورة، ومؤكدا دعم دولة قطر لكل ما يعزز استقرار وازدهار دولنا وشعوبنا الخليجية.