«وكالات»: في أول رد فعل كبير نسبيا، منذ السابع من أكتوبر الماضي، بدأت دولة الاحتلال الإسرائيلي، تدفع ثمن جرائمها الوحشية ضد عدد من دول وشعوب المنطقة، حيث دوت صفارات الإنذار في عدة مناطق بإسرائيل، إثر إطلاق إيران أمس الثلاثاء، مئات الصواريخ تجاه الكيان الصهيوني، فيما أغلقت عدد من دول المنطقة مجالها الجوي ورفعت حالة الاستنفار تحسبا لأي طوارئ مفاجئة.
وأفادت مصادر إيرانية بأن الصواريخ أطلقت من عدة مدن إيرانية تجاه إسرائيل، فيمما أعلن الحرس الثوري الإيراني أن هذا الهجوم الذي استهدف قلب الأراضي المحتلة، «يأتي رداً على استشهاد الشهداء إسماعيل هنية وحسن نصر الله والقائد نيلفروشان»، مضيفاً أنه «إذا رد الكيان الصهيوني على عملية إيران فسيواجه هجمات أقوى».
يأتي هذا بعد أن أعلنت الجبهة الداخلية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الذي وصفه الإسرائيليون أنفسهم بأنه «الثلاثاء الأسود»، فرض قيود على تجمع الأشخاص في تل أبيب الكبرى، والقدس، ومستوطنات شمال الضفة الغربية، ومناطق أخرى، خشية استهدافها بصواريخ، في وقت دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإسرائيليين إلى الالتزام بتعليمات السلامة الصادرة عن قيادة الجبهة الداخلية، وذلك بينما حذرت الولايات المتحدة من هجوم صاروخي وشيك على إسرائيل.
وكانت الجبهة الداخلية فرضت قيوداً على التجمعات في مدن وبلدات شمال إسرائيل قبل أيام، لكنها وسّعتها لتشمل مناطق الوسط، إضافة إلى القدس، ومستوطنات شمال الضفة الغربية المحتلة. وقالت الجبهة الداخلية في بيانها: «وفقاً لتقييم الوضع من قبل قيادة الجبهة الداخلية، تقرر تغيير المبادئ التوجيهية للجمهور».
ودعت إسرائيل مواطنيها إلى الخروج من الملاجئ، بعدما أطلقت إيران مئات الصواريخ الباليستية على مدن إسرائيلية عدة، مساء الثلاثاء. كما أعلنت إسرائيل إعادة فتح مجالها الجوي، بعدما أكد ناطق باسم مطار بن غوريون خلال الهجوم، أن«المجال الجوي الإسرائيلي مغلق. وتم تحويل الرحلات الجوية إلى مجالات بديلة خارج إسرائيل».
الإجراء ذاته أعلنته هيئة تنظيم الطيران المدني في الأردن في بيان، مساء أمس الثلاثاء، حيث قررت تعليق حركة الطيران في أجواء المملكة بشكل مؤقت بالتزامن مع إطلاق إيران صواريخ باتجاه إسرائيل. ووفقاً للبيان أعلنت الهيئة «إغلاق أجواء الأردن بشكل مؤقت أمام حركة جميع الطائرات الآتية والمغادرة والعابرة للمملكة».
وفي أول رد فعل على الهجوم الإيراني، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن بلاده مستعدة لمساعدة إسرائيل في مواجهة هذه الهجمات وحماية الأميركيين في المنطقة.
ودعا بايدن إلى اجتماع مع نائبته هاريس وفريق الأمن القومي الأميركي لمناقشة الهجوم الجديد.
وكان مسؤول أميركي قال إن الولايات المتحدة تدعم بشكل نشط الاستعدادات للدفاع عن إسرائيل ضد هذا الهجوم وأن أي هجوم عسكري مباشر على إسرائيل من جانب إيران من شأنه أن يخلف عواقب وخيمة على طهران.
وذكر مسؤول عسكري أميركي لصحيفة «نيويورك تايمز» أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن إيران ستشن هجوماً صاروخياً باليستياً في غضون 12 ساعة قادمة. وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية المعلومات، إن إيران قد تطلق أيضا طائرات بدون طيار وصواريخ «كروز»، كما فعلت في هجومها في أبريل الذي أحبطته إسرائيل وحلفاؤها بالكامل تقريبا.
من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن «أميركا تتابع الأحداث في الشرق الأوسط من كثب وملتزمة بالدفاع عن إسرائيل».
هذا وأظهر منشور على الموقع الإلكتروني للسفارة الأميركية في إسرائيل أن السفارة وجهت جميع موظفي الحكومة الأميركية وأفراد أسرهم في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة بالتزام أماكنهم حتى إشعار آخر.
وأعلنت إسرائيل أنها مستعدة للدفاع عن نفسها، على خلفية تحذير الولايات المتحدة من هجوم صاروخي بالستي «وشيك» عليها من إيران.
ويقول دبلوماسيون وخبراء إن الحرب الشاملة أصبحت أكثر احتمالا، حيث من المتوقع أن ترد إسرائيل بقوة بعد أي هجوم إيراني جديد.
في سياق متصل، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية مستعدة تماماً لأي هجوم من إيران لكن لم يجر رصد أي تهديد في الوقت الحالي، وذلك بعد دقائق من تحذير الولايات المتحدة من أن هجوماً قد يكون وشيكاً.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في بيان أذيع على التلفزيون إن إسرائيل وحلفاءها في حالة تأهب قصوى وإن أي هجوم من إيران سيكون له تداعيات.