بيروت – «وكالات»: وسط احتفالات المواطنين اللبنانيين، خصوصا في الجنوب، بانتصارهم على الغطرسة الصهيونية، وكسر إرادة المحتل الإسرائيلي الغاصب، دخل وقف إطلاق النار بين «حزب الله» اللبناني وإسرائيل حيز التنفيذ، في وقت مبكر من صباح أمس الأربعاء، بعد أن وافق الجانبان على اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا.
في هذا الإطار، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، التمسك بسيادة لبنان على كل أراضيه براً وبحراً وجواً، مشدداً على «المرجعية الأمنية للجيش في الجنوب، ما يُسقط الحجج التي يرتكز عليها العدو».
وقال ميقاتي، في كلمة بعد جلسة مجلس الوزراء أمس: «نبدأ، اليوم، مسيرة إعادة ما تهدَّم، ونُعلِّق الأمل على الجيش لإعادة الأمن إلى الجنوب»، مضيفاً: «أكدنا التزام الحكومة بتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بكل بنوده».
وتابع ميقاتي: «إننا نعيش لحظات استثنائية، والمسؤولية كبرى وجماعية للتكاتف وبناء دولة تحمي المكتسبات»، مضيفاً: «نستعيد ثقة العالم بنا، ونعيد ثقة اللبنانيين بالدولة، ونؤكد المرجعية الأمنية للجيش في الجنوب».
وطالب ميقاتي «بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار، والانسحاب من الأراضي التي احتلها»، مضيفاً: «نحن على ثقة تامة بأن الغد سيكون أفضل للبنان، شرط أن نضع خلافاتنا جانباً».
وأوضح أن «الجميع كان يراهن على فتنة، ولكننا رأينا رغم صعوبة الأوضاع الاجتماعية احتضان المواطنين لبعضهم البعض»، متمنياً أن «يحمل هذا اليوم الأمن والاستقرار للبنان رغم الوجع».
وقبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء بالعاصمة بيروت أمس الأربعاء ، قال وزير الدفاع اللبناني موريس سليم،، إنّ الجيش موجود جنوب البلاد، وإنه سيعيد انتشاره بشكل أكبر في جميع المناطق التي سينسحب منها الجيش الإسرائيلي، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
أضاف سليم، في تصريحات أدلى بها للصحافيين، أن الادعاء الإسرائيلي يناقض بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ فجر الأربعاء، مشيراً إلى أن الاتفاق ينص على «حق الجانبين في الدفاع عن النفس» وليس حرية الحركة للجيش الإسرائيلي. وأكد أنّ الجيش اللبناني سيقوم بكل ما يلزم لمواكبة تنفيذ الاتفاق، وسيكون الركن الأساسي في كل ما يدور ضمنه من خطوات، وفق وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وكان متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قد قال في منشور على منصة إكس: «مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وبناء على بنوده يبقى الجيش الإسرائيلي منتشراً في مواقعه داخل جنوب لبنان». وأضاف مهدداً مواطني جنوب لبنان: «يحظر عليكم التوجه نحو القرى التي طالب الجيش الإسرائيلي بإخلائها أو باتجاه قوات الجيش في المنطقة».
في المقابل، أعلن الجيش اللبناني في بيان الأربعاء، أنه يتخذ الإجراءات اللازمة لاستكمال انتشاره في الجنوب، مع بدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في الرابعة فجر الأربعاء بتوقيت بيروت «02:00 توقيت غرينتش».
ودعا الجيش اللبناني «المواطنين إلى التريث في العودة إلى القرى والبلدات الأمامية التي توغلت فيها قوات العدو الإسرائيلي، بانتظار انسحابها وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار». كما حث «العائدين إلى سائر المناطق على توخي الحيطة والحذر من الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة من مخلّفات العدو الإسرائيلي».
وكان رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، قد شدد في كلمة متلفزة أمس الأربعاء، على أن «لبنان تمكّن من إحباط مفاعيل العدوان الإسرائيلي»، داعياً النازحين إلى العودة إلى قراهم «حتى لو كانت الإقامة فوق ركام المنازل».
وأشار بري إلى «أننا نطوي اليوم لحظة تاريخية هي الأخطر التي مرّت على لبنان، مهدّدة أرضه، وشعبه، وتاريخه، وحاضره، ومستقبله، وثرواته، من جراء الحرب العدوانية التي طاولت كل مقومات الحياة».