واشنطن – "وكالات": تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بانتقال سلمي ومنظم للسلطة في الولايات المتحدة، بعد فوز الجمهوري دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة، وخسارة نائبته كامالا هاريس للسباق الانتخابي، واعتبر أن "النكسات لا يمكن تجنبها، ولكن الاستسلام، لا يغتفر"، في إشارة إلى الإحباط الذي يلف أنصار الحزب الديمقراطي.
وأشار بايدن في كلمة من البيت الأبيض، إلى أن التجربة الديمقراطية الأمريكية تمتد إلى 240 عاماً، قائلاً إنها "متينة وستستمر".
أضاف أنه تحدث إلى الرئيس المنتخب ترامب الأربعاء، لتهنئته، مشيراً إلى أنه طمأنه بأنه وجّه إدارته الكامل للقيام بانتقال سلمي ومنظم، لافتا إلى أنه تحدث كذلك مع نائبته كامالا هاريس، ووصفها بأنها كانت شريكة رائعة، و"أدارت حملة ملهمة احترمتها كثيراً، وأظهرت أن لديها شخصية قوية وحقيقية، وضعت قلبها وجهدها فيها بالكامل، وعليها وفريقها أن يكونوا فخورين بالحملة التي أداروها".
وتعهد الرئيس الأمريكي بأن "أقوم بواجبي كرئيس، وأفي بعهدي، وأحترم الدستور. في 20 يناير سيكون لدينا انتقال سلمي للسلطة هنا في أميركا".
أضاف: "النكسات لا يمكن تجنبها ولكن الاستسلام لا يمكن اغتفاره. كلنا نسقط أرضاً، ولكن الحكم على شخصيتنا، يكون بسرعة نهوضنا".
وتابع بايدن مخاطباً أنصار هاريس والحزب الديمقراطي: "الخسارة لا تعني أننا انهزمنا. خسرنا هذه المعركة، والحلم الأميركي يدعوكم لأن تنهضوا هذه هي قصة أميركا لأكثر من 240 سنة. التجربة الأميركية متينة وستستمر وسنكون بخير، ولكن يجب أن نبقى منخرطين".
وقال الرئيس الأمريكي إن "اليوم هو وقت الانتصار للبعض، ووقت الهزيمة لآخرين. البلد تختار واحداً أو آخر، ونحن نقبل هذا الخيار، لا يمكن أن تحب بلدك فقط حين تفوز، وجارك فقط حين تتوافقا. يجب أن نرى بعضنا البعض ليس كخصوم ولكن كأمريكيين، وألا نشكك في نزاهة النظام الانتخابي الأميركي".
واعتبر بايدن أن النظام الانتخابي الأميركي، أظهر نزاهته ووصفه بأنه "عادل ونزيه وشفاف ويمكن الوثوق فيه"، وقال إن نتيجة الانتخابات أعادت الاحترام لعاملي الانتخابات الذين قاموا بمجهود كبير، وأضاف: "يجب أن نشكرهم لحماية نزاهة الانتخابات، الكثير منهم متطوعون قاموا بعملهم بدافع حب بلدهم".
وعن هزيمة الديمقراطية كامالا هاريس، قال بايدن: "أعرف أنه وقت صعب، أسمعكم وأراكم لا تنسوا ما حققناه، كانت رئاسة تاريخية ليست لأنني الرئيس ولكن من أجل ما فعلتموه. بدأ الأميركيون يشعرون بنتاج ما فعلناه، وسيظهر الأثر أكبر خلال العشر سنوات المقبلة".
وأشار إلى عمله على تشريعات البنية التحتية، التي قال إنها "تغير حياة الناس، ولكن سيستغرق الأمر وقتاً".
أضاف: "نترك وراءنا أقوى اقتصاد في العالم، أعرف أن الناس تتألم ولكن الأمور تتغير، غيرنا أميركا للأفضل، لدينا 74 يوماً باقية في إدارتي، لنجعل كل يوم منها يحتسب".
من جهة أخرى وفي وسط حالة من القلق الذي لف العديد من الدول الأوروبية المشاركة في حلف شمال الأطلسي، من فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، أكد أمين عام الناتو، مارك روته، أنه يتطلع إلى الجلوس مع ترامب.
وقال عند وصوله للمشاركة في قمة المجموعة السياسية الأوروبية التي تضم حوالي أربعين من قادة الدول في بودابست: "أتطلع إلى الجلوس مع الرئيس الأميركي المنتخب ورؤية كيف سنضمن بشكل جماعي مواجهة التحديات، ومن بينها التهديد الروسي والكوري الشمالي.
كما اعتبر أن توطيد العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية يشكل تهديداً للولايات المتحدة أيضاً، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.
وكان روته أعرب قبل فوز ترامب عن ثقته بأن واشنطن المتحدة ستظل جزءا من التحالف الدفاعي، حتى إذا أصبح ترامب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. وقال في مقابلة مع هيئة البث الألمانية العامة "زد دي إف" مساء الاثنين الماضي إن كلا من الجمهوريين والديمقراطيين يفهمون أن الناتو لا يخدم فقط أمن أوروبا، بل أمن أميركا أيضا.
أضاف أن كلا المرشحين على دراية بأن أمن الولايات المتحدة يرتبط ارتباطا وثيقا بالناتو.
وأمس الأول الأربعاء هنأ الناتو ترامب على فوزه، دون أن يتطرق إلى الملف الأوكراني.
يشار إلى أن العلاقة بين الرئيس الأميركي المنتخب والحلف الدفاعي لم تكن على أفضل ما يرام خلال ولايته الأولى في البيت الأبيض.
إذ وجه ترامب أكثر من مرة انتقادات إلى الدول الأعضاء في الناتو، ولوح حتى بالانسحاب منه ما لم ترفع نسبة مشاركتها في تحمل نفقات الحلف.
إلى ذلك، يشكل ملف الحرب الروسية الأوكرانية، إحدى القضايا التي تعكر صفو العلاقات بين الجانبين، لاسيما أن ترامب كان أكد مرارا في السابق أنه قادر على إنهاء هذا الصراع المستمر منذ 2022، بسرعة.
كما ألمح إلى أن في جعبته خطة للسلام بين كييف وموسكو، بينما كشف نائبه جي دي فانس ملامح تلك الخطة التي نصت على تعهد أوكرانيا بعدم الانضمام إلى الناتو، ما يرسل بوادر طمأنة إلى الروس.
كذلك يتخوف العديد من الدول الأوروبية الأعضاء في حلف الأطلسي، أن يوقف ترامب إمداد أوكرانيا بالأسلحة، بعد أن انتقد سابقاً إغداق بلاده للأموال على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.