أشاد سفراء عرب بمواقف دولة الكويت العروبية والإسلامية، خصوصا دعمها ومساندتها للشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة، قائلين: «بيّض الله وجه الكويت».
جاء ذلك في تصريحات للسفراء العرب، بعضها خاص لـ «الصباح»، وبعضها الآخر في مناسبة خلال احتفال السفارة الجزائرية بالذكرى الـ70 لثورة نوفمبر.
في هذا الإطار، أشاد سفير فلسطين لدى الكويت رامي طهبوب، بمواقف الكويت الثابتة والداعمة للشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة.
وحول مذكرات التوقيف التي اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بشأن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يواف غالانت، خطوة اولى نحو تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني التي ينتظرها منذ أكثر من 76 سنة، وكذلك بدء عودة الثقة الى القانون الدولي والعدالة الدولية لإحقاق الحق وملاحقة مجرمي الحرب أينما وجدوا.
ودعا طهبوب في تصريح للصحافيين في حفل سفارة الجزائر الخميس الماضي، جميع الدول الموقعة على اتفاق روما الى تنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية، ولا يجب على أي دولة ان تتأثر بحديث هنا أو هناك حول رفض هذا القرار.
واوضح ان عدد الدول الموقعة على اتفاق روما 124 دولة، يشكل أغلبية في العالم، وتنفيذها لقرار المحكمة الجنائية الدولية يسهم في تحقيق العدالة الدولية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض منذ أكثر من عام للابادة الجماعية، واستخدام الجوع كسلاح ضد أبناء وبنات اطفال الشعب الفلسطيني، حيث يوجد أكثر من 750 وليدا ورضيعا أعمارهم اقل من سنة واحدة، تعرضوا للقتل والموت جوعا، إضافة إلى التهجير القسري الذي يتم، وهو ايضا جريمة حرب ضد الإنسانية.
وحول كيفية تنفيذ قرار المحكمة، قال طهبوب: من المفروض انه اينما حل نيتياهو وغالانت في اي دولة موقعة على اتفاق روما ، يتم اعتقالهما، وايضا من حق المحكمة ان تطلب من الدول غير الموقعة على اتفاق روما ان تنفذ اعتقالهما وتسليمهما إلى المحكمة الجنائية الدولية.
واشاد السفير طهبوب بالدول التي أعلنت الالتزام بقرار المحكمة فور صدوره ، واصفا هذه المبادرات بالمشجعة، مشيرا الى استمرار تنسيق القيادة الفلسطينية مع جميع الدول العربية منذ حرب الإبادة وليس فقط بشأن قرار المحكمة الجنائية الدولية.
وردا على سؤال حول اعتقال نتنياهو اذا وصل الى دولة عربية، اكتفى السفير طهبوب بقوله» لا نستبق الاحداث «.
وبشان استخدام الولايات المتحدة الأمريكية « الفيتو « ضد مشروع قرار في مجلس الأمن لايقاف حرب الإبادة في غزة، قال السفير طهبوب: هذا رابع «فيتو « تستخدمه اميركا خلال حرب الإبادة الجماعية ، وهذا ليس بغريب من الولايات المتحدة الأمريكية الراعية للاحتلال».
من جهته أكد السفير الجزائري لدى البلاد عبد القادر الحسني، أن العلاقات بين بلاده والكويت متينة ومتميزة بعمقها التاريخي، تعززها روابط متجذرة تعود إلى فترة الثورة التحريرية التي حظيت بدعم رسمي وشعبي من دولة الكويت، كما تتسم العلاقات بين البلدين على الدوام بالاحترام المتبادل والتفاهم المشترك والتعاون المثمر في عديد من المجالات، وذلك بفضل التوجيهات السديدة لقيادتي البلدين، وحرصهما الشديد على الارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومجالات جديدة.
وقال السفير الحسني خلال احتفال السفارة بالذكرى الـــ70 لثورة نوفمبر: نتطلع خلال السنة المقبلة 2025 إلى عقد اللجنة المشتركة بين البلدين، من أجل تعزيز التعاون الثنائي والرقي به إلى أعلى المستويات.
وتطرق السفير الجزائري إلى مستجدات المنطقة ، متوقفا «عند العدوان الغاشم والسافر الذي تتعرض له فلسطين الشقيقة، مؤكدا أن الجزائر تظل متمسكة بدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، والتضامن اللامحدود واللامشروط معه في هذه الظروف الخاصة. كما تؤكد وقوفها مع لبنان الشقيق ضد العدوان المتواصل على أمنه واستقراره، ووقوفها إلى جانبه في هذه الأوضاع العصيبة التي يمر بها» .
بدوره شدد القائم بأعمال السفارة السورية لدى الكويت تميم مدني، على أن العلاقات قيد التطور بين سوريا والكويت، مشيرا إلى أنها مرت في الفترة الماضية بمرحلة هدوء، لكنها الآن بحمد الله تتطور بشكل أفضل، وهي مستمرة في التقدم نحو العودة إلى ما كانت عليه قبل الأزمة السورية.
وقال : إننا متفائلون بالنسبة للعلاقات الثنائية مع كل الدول الشقيقة العربية، وبالأخص مع الكويت، ولاحظت منذ وصولي إلى هنا العام الماضي أننا بدأنا بتطوير العلاقة لتتحسن وتعود إلى مكانتها الطبيعية.
وأكد أن الكويت لديها تاريخ وباع طويل في العمل الإنساني والعمل التنموي، خاصة لصالح الدول العربية الشقيقة، فما قامت به الكويت في السابق يمكن أن تقوم به في المستقبل بالنسبة لإعادة إعمار سوريا، ونحن بحاجة لاستثمارات لإعادة العمار لأن الرقم الذي تحتاج إليه سوريا لتتعافى من أزمتها هو رقم هائل.
وذكر أنه لا بد للدول الصديقة والشقيقة أن يكون لها دور إيجابي، والكويت ليست غريبة على هذا الدور، فنحن نتمنى أن يكون للكويت دور فاعل في إعادة إعمار سوريا.
ونوه القائم بأعمال السفارة السورية، بموقف الكويت المشرف الذي يعبر عنه دائماً المسؤولون الكويتيون، والداعم للقضية الفلسطينية وللحفاظ على سيادة الدول، ونشكر الكويت على هذا الموقف.