بيروت – “وكالات”: في ضربة جديدة هي الرابعة من نوعها خلال أسبوع، ضد حزب الله، وفيما تتواصل الغارات الإسرائيلية العنيفة على الجنوب اللبناني، شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت غارة استهدفت حي القائم قرب طريق “هادي نصرالله”، المجاور لمنطقة الجاموس، حيث اغتيل قائد وحدة الرضوان في حزب الله إبراهيم عقيل، بحي الجاموس الأسبوع الماضي.
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، أنه اغتال القيادي في حزب الله محمد سرور خلال الغارة التي نفذها مساء أمس الخميس على الضاحية الجنوبية لبيروت، واستهدفت شقة سكنية.
وقال جيش الاحتلال إنه “بتوجيهات من وحدة الاستخبارات التابعة له، استهدفت القوات الجوية الإسرائيلية محمد حسين سرور وقضت عليه في بيروت”.
وقبل ذلك، أكدت وزارة الصحة اللبنانية أن غارة الاحتلال الإسرائيلي خلفت شهيدين و15 جريحاً ضمن حصيلة أولية.
وذكر جيش الاحتلال أن محمد سرور كان مسؤولاً عن التخطيط وتوجيه عدد من “الهجمات الجوية، بما في ذلك الهجمات بالطائرات المسيّرة، وصواريخ كروز، ضد شعب إسرائيل”.
وقال أيضاً إن القيادي في حزب الله “عمل في السنوات الأخيرة على قيادة مشاريع صناعة الطائرات المسيّرة في الجنوب اللبناني، وأقام مراكز لتصنيع المسيّرات وجمع المعلومات الاستخبارية في لبنان، ومواقع بمحاذاة المنشآت المدنية في بيروت، وكذلك في مناطق أخرى في الجنوب اللبناني”.
وأوضح البيان أن سرور انضم إلى حزب الله قبل أكثر من 40 عاماً وتقلد عدة أدوار داخله، بما في ذلك قائد وحدة صواريخ أرض جو، ووحدة العزيز في قوة الرضوان، بالإضافة إلى منصب مبعوث حزب الله إلى اليمن. وختم جيش الاحتلال بيانه بالقول: “سنواصل الهجوم وإضعاف القدرات والبنية العسكرية لحزب الله”.
وأول من أمس الثلاثاء، استهدفت إسرائيل منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت ضاربة، للمرة الخامسة منذ الحرب، معقل حزب الله، ما أدّى إلى استشهاد ستة أشخاص وجرح عشرة آخرين. وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن المستهدف بعملية الضاحية هو رئيس المنظومة الصاروخية في حزب الله إبراهيم محمد قبيسي، الذي نعاه حزب الله في اليوم التالي، عبر هجوم نفذ بطائرات إف-35.
يشار إلى أن الضاحية الجنوبية تعتبر معقل حزب الله الرصين وعرينه في بيروت، وهي منطقة مكتظة بالسكان إلا أنها رغم ذلك تضم منشآت ومؤسسات عدة للحزب.
وقد شهدت منذ الأسبوع الماضي اغتيالين ومحاولة اغتيال طالت نخبة من قياديي حزب الله، في ضربات موجعة وشت باحتمال وجود خرق أمني كبير ضمن الحزب المدعوم إيرانيا، لاسيما أنها أتت بعد يومين متتاليين من تفجير آلاف أجهزة نداء اللاسلكي “البيجر” والووكي توكي التي يستعملها عناصره، ما خلف عشرات القتلى بينهم مدنيون، بالإضافة إلى إصابة 1500 عنصر من الحزب في أعينهم وأيديهم، حسب ما أفادت سابقا مصادر مطلعة لرويترز.
من جهة أخرى، وبعد نفي رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إعطاء الضوء الأخضر لوقف الهجمات على لبنان، وبالتزامن مع تنفيذ غارة جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه حاكى هجوما بريا على الجنوب اللبناني.
أضاف أن تدريبات اللواء السابع جرت على بعد كيلومترات قليلة من الحدود اللبنانية.
يشار إلى أن فرنسا والولايات المتحدة كانتا دعتا أمس الأول الأربعاء، إثر مداولات دبلوماسية مكثفة في الأمم المتحدة، إلى وقف إطلاق نار لمدة 21 يوما بين إسرائيل وحزب الله لتفادي خروج الوضع عن السيطرة، في نداء انضمت إليه دول عربية وأوروبية.
إلا أن تصريحات نتنياهو أمس، لم تشِ ببوادر إيجابية، لاسيما مع تأكيده أن الغارت مستمرة وبقوة على حزب الله، وسط تصاعد أصوات داخل حكومته معارضة للهدنة، من قبل وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريش، بالإضافة إلى وزير الخارجية إسرائيل كاتز.
في ساق متصل قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف أمس ، إن “هناك دولا وشركاء لنا انضموا في رغبتنا في تهدئة لمدة 3 أسابيع، لإفساح المجال للعمل الدبلوماسي”.
وأكدت ليف أنه “يجب أن تكون هناك فترة للهدنة” بين إسرائيل وحزب الله، قبل تكثيف الجهود الدبلوماسية.