«وكالات»: رغم التصعيد الإسرائيلي الكثيف خلال الساعات الماضية، فقد برزت مؤشرات تؤكد أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان بات أمرا واقعا، فيما تظل غزة أمرها إلى الله، بعد أن تجاهلها الجميع، القريب والبعيد، وكادوا ينسون شعبها الذي يعاني يوميا القتل والدمار والتهجير والتشريد.
وقد أفادت مصادر مطلعة أنه من المتوقع الإعلان عن وقف النار بين الجانب اللبناني وإسرائيل، قبل منتصف لليلة أمس، بتوقيت الكويت.
يأتي ذلك فيما اجتمع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر لاتخاذ قرار بشأن وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة مع حزب الله في لبنان.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الأخير سيتحدث بعد اجتماع الحكومة الأمنية.
وكان وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب قد أعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق لوقف النار بحلول ليلة أمس، لافتا إلى أن الجيش سيكون مستعداً لنشر 5000 جندي على الأقل في جنوب لبنان، بمجرد انسحاب القوات الإسرائيلية، فيما رأى أن الولايات المتحدة قد تلعب دوراً في إعادة بناء البنية التحتية المدمرة، وفق «رويترز».
إلى ذلك أعلن مسؤول إسرائيلي أن اتفاق وقف النار يضمن حرية تحرك إسرائيل في الداخل اللبناني، عند حصول أي انتهاك. حيث شدد المتحدث باسم الحكومة ديفيد مينسر على أن «الاتفاق سيحافظ على حرية إسرائيل في العمل دفاعاً عن نفسها لإزالة تهديد حزب الله»، مردفاً أنه «سيتيح أيضاً عودة سكان الشمال لمنازلهم بأمان»، حسب قوله.
وكثفت إسرائيل ضرباتها خلال الساعات الماضية. إذ شنت سلسلة من الغارات المتزامنة على الضاحية الجنوبية لبيروت بعيد إصدار الجيش الاسرائيلي تحذيرات جديدة للسكان لإخلاء مناطق فيها.
كما استهدفت غارة إسرائيلية قلب بيروت، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص على الأقل، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن غارة نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي استهدفت مبنى «في المنطقة الواقعة بين النويري والبسطة في بيروت».
كذلك قصفت بلدات في الجنوب اللبناني.
يذكر أن نائب رئيس مجلس النواب اللبناني، الياس بو صعب كان أوضح في تصريحات أمس الأول، أنه «لم تعد هناك عقبات جدية أمام بدء تنفيذ الاتفاق الذي اقترحته الولايات المتحدة لوقف الحرب، ما لم يغير رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رأيه».
كما لفت إلى أن إحدى نقاط الخلاف كانت تتعلق بمن سيراقب وقف النار، لكنه أكد في الوقت عينه أنها حلت لاحقاً عبر الموافقة على تشكيل لجنة من 5 دول، بينها فرنسا، على أن ترأسها الولايات المتحدة. وأفاد أن المقترح ينص على انسحاب عسكري إسرائيلي من الجنوب، ونشر الجيش اللبناني في منطقة الحدود خلال 60 يوماً.
ومنذ سبتمبر الماضي، صعدت إسرائيل هجماتها العنيفة على مختلف المناطق اللبنانية لاسيما الضاحية الجنوبية، فضلاً عن الجنوب والبقاع، وهاجمت مئات المواقع لحزب الله.
كذلك توغلت قواتها في عدة بلدات حدودية في الجنوب، حيث اشتبكت مع عناصر الحزب.