أكدت الكويت ومصر أمس، عزمهما على مواصلة التعاون السياسي والأمني والاقتصادي، من أجل مواجهة التحديات، وتحقيق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين، في جميع المجالات.
جاء ذلك خلال الفعاليات التي تضمنتها زيارة وزير الخارجية والهجرة المصري د. بدر عبد العاطي للكويت، وأهمها استقبال سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد له، في قصر السيف، حيث نقل لسموه رسالة شفوية موجهة إلى سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، من أخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وسبل تعزيزها وتنميتها في كافة المجالات، بالإضافة إلى آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير تميم خلاف، إن الوزير عبد العاطي نقل تحيات الرئيس المصري إلى شقيقه سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، ونقل الوزير عبد العاطي أيضا رسالة شفهية من الرئيس السيسي إلى صاحب السمو، أكد من خلالها عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وكذا سبل تعزيز العلاقات الثنائية في إطار الروابط العميقة بين مصر والكويت، فضلًا عن استعراض آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأكدت الرسالة الشفوية توافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب، مبديًا الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته، حيث أشار الرئيس المصري إلى تطلع الجانب المصري للحفاظ على دورية انعقاد كافة الأطر المؤسسية الثنائية، للارتقاء بالعلاقات الثنائية التي تربط البلدين الشقيقين.
كما شدد على دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
على صعيد متصل استقبل رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الشيخ فهد اليوسف وزير الخارجية والهجرة المصري د. بدر عبد العاطي، حيث أشار الوزير عبد العاطي إلى الحرص على توطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين لما يتمتعان به من مقومات، مؤكدًا الأهمية التي توليها الحكومة المصرية لتعزيز دور القطاع الخاص في قيادة التنمية الاقتصادية بمصر.
وتناول اللقاء أيضًا الخطوات والإجراءات الطموحة التي اتخذتها الحكومة لتحسين مناخ الاستثمار وتذليل العقبات التي تواجه المستثمرين وتطوير بيئة الأعمال في مصر، كما عرض الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلًا عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر.
وأثنى وزير الخارجية المصري على الجهود المبذولة من جانب سلطات البلاد المعنية لتقديم الرعاية اللازمة للمواطنين المصريين المُقيمين بالكويت، مشيدًا بالرعاية التي تحظى بها العمالة المصرية في الكويت، على ضوء الدور الهام لتلك العمالة في مسيرة التنمية الكويتية، مثمنًا مخرجات اللجنة العمالية المشتركة التي انعقدت بالقاهرة نهاية شهر أغسطس الماضي.
وأشار أيضاً إلى استعداد مصر للتعاون مع الجانب الكويتي لإيفاد عمالة ماهرة ومُدربة وفقًا لاحتياجات سوق العمل الكويتي، مبرزًا التجربة المصرية الإيجابية في منظومة الربط الإلكتروني لإيفاد العمالة المصرية إلى الخارج مع بعض الدول الأخرى.
وأبدى عبد العاطي ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة، مشيرًا إلى تطلع مصر لتعزيز التعاون بين البلدين في مجال الأمن السيبراني، بالنظر للأهمية التي توليها مصر لهذا المجال الحيوي.
من جهة أخرى، وفي في مؤتمر صحافي قبيل انتهاء زيارته للكويت، حذر وزير الخارجية المصري د. بدر عبدالعاطي ، من حرب شاملة في المنطقة لاتبقي ولاتذر اذا استمرت تصاعد التوترات الاقليمية الحالية،
وثمن دور الكويت في تعزيز العمل العربي والخليجي المشترك متمنيا النجاح للقمة الخليجية التي تستضيفها الكويت، التي تنعقد في ظروف صعبة للغاية.
