بيروت – «وكالات»: محذرا من أن لبنان بات «على شفير الانهيار»، بعد شهرين من الحرب الضروس التي تشنها إسرائيل ضد قوات «حزب الله»، حث مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، خلال زيارته بيروت أمس الأحد، على «وقف فوري» لإطلاق النار بين الجماعة اللبنانية وإسرائيل.
وصعّدت إسرائيل، منذ 23 سبتمبر الماضي، غاراتها الجوية على معاقل «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها، ثم بدأت، نهاية الشهر نفسه، عمليات توغل بري جنوباً، بعد أكثر من عام على فتح «حزب الله» الجبهة في جنوب لبنان؛ دعماً لحليفته حركة «حماس» في قطاع غزة.
وقال بوريل، خلال مؤتمر صحافي، بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري: «نرى سبيلاً واحدة للمُضي قدماً: الوقف الفوري لإطلاق النار، والتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701»، الذي أرسى وقفاً لإطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل في عام 2006.
أضاف بوريل: «ينبغي زيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية، ومواصلة الضغط على «حزب الله» للقبول بالمقترح الأميركي لوقف إطلاق النار».
كما أكد بوريل، خلال اجتماعه مع قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، ضرورة أن يمارس الشعب اللبناني سيادته على أراضيه، وألا تكون السيادة «رهينة لأحد»، سواء أطرافاً داخلية أم خارجية.
أضاف أنه ناقش مع عون ما يحتاج إليه الجيش اللبناني لنشر قواته جنوب نهر الليطاني، بوصفه «ضامناً» لسيادة لبنان على أرضه، مشيراً إلى أن وجود جيش لبناني قوي ضروري لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701.
وتقود فرنسا والولايات المتحدة جهوداً للتوصل إلى وقف إطلاق نار بين لبنان وإسرائيل. وخلال زيارة إلى بيروت، الثلاثاء، في إطار هذه الجهود، قال المبعوث الأميركي آموس هوكستين إن ثمة «فرصة حقيقية» لإنهاء النزاع، قبل أن يتوجه إلى إسرائيل في اليوم التالي.
وينصّ القرار الدولي 1701 على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفيل»، وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.
ويكرر لبنان، على لسان مسؤوليه، تمسكه بتطبيق القرار 1701، واستعداده لفرض سيادته على كامل أراضيه فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل.
وحذّر بوريل كذلك من أن لبنان بات «على شفير الانهيار»، بعد شهرين من المواجهة المفتوحة بين «حزب الله» وإسرائيل.
وقال خلال المؤتمر الصحافي: «في سبتمبر، كنتُ هنا، وكان لديَّ أمل بأنه من الممكن تفادي حرب مفتوحة تشنّها إسرائيل على لبنان. وبعد شهرين، بات لبنان على شفير الانهيار».
وأعلن كذلك أن الاتحاد الأوروبي مستعدّ لتقديم 200 مليون يورو إلى الجيش اللبناني.
ومنذ بدء تبادل القصف بين «حزب الله» وإسرائيل، في الثامن من أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 3670 شخصاً على الأقل في لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية، ونزح نحو 900 ألف شخص داخل البلاد.