"وكالات": فيما وصف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تفجير أجهزة البيجر والاتصالات اللاسلكية في لبنان بـ "مجزرتي الثلاثاء والأربعاء"، مشدداً على رفض فصل جبهة لبنان عن غزة، ومتوعداً الاحتلال الإسرائيلي في حال قرر أي عمل بري في الجنوب، أثارت الحوادث التي شهدها لبنان، الثلاثاء و الأربعاء الماضيين، بتفجير آلاف من أجهزة الاتصالات اللاسلكية، مثل البيجر و"Walkie Talkies" وغيرها، كانت تستخدمها عناصر حزب الله، العديد من التساؤلات حول كيفية حدوث مثل الانفجارات، وهل يمكن تكرارها مع الأجهزة اللاسلكية الحديثة؟.
وبرزت مخاوف عالمية بشأن احتمالية استهداف الأجهزة الحديثة، كالهواتف الذكية والكمبيوترات المحمولة والسماعات والساعات وحتى أجهزة تنظيم القلب، وتحويلها إلى أجهزة خطرة تودي بحياة الآلاف من الأشخاص، نظراً لاعتماد أغلبها على بطاريات الليثيوم، كتلك الموجودة في أجهزة النداء الخاصة بجماعة حزب الله، والتي أسفر انفجارها إلى وفاة 22 شخصاً وإصابة ما يقرب من 4 آلاف.
ومن ثم فإنه لا يمكن استبعاد احتمال وقوع هجوم مماثل باستخدام هذه الأجهزة، على الرغم من أن بعض العوامل تجعل حدوثها صعباً ومختلفاً في نفس الوقت، وفقاً لخبراء في التكنولوجيا.
ولا تتمتع بطاريات الليثيوم أيون المستخدمة على نطاق واسع بالحصانة من الأعطال، لكن نظرية ارتفاع حرارة البطارية عن طريق إشارة لاسلكية لتنفجر بهذا الشكل، أمر صعب وغير مقنع، لأن انفجارات الهواتف الذكية وهي غير شائعة وتحدث في حالات نادرة، غالباً ما تكون بسبب ارتفاع درجة الحرارة من الاستخدام المطول أو التلف الخارجي أو المكونات المعيبة، فتكون المشكلة مجرد مشكلة تصنيع أو استخدام أكثر من هجوم منسق.
لذلك فإن الأمر الأكثر منطقية، هو تفخيخ الأجهزة بمواد متفجرة في مرحلة التصنيع، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، أشار إلى أن انفجارات أجهزة البيجر ربما ناتجة عن العبث بها ودمج مواد متفجرة فيها أثناء التصنيع، وورد أنه تم تضمين مفتاح لتفجيرها عن بعد.
وبحسب خبراء في مجال الأمن السيبراني، درسوا لقطات من الهجمات، فإن قوة وسرعة الانفجارات كانت ناجمة عن نوع من مواد متفجرة، كما أشير إلى أن أجهزة البيجر تلقت إشارة بمثابة مفتاح تشغيل أدى لتنشيط متفجرات مزروعة مسبقاً.
وأكد الخبير الأمني، ميكو هيبوينن، في شركة WithSecure ومستشار الجرائم الإلكترونية في اليوروبول، أن هذه الأجهزة اللاسلكية لم تنفجر بفعل عطل تقني عادي أو اختراق سيبراني، بل خضعت لتعديلات متعمدة لتسبب انفجارات بهذا الحجم والقوة، وهذا يشير إلى عملية تخطيط دقيقة.
ووفقاً للتقرير، إذا تم تطبيق تكتيك مماثل على الهواتف الذكية، فسوف يتطلب ذلك تدخلاً دقيقاً في سلسلة التوريد أو طريقة لإحداث الانفجارات عن بعد، ربما عبر إشارة راديو منسقة أو نبضة إلكترونية.
وخلص التقرير إلى أن الهواتف الذكية لا تنفجر بمفردها، حتى لو تم التلاعب بها من قبل المتسللين لزيادة حرارة البطارية عن طريق تعديل التيار المتدفق إليها، فلن تنفجر بشكل جماعي.
ومع ذلك، حتى مع سيناريو التلاعب بالهاتف الذكي لتسخين بطاريته، فإنها ستنتفخ ويذوب الهاتف، لكنه نادراً ما ينفجر.
على صعيد كلمة نصر الله، نصر الله، فقد فال إنّ ما حصل من تفجيرات أسفرت حتى الساعة عن سقوط 37 شهيداً وجرح أكثر من 3000 شخص، "يستدعي كلاماً وتقييماً وموقفاً"، معتمداً مصطلح "مجزرتي الثلاثاء والأربعاء" لتوصيف العمليتين.
وأشار إلى أن "نيّة العدو كانت قتل ما لا يقلّ عن خمسة آلاف إنسان في دقيقتين، وذلك يومي الثلاثاء والأربعاء، من دون اكتراث لأي خطوط حمراء أو ضوابط أو قوانين، معترفاً بأنه "لا شك أننا تعرّضنا لضربة كبيرة أمنية وإنسانية وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة في لبنان".
وقال نصر الله، بينما كان الطيران الحربي الإسرائيلي يخرق جدار الصوت على دفعتين فوق بيروت وضواحيها، إن "آلاف أجهزة البيجر تم تفجيرها في وقتٍ واحد، حيث إنّ العدو تجاوز في هذه العملية كل الضوابط والقوانين والخطوط الحمراء ولم يكترث لأي شيء على الإطلاق، لا أخلاقياً ولا إنسانياً ولا قانونياً"، مشيراً إلى أن "بعض التفجيرات وقع في مستشفيات، لأن بعض حملة البيجر يعملون بالمستشفيات، وكذلك صيدليات وأسواق ومحلات وبيوت، في السيارات وفي الطرقات العامة حيث يتواجد الكثير من المدنيين والنساء والأطفال، واستخدم وسيلة مدنية موجودة في أيدي العديد من المواطنين والمؤسسات والقطاعات ثم عاود ذلك يوم الأربعاء بتفجير أجهزة لاسلكية غير مكترث بأماكن حملها".
وقال: هذه الضربة الكبيرة والقوية وغير المسبوقة لم ولن تسقطنا، ومن دروسها وعبرها سنصبح أقوى وأشد صلابة وقدرة على مواجهة كل الاحتمالات والمخاطر".
وشدد نصر الله على أنّ "المقاومة في لبنان لن تتوقف عن دعم ومساندة أهل غزة والضفة والمظلومين، ونقول لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وجيش العدو وحكومته إنّ جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة"، معتبراً أن "الإسرائيلي لم يحقق أي هدف معلن من الحرب"، مشيراً إلى أنّ "العدو يريد ضرب بيئة المقاومة واستنزافها وإخضاعها وجعلها تصرخ وتقول للمقاومة وقيادتها كفى، وهذا الهدف سقط يومي الثلاثاء والأربعاء، وتعطيل الهدف هو أول ردّ".