وعن التهديدات الإسرائيلية على العراق، قال إن مصر ترفض أي عدوان على أي دولة عربية وتدين تماما أي تهديد، ونحن نقف الى جانب أي دولة تتعرض الى أي تهديد او عدوان من الجانب الإسرائيلي سواء في فلسطين او لبنان، وانا زرت بيروت مرتين بتكليف من الرئيس السيسي لمواصلة الجهود لوقف هذا العدوان، ومصر تقف الى جانب أي دولة تتعرض للعدوان وهذا موقف لا يتغير، لافتاً إلى ان العدوان الإسرائيلي وللأسف الشديد هناك تخاذل دولي، والنظام الأممي بات على المحك، في ظل هذا الصمت المخجل متعدد الأطراف، وسط استمرار هذا العدوان الذي يطول النساء والأطفال..
أضاف أن «الجهود مستمرة ونتحرك بجميع الاتجاهات على المستوى العربي والإقليمي ولن نوقف جهودنا حتى يتوقف العدوان. ونحن نكرر ان أوهام وغطرسة القوة لن تحقق الأمن والاستقرار لإسرائيل قبل حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 4 يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية.ورداً على سؤال حول التعيينات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب التي توصف بأنها من اليمين المتطرف، قال إن «مصر لا تتدخل في شؤون الدول وأميركا دولة عظمى ودولة مؤسسات، وهناك طابع استراتيجي بين مصر وأميركا يقوم على المصالح المشتركة الاحترام المتبادل.
وأكد أن زيارته للكويت ليست اقتصادية فقط ولكنها سياسية في المقام الأول، غير أن البعد الاقتصادي مهم للبلدين لمزيد من تطوير هذا القطاع، ونحن نعتز بالاستثمارات الكويتية في مصر ونأمل بالمزيد من ضخ هذه الاستثمارات، في ضوء عملية الإصلاح التي بدأت تؤتي بثمارها، ونحن حريصون على المزيد من الاستثمار والتجارة ونعتز بدور العمالة المصرية في الكويت ومساهمتها في عملية التحديث التي يقودها سمو الأمير.
وتابع: نعتز بدور العمالة المصرية في الكويتية ومساهمتها حيث كان محل نقاش مطول في أعمال اللجنة العليا التي عقدة في مصر في أغسطس، هناك رغبة من أشقائنا في الكويت للاستفادة من العمالة الماهرة، وهناك تنسيق مصري كويتي مستمر فيما يتعلق بمجمل قضايا المنطقة، كالقضيةة السورية ولبنان وفلسطين، كل هذه الأمور بحثتها مع اليحيى.
كما تطرقنا الى التصعيد الكارثي في البحر الأحمر الذي يؤثر على حركة الملاحة البحرية العالمية وتأثر الجميع بهذا التصعيد، ومصر الأكثر تأثراً. وهذا التوتر في غزة ولبنان يزيد من العسكرة في البحر الأحمر، يضر بالتجارة العالمية وخاصة في اقتصاد مصر بسبب هذا التصعيد غير مقبول.
واذا كان هناك جدية لمنع التصعيد، لا بد من معالجة جذور المشكلة، وهي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، فالاستقرار مهم جدا ولن يتحقق الا بحل جذور المشكلة.
من ناحية أخرى التقت وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار نورة الفصام وزير الخارجية والهجرة المصري حيث بحثا مختلف أوجه التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين.
وأشاد عبد العاطي بما شهدته تلك العلاقات من تطور، مبديًا تطلع الجانب المصري للارتقاء بمستوى التعاون، بما يحقق آمال ومصالح الشعبين الشقيقين، ويسهم في تحقيق الأهداف التنموية لكلا البلدين.
وشدد عبد العاطى على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية بمصر والتعاون في مجال الأمن الغذائي، ومنح الجانب الكويتي التسهيلات اللازمة في هذا القطاع.
كما حث الجانب الكويتي على الاستثمار في مجالات النفط والغاز والصناعات البتروكيماوية، لاسيما في ضوء الخبرة التي يتمتع بها في تلك المجالات.