واشنطن – «وكالات»: بعدما خرج منه غاضباً قبل 4 سنوات، عاد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أمس الأربعاء، إلى البيت الأبيض، بعد أن دعاه الرئيس الحالي وخصمه اللدود جو بايدن إلى زيارته وتناول الغداء.
فقد التقى الاثنان في المكتب البيضاوي واتفقا على انتقال سلمي للسلطة.
كما بدأت الزيارة بمصافحة ودية بين الرئيسين السابق والحالي.
بدوره، هنأ بايدن الرئيس المنتخب على نجاحه بالانتخابات. وبالمقابل، قبل ترامب التهنئة شاكراً سلفه.
أتت هذه الزيارة التي عادة ما تكون بروتوكولية عادية، بطابع مميز، لاسيما أن ترامب لم يتقبل بصدر رحب على الإطلاق خسارته عام 2020، بل اتهم فريق بايدن بالتزوير والتلاعب بالنتائج.
كما أمضى السنوات الأربع الماضية يهاجم بايدن، ويصفه تارة بالعجوز الخرف، وطوراً بالضائع والضعيف.
وكانت مصادر الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، أكدت أن الرجل مهني وسيتطرق خلال اللقاء إلى مواضيع مهمة من بينها أوكرانيا، وسيؤكد للرئيس العائد أن فريقه سيسعى بكل ما أوتي من قوة إلى تسهيل تسلمه السلطة وتولي مهامه.
من جهة أخرى تطرّق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إلى فرضية ترشّحه مجدّدا للرئاسة، خلال خطاب ألقاه أمام أعضاء من الحزب الجمهوري أمس الأربعاء في واشنطن، علما أن الدستور الأمريكي يمنعه من التقدّم لولاية ثالثة.
وقال أمام جمع انفجر ضاحكا: «أظنّ أنني لن أترشّح إلا إذا اعتبرتم أنني جيّد، ولا بدّ إذن من التفكير في شيء آخر».. وهو ما اعتبره محللون تلميحا إلى رغبة ترامب في إمكانية تعديل الدستور، ليسمح له بالترشح لفترة ثالثة.
من جهة أخرى، ومع استعداد الجمهوريين لاستلام الرئاسة ومجلسي النواب والشيوخ في يناير المقبل، لا تزال هناك العقبة الكبرى التي تواجه الحزب لتمرير أجندة الر المنتخب دونالد ترامب «أمريكا أولا» تتعلق بما يطلق عليه «حق التعطيل» في مجلس الشيوخ. وتصدم أجندة الرئيس بأن تمرير معظم القوانين في مجلس الشيوخ يستلزم 60 صوتا.
ويعنى «حق التعطيل» أنه يمكن لعضو واحد أن يقدم اعتراضا مما يرفع نسبة الموافقة على تمرير التشريع إلى 60 صوتا بدلا من «50% + 1»، لكن في حالة عدم الاعتراض يتم تمريرها بالأغلبية البسيطة، ويستثنى من ذلك أنه يمكن تمرير قانون مالي واحد سنويا بالأغلبية البسيطة دون الحاجة إلى 60 صوتا.
ويستلزم إلغاء حق التعطيل موافقة الأغلبية البسيطة، غير أنه على مدار السنوات الماضية، ومع طرح الفكرة إلا أن الأحزاب تخشى من تنفيذها لأسباب تتعلق بأنه يمكن لأي حزب يتولى الأغلبية في المستقبل أن يقلب القواعد.
وطالب ترامب الجمهوريين سابقا بإلغاء حد التعطيل، غير أن زعيم الجمهوريين بالمجلس ميتش ماكونيل لما يقارب 20 عاما والذي سيتنحى عن منصبه بداية العام المقبل، أكد منذ أيام مع فوز حزبه بالمجلس، ضرورة الإبقاء على حق التعطيل.
وقال «أعتقد أن إحدى النتائج الجيدة لتحول مجلس الشيوخ إلى جمهوري، هي أن عرقلة التصويت ستظل قائمة، وأنه لن يتم قبول أي ولايات جديدة لمنح ميزة حزبية للجانب الآخر، وسنتوقف عن مهاجمة المحكمة العليا في كل مرة لا يعجبنا فيها قرار يتخذونه». وتستند تصريحات ميتش ماكونيل إلى أن الأغلبية البسيطة قد تؤدى إلى فوضى تشريعية، حيث إنها قد تؤدى إلى أن يقوم كل حزب عندما يفوز بالسلطتين التشريعية والتنفيذية، بإلغاء تشريعات مررها الحزب الآخر.
وسبق أن اقترح الرئيس جو بايدن خلال أول عامين من رئاسته ومع سيطرة حزبه على مجلسي النواب والشيوخ إجراء هذا التعديل بما يمكنه من تمرير هذه الأجندة التشريعية مثل حقوق التصويت والهجرة والحد الأدنى للأجور، وواجه اقتراح بايدن آنذاك صعوبات بين الديمقراطيين والمستقلين المؤيدين لهم، إذ رفض السيناتوران جو مانشين وكريستين سينيما تعديل القواعد، بينما دعت نائبة الرئيس كامالا هاريس، خلال حملتها الانتخابية لانتخابات الرئاسة التي خسرتها أمام ترامب، إلى ضرورة إلغاء حق التعطيل لتمرير مشروع حق الإجهاض وتحويله إلى قانون فيدرالي.