أكدت السفيرة الأمريكية لدى البلاد كارين ساساهارا، التزام بلادها القوي تجاه الكويت وأمنها، مشدة على أن لدى البلدين الصديقين «شراكة جيدة» وتشاور مستمر حول ابرز المستجدات الموجودة على الساحة في المنطقة.
وأوضحت السفيرة ساساهارا خلال حوار مفتوح مع ممثلي الصحف المحلية أن الكويت لديها حكومة جديدة ورؤية واضحة جديدة، والعديد من المشاريع المتنوعة قيد التنفيذ، سواء في قطاعات الرعاية الصحية والتعليم والتعليم العالي بشكل خاص، لافتة كذلك إلى أن الولايات المتحدة يجمعها بالكويت، تعاون أمني قوي للغاية، ولديهما رغبة مشتركة في تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي، واستشراف افاق جديدة له، والبناء على العلاقات الاستراتيجية القوية بين البلدين، مشيرة إلى أن مجالات البنية التحتية والنقل وغيرها من المجالات، التي يمكن تعزيز التعاون والشراكة فيها، إضافة إلى المجالات الجديدة مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي. أضافت أن اجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي ستعقد في الفترة بين 22 و23 من الشهر القادم ستكون فرصة مواتية للبلدين لمواصلة النقاشات والتأكيد على التزاماتنا.
وبشأن إستراتيجية واشنطن في التعامل مع وتيرة التوتر والتصعيد في منطقة الشرق الأوسط، وتوجهاتها لتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع دول مجلس التعاون الخليجي، والدور الذي تلعبه الكويت في هذه الجهود، شددت على أن بلادها حاضرة بشكل قوي في المنطقة في البحر الأحمر، ولديها حاملتا طائرات متواجدتان في المنطقة، واتصالات مستمرة مع شركائنا الكويتيين، حيث إننا على اتصال دائم ونتبادل المعلومات في هذا الصدد، ونحرص على التعرف على وجهات نظر أصدقائنا وشركائنا الكويتيين حيال ما يحدث في المنطقة، ويجمعنا هدف مشترك هو التأكد من عدم وجود تصعيد وضرورة تقليل التوتر في المنطقة.
وفيما يتعلق بأخر مستجدات التعاون العسكري بين الكويت والولايات المتحدة، ذكرت أن العلاقات العسكرية بين البلدين تتطور بشكل ملحوظ منذ تحرير الكويت قبل 34 عاما، كما شهد عام 2004 تسمية الكويت كحليف استراتيجي رئيسي للولايات المتحدة من خارج الناتو، مضيفة: لدينا أيضا قوات كبيرة في الكويت وهذا يعكس التزامنا القوي تجاه الكويت وأمنها، باختصار لدينا شراكة جيدة ونحن صادقون جدا مع بعضنا البعض ولدينا تشاور مستمر حول ابرز المستجدات الموجودة على الساحة في المنطقة.
وأكدت أن منطقة مجلس التعاون الخليجي موحدة وتسير في اتجاه إيجابي معاً، ونجاح أي منها هو نجاح للجميع.
وعن أعداد الطلاب الكويتيين الذين يدرسون في الجامعات الأميركية، أشارت السفيرة الأمريكية إلى وجود نحو 6000 طالب كويتي يدرسون في الولايات المتحدة، والعدد يتزايد سنوي،ا نظرا إلى أن الولايات المتحدة أبرز الوجهات الدراسية المحببة للطالب الكويتي، وهذا العام مازال الطلاب يتقدمون للحصول على تأشيرة طلابية وسيستمر ذلك لأسابيع قادمة.
وتطرقت إلى الفرص الاستثمارية المتاحة للشركات الأميركية في الكويت، ودور السفارة في تسهيل ذلك، قائلة: أعتقد أن هناك الكثير من الفرص المتاحة لنا في مختلف المجالات، منها: البنية التحتية وانشاء الطرق، وتوليد الطاقة والرعاية الصحية، وما زال لدينا الكثير من المرضى الكويتيين الذين يذهبون إلى المستشفيات المتخصصة، سواء كانت في بوسطن، أو مايو كلينيك، أو كليفلاند كلينيك وغيرها
وبشأن مدى التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على جودة جاهزية وتدريب الجيش الكويتي، قالت السفيرة الأمريكية: عقدنا اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة هنا في الكويت مؤخرا، وهذا مؤشر ملموس على مستوى التزامنا بذلك ، المناقشات كانت شاملة وغطت الكثير من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، ونسعى دائما لمواصلة شراكتنا من خلال التشاور مع الجانب الكويتي بشكل يومي حول ابرز التحديات والمخاطر التي تواجهنا في المنطقة، كما لدينا في السفارة ملحق عسكري نشط جدا في التفاعل مع الجانب الكويتي، ونقدر بشكل كبير أراء الكويت حيال ما يحدث في المنطقة.
وحول أمن السفارة وأمنها الشخصي في ضوء التهديدات الأخيرة وما إذا سيكون هناك إجراءات امنية إضافية قالت: نحن دائما في حالة تأهب قصوى وعلى استعداد لمواجهة أي طارئ، وأعتقد أننا نتمتع بتبادل جيد جدا للخبرات هنا في الكويت، ولدينا اتصال مباشر مع زملائنا العسكريين والدبلوماسيين، سواء كان ذلك السفير الأمريكي السابق ألينا رومانوسكي وآخرين. أما فيما يتعلق بي شخصيا فأنا كما ترون أتجول من مكان لأخر وأحاول أن أكون نشطة قدر الإمكان وأن ألتقي بأكبر عدد ممكن من الناس. إذن لماذا أحتاج إلى إجراءات أمنية إضافية؟
وتطرقت السفيرة أيضا إلى أولويات الولايات المتحدة الحالية لضمان أمن واستقرار منطقة الخليج وكيف تعمل مع الكويت والدول المجاورة لمعالجة مثل هذه القضايا، مؤكدة أن أولويتنا هي أمن واستقرار منطقة الخليج. الاستقرار في الخليج وخارجه لأن الاستقرار يعني أن الناس يستمرون في عيش حياