«وكالات»:فيما شددت أمس المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية على الوقوف الكامل إلى جانب الأشقاء في فلسطين ولبنان، ومواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للتخفيف من معاناتهم، خلال استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي احتمال نشوب حرب شاملة بالمنطقة برمتها نتيجة تصعيد الاحتلال الإسرائيلي هجماته على غزة وجنوب لبنان، لكنه شدد على أن دول المنطقة لديها الامكانية لكي تضع حدا لهذه الحرب الشاملة في المنطقة لما تمتلكه من امكانات.
وأشار عراقجي في مؤتمر صحفي عقده أمس بمناسبة زيارته للبلاد إلى أن المنطقة تعيش مزيدا من التوتر والتصعيد في ضوء أعمال العدوان والقصف المستمرة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة ولبنان.
ولفت إلى ان هناك اكثر من مليونين ونصف المليون نازح يتواجدون في غزة وهناك مليون ونصف المليون في لبنان وكل هؤلاء النازحين يعيشون أوضاعا مأساوية.
وتطرق وزير الخارجية الإيراني إلى الأوضاع في قطاع غزة ولبنان مؤكدا أن بلاده تسعى لوقف شامل للحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح «ربما تكون هناك مسارات مختلفة يتم انتهاجها في كل منطقة» مشيرا إلى أنهم يتابعون كافة المسارات وعلى تواصل مستمر مع كل الدول المعنية لمثل هذه التطورات.
وقال «علينا الاشارة الى ان قرار وقف إطلاق النار يصدر من اللبنانيين والفلسطينيين انفسهم وما علينا سوى الدعم والمساندة».
وأضاف أن الاحتلال الاسرائيلي ارتكب أبشع الجرائم ولا يزال مستمرا في ارتكاب الجرائم التي ترتقي لجرائم الحرب «والتي يجب متابعتها دوليا».
وتطرق وزير الخارجية الإيراني إلى احتمال اقدام الاحتلال الإسرائيلي على استهداف مواقع أو منشآت نووية ببلاده قائلا «مهما كان الهجوم.. فسيكون هناك رد مماثل من قبل إيران» فيما شدد كذلك على أن أي هجوم على منشآت نووية يتعارض مع كافة الاعراف والقوانين الدولية.
وأوضح ان «الهجوم العسكري على المنشآت النووية جريمة كبرى وحتى التهديد بشن هجوم أيضا هو جريمة يجب متابعتها دوليا».
وقال إن «ايران تعلم جيدا ان الاحتلال الاسرائيلي ليس ملتزما باي قانون او مبادئ دولية فلا نراهن على مثل هذه الانظمة الدولية ونحن جاهزون للتصدي للدفاع عن منشآتنا النووية».
من ناحية أخرى، قال عراقجي أن بلاده جادة في انتهاج سياسة حسن الجوار ، مشيرا إلى أن العلاقات مع دول الجوار في تزايد مستمر وفي تحسن مستمر لاسيما دول الخليج.
وأضاف أن زيارته لدولة الكويت تأتي في اطار واستمرار المشاورات المستمرة مع دول المنطقة.
وحول جولاته على دول الخليج العربي قال الوزير الايراني «سبق لي ان اجريت حوارات في عدد من دول المنطقة.. والكويت تعد المحطة الحادية عشرة من هذه الجولات التي اجريتها واعتقد ان هناك تفاهما وادراكا مشتركا لتفادي هذه الحرب».
وأشار إلى أن الجهود الايرانية مع جميع دول المنطقة تنصب في اطار الحد من التصعيد وإحلال السلام والهدوء في المنطقة بكاملها.
وأكد ان زيارة البحرين كانت في اطار المشاورات التي تخص التطورات في المنطقة.
وذكر عراقجي «ان ايران ستبذل مزيدا من الجهد لتعزيز مثل تلك العلاقات مع كافة دول المنطقة وأخص بالذكر دولة الكويت والتي تربطنا بها علاقات متميزة للغاية».
وأوضح ان الحكومة الجديدة في ايران «ستمضي قدما في انتهاج سياسة حسن الجوار.. هذه هي الرسائل التي ابلغتها لجميع زعماء المنطقة».
وقال إن المباحثات التي أجراها في إطار زيارته الحالية إلى دولة الكويت تناولت كافة القضايا الثنائية المشتركة بين البلدين بالإضافة إلى التركيز على التطورات الراهنة في المنطقة.
وأضاف عراقجي أن هناك مجالات تعاون اقتصادية متعددة وكثيرة موضحا ان حجم التبادل التجاري بين إيران ودول الخليج يفوق عشرات المليارات من الدولارات.