أعرب سفير السودان لدى البلاد عوض الكريم الريَّح بلَّة، عن تقدير السودان قيادة وحكومة وشعبا للكويت لموقفها الإنساني وإرسال المساعدات للشعب السوداني لتخفيف معاناته من جراء ما تقوم به الميليشيا من قتل وتهجير وتشريد ، مؤكدا ان الكويت بلد الإنسانية، تقدم هذه المساعدات دون أجندة سياسية كما عهدناها دائما.
وعلى صعيد المستجدات في السودان، أوضح السفير بلة في مؤتمر صحافي عقده في مقر سفارته امس، ان
قرى وبلدات شرق الجزيرة والبطانة «أزرق ، السريحة ، و تمبول» تتعرض منذ فجر الجمعة 22 أكتوبر الماضي لحملات من ميليشيا الجنجويد تستهدف خلالها المدنيين على أسس قبلية وجهوية مما يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
وذكر ان عدد ضحايا هذه الحملات الإجرامية فاق المئات من المواطنين من القتلى والمصابين، فضلاً عن تشريد الآلاف من قراهم، حيث أصبحوا يواجهون أوضاعاً في غاية الصعوبة بسبب ممارسات المليشيا المتمثلة في القتل ونهب الممتلكات والتهجير القسري وإذلال كبار السن والمعاملة السيئة للنساء والأطفال.
واضاف: ووصل عدد القتلى بقرية السريحة إلى 141 بينهم 50 تم ذبحهم، بجانب تحفظ مليشيا الجنجويد على المواطنين رهائن وطلب فدى مالية مقابل إطلاق سراحهم، وممارستها الاغتصاب والعنف الجنسي ضد النساء والفتيات. ووبلغ عدد قرى المنطقة التي طالتها حملات المليشيا الإنتقامية أكثر من 30 قرية.
وتابع: لم تكن هذه هي المرة الاولى التى ترتكب فيها المليشيا مجازر ضد المدنيين العُزل، حيث أقدمت على القيام بمجزرة في قرية ود النورة في الخامس من يونيو الماضي خلَّفت أكثر من 200 قتيل جلهم من النساء والاطفال وكبار السن، يُضاف إلى ذلك سلسلة الجرائم والمجازر التي ارتكبتها في ولاية الجزيرة منذ أن نقلت إليها عملياتها العسكرية في ديسمبر 2023، وقبلها في ولاية غرب دارفور التي قتلت فيها آلاف المدنيين على أساس العرق، وشرَّدت كذلك الآلاف، وقتلت واليها ومثلَّت بجُثته ووثَّق جنودها هذا المنظر.
وقال : « لقد ظلت المليشيا المتمردة منذ اندلاع العدوان في الخامس عشر من أبريل 2024 تمارس مختلف الانتهاكات التي تمثلت في الاستيلاء على مقار البعثات الدبلوماسية بالخرطوم وانتهاك حرمتها، والاستيلاء على المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية للمتضررين من العدوان الذي شنته على الشعب السوداني، بالإضافة الى استهداف المرافق والاعيان المدنية وتدمير البنى التحتية واحتلال منازل المواطنين واتخاذها ثكنات عسكرية ومخازن للذخيرة والسلاح.
وكذلك ، قصف المناطق المأهولة بالسكان والأسواق ودور العبادة ومعسكرات النزوح، ممَّا نتج عنه سقوط المئات من القتلى والجرحى في أنحاء متفرقة من مدن العاصمة الخرطوم والفاشر وسنار والأبيض، مع منع حركة الشاحنات التجارية ونهب شحنات البضائع والمواشي والمحاصيل الزراعية وتخريب الحقول الزراعية وحرقها وطرد المواطنين ومنعهم من الزراعة وفرض جبايات عالية في مناطق سنار.
كما تم قطع الطريق أمام المسافرين إلى المناطق الآمنة لاعتقال الشباب بغرض التجنيد الاجباري في صفوف المليشيا، ونهب أجهزة الاتصالات ومخزون الوقود ومستلزمات المدنيين بمراكز الإيواء في مناطق متفرقة من شمال دارفور، و اعتقال المدنيين وممارسة الاغتصاب والعنف الجنس ضد النساء والفتيات واختطاف الاطفال دون سن العاشرة وطلب فدى مقابل إطلاق سراحهم. كما منعت المليشيا وصول الأدوية والعلاج للمرضى وحرمانهم من تلقى العلاج بالمراكز الصحية التي خصصتها لعلاج جرحاها دون سواهم في أنحاء متفرقة في المناطق التي تعتدي عليها.
وأشار السفير بلة إلى ان حكومة السودان تُطالب المجتمع الدولي بإدانة هذه الحملات بشكل فوري وقوي واتخاذ الإجراءات والتدابير الكفيلة بمحاسبة ومعاقبة المليشيا الإرهابية ووقف تدفقات الأسلحة والمرتزقة لها، لأن صمت وعدم مبالاة المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم هو ما يشجَّع المليشيا وداعميها على التمادي في ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية دون خوف من العقاب.