الدوحة - موسكو – «كونا»: شهدت العاصمتان القطرية والروسية أمس، تحركا سياسيا ودبلومسيا كويتيا فاعلا، باتجاه العمل على إطفاء حرائق الأزمات في المنطقة، التي نتجت عن العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من سنة، ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، والسعي لاستعادة الأمن والاستقرار الإقليميين.
في هذا الإطار، التقى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، في الدوحة أمس، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وقال بيان تلقته «كونا»، إن كما جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والسبل الكفيلة بدعمها وتطويرها في مختلف المجالات، وذلك في إطار حرص واهتمام قيادتي البلدين على التشاور والتنسيق الدائم ،في كل ما من شأنه خدمة المصالح المشتركة، وتعزيز مسيرة الخير المباركة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقد نقل الشيخ فهد اليوسف، تحيات صاحب السمو أمير البلاد القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، إلى أخيهما الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وتمنياتهما له بموفور الصحة والعافية، ولدولة قطر الشقيقة وشعبها الكريم بدوام التقدم والرفعة والازدهار.
كما التقى النائب الأول الشيخ فهد اليوسف أمس، في إطار زيارته الرسمية للدوحة، للمشاركة في افتتاح الدورة الـ 15 لمعرض ومؤتمر «ميليبول قطر 2024»، وزير الداخلية قائد قوة الأمن الداخلي «لخويا»، في دولة قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني.
وقال بيان تلقته «كونا»، إنه تم خلال اللقاء بحث أوجه تعزيز التعاون والعمل بين البلدين الشقيقين، لا سيما ما يتعلق منها بالمجالات الأمنية، كما تمت مناقشة العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى استعراض القضايا الإقليمية والدولية.
وذكر البيان أن النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية، أشاد بعمق العلاقات التاريخية العريقة، والروابط الأخوية المتينة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، مؤكدا حرص البلدين الدائم على تطويرها في المجالات كافة.
من جهة أخرى، عقد وزير الخارجية عبد الله اليحيا أمس الإثنين، جلسة مباحثات رسمية، مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، في إطار الزيارة الرسمية التي يجريها والوفد المرافق إلى العاصمة الروسية موسكو.
وجرى خلال جلسة المباحثات الرسمية بين وزيري خارجية البلدين، بحث أطر تعزيز العلاقات الثنائية، والدفع بها نحو مزيد من التطور والنماء، وبحث كل ما من شأنه أن يحقق رؤى قيادتي البلدين الصديقين، نحو المزيد من التقدم، ومستقبل أرحب يعكس تلك التطلعات ويحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
كما تم بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والتطورات السريعة والمتفاقمة التي تشهدها المنطقة، وفي مقدمتها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتصعيد الخطير في قطاع غزة، والعدوان العسكري من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلية على لبنان، وانتهاكها لسيادة الأراضي اللبنانية، فضلا عن ومناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين لدعم الجهود الدولية المشتركة، لوقف التصعيد المستمر، وضمان عدم اتساع دائرة الصراع، وتكثيف التحرك الدبلوماسي والسياسي، لضمان توفير المعابر الآمنة لوصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى محتاجيها، وتكريس العمل المشترك نحو إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
وتم كذلك بحث آخر المستجدات فيما يتعلق بالملفات والقضايا العالقة بين دولة الكويت وجمهورية العراق، وخاصة التداعيات المتعلقة بالحيثيات التاريخية المغلوطة في قرار المحكمة الاتحادية العليا العراقية، بشأن اتفاقية خور عبدالله وقضية استكمال ترسيم الحدود البحرية الكويتية - العراقية لما بعد العلامة رقم 162، وكذلك ضرورة إنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية بين دولة الكويت وإيران.
كما تم التطرق إلى ملف الأزمة السورية والجهود الدولية، والمساعي الرامية لإيجاد حل سياسي ينهي معاناة الشعب السوري الشقيق.
واستعرض الجانبان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأعادا التأكيد على الالتزام المشترك بتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم.
وقد نقل الوزير اليحيا في مستهل المباحثات، أطيب تحيات صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتحيات من سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء وحكومة وشعب دولة الكويت، إلى روسيا الإتحادية الصديقة قيادة وحكومة وشعبا، وتمنياتهم بدوام النماء والرخاء والتقدم والازدهار لروسيا وشعبها الصديق، مشيدا بما تتسم به علاقات الصداقة التاريخية التي شهدت ستة عقود من التعاون الوثيق والشراكة الإستراتيجية المتينة.
من جانبه عبر وزير الخارجية الروسي عن أطيب التحيات للقيادة السياسية في دولة الكويت، مثمنا الروابط العميقة التي تجمع البلدين وشعبيهما الصديقين، ومعربا عن اعتزاز بلاده بمسيرة علاقات الصداقة المتميزة، والتعاون الاستراتيجي القائم مع دولة الكويت، في مختلف المجالات.
إلى ذلك أكد الكرملين أمس، أن روسيا تفعل كل ما في وسعها، من أجل دعم مساعي تهدئة التوتر في الشرق الأوسط.
وأدلى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بالتعليقات، رداً على سؤال حول تداعيات الضربات الإسرائيلية على إيران.
وقال بيسكوف إن موسكو تحافظ على اتصالات مع جميع أطراف النزاع في الشرق الأوسط، مؤكداً أن موسكو تبذل قصارى جهدها لتهدئة التصعيد في المنطقة.
وقال بيسكوف: «تجري روسيا اتصالات مع جميع أطراف الصراع. لدينا اتصالات مع طهران، ولدينا اتصالات مع الإسرائيليين والفلسطينيين. ونحن نحافظ على هذه الاتصالات. وبالطبع، تبذل روسيا باستمرار كل ما في وسعها لدعوة الأطراف إلى ضبط النفس، وتسهيل أي محاولات لتهدئة التوترات. ونحن نواصل القيام بذلك».
وتابع: «لا يزال الوضع متوتراً بشدة في المنطقة، وبالطبع من المهم جدا الآن الحث على ضبط النفس في هذا الصدد».
إلا أن بيسكوف قال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يجر أي اتصالات رفيعة المستوى مع أطراف الصراع في الشرق الأوسط خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد الضربة الإسرائيلية على إيران.