«كثر الله خيركم وبيض الله وجوهكم ».. بهذه العبارة القليلة في عدد كلماتها، البليغة في معناها، ثمن سفير الجمهورية اليمنية في البلاد البروفيسور علي منصور بن سفاع عاليا، ما تقوم به الكويت من دعم اليمن سياسيا واقتصاديا، وفي المحافل الدولية، في كل الأزمات، خصوصا منذ ان اندلع الصراع بين الحكومة الشرعية وميلشيا الحوثي قبل 10 سنوات.
وأكد السفير بن سفاع، في حديث خاص لـ «الصباح» أن مواقف الكويت كانت دوما مع الشرعية اليمنية والحق، مشيرا الى ان الكويت لا تكتفي بدعمها الاقتصادي عن طريق الصناديق المخصصة لذلك، ولكنها تقدم الدعم والتسهيلات اللازمة للجمعيات الخيرية والإنسانية الكويتية، التي ايضا لا تألو جهدا في اصلاح البنية التحتية، من بناء وحدات سكنية للفقراء والمعدومين وبناء المستشفيات المتخصصة للامراض المستعصية.
أضاف : استطعنا بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، توجيه أنشطة الجمعيات الخيرية الكويتية العاملة في اليمن إلى المجال التنموي والمشروعات المستدامة، لأن الجمهورية اليمنية في وضعها الحالي في أمس الاحتياج للمشاريع الاكثر استدامة واستمرارية، وهذه المشاريع خلقت وصنعت وجسدت في وجدان وكيان كل يمني المكانة الخاصة التي تحتلها الكويت في قلوب الشعب اليمني، وحيثما وليت وجهك في اليمن وجدت الدعم الكويتي المتمثل في مدرسة او معهد او مستشفى.
وتابع: ان السياسة الحكيمة والمتوازنة للكويت وأسرة آل الصباح، خلقت ثقافة وعادات حميدة في سلوك الكويتيين ودفعتهم الى التنافس للعمل الخيري الانساني، مشيرا الى ان الجالية اليمنية في الكويت لا تشعر بانها خارج وطنها اليمن، وتقدم لها الكويت كل التسهيلات اللازمة والمعاملة الحسنة، وهذا ناتج عن السمعة الطيبة التي حبا الله بها الشعب اليمني.
وعلى المستوى السياسي وايجاد حلول للازمة اليمنية، أكد السفير بن سفاع ان الكويت سباقة في العمل لنشر السلام بين اليمنيين، مستذكرا استضافة الكويت «وطن النهار» بحق، عام 2016 لمدة مئة وثلاثة أيام، الحوار السياسي بين المتصارعين، بيد انه مع الأسف الشديد ورغم كل التنازلات التي قدمتها الشرعية اليمنية باعتبارها مسؤولة عن الشعب اليمني، الا أن التدخلات السافرة والتبعية المطلقة للمليشيا الحوثية الإرهابية لايران، حالتا دون التوصل الى نجاح تلك المفاوضات، وظلت الكويت بكل أمانة وصدق بعيدا عن أي مآرب سياسية او تدخلات ايدولوجية او مصالح جيوسياسية او اقتصادية، تتابع وتبحث بكل الطرق وعبر منظمة الأمم المتحدة، والتواصل المباشر مع المملكة العربية السعودية في ردم الفجوة بين اليمنيين.
وبشأن مستجدات الحلول للأزمة اليمنية، لفت بن سفاع الى سعي المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان بكل إمكاناتهما، الى جانب الأمم المتحدة لوضع خارطة طريق للسلام في اليمن ،
واشار الى ان جماعة الحوثي استغلت مؤخرا الأحداث الجارية في فلسطين، لزيادة الإضرار باليمن وسيادته واستقلاله، وتسبب ذلك باستخدام القوى الكبرى للبحر الاحمر وخليج عدن لتحقيق الاهداف والأجندات السياسية المتعددة، والتي سيكون لها ضررها على الاقتصاد والامن القومي لليمن، اضافة الى دول عربية اخرى على المديين القريب والبعيد.
واشار السفير بن سفاع الى سيناريوهات مستقبلية عدة للأزمة اليمنية، بينها سيناريو التسوية السياسية الذي يميل اكثر إلى الواجهة، ولكن تواجهه عقبات كثيرة أبرزها ان احد اطراف الأزمة لا يبحث عن سلام، ويتبع ايران التي لا تبحث عن سلام في اليمن، فيما يتمثل السيناريو الثاني في الصراع العسكري، الذي يعد اكثر واقعية ، إذ تشير جملة من المؤشرات الحالية الى استمرار الصراع دون قدرة اي طرف على تحقيق اي نصر حاسم، أما السيناريو الثالث يتعلق بالتدخل الدولي ويعتمد على إرادة المجتمع الدولي، لاتخاذ خطوات اكبر نحو حل الأزمة، وبالتالي فإن السيناريو الاكثر احتمالا هو استمرار الصراع العسكري، مع وجود احتمال اقل على المدى المتوسط لتحقيق السلام.
واختتم السفير البروفيسور بن سفاع حديثه قائلا : في ظل غياب ارادة حقيقية من القوى الاقليمية والدولية لانهاء الصراع، تبدو الأزمة اليمنية مرشحة للاستمرار دون حل في الافق، ولهذا نقول كفى رأفة بالانسانية وبالشعب اليمني المغلوب على أمره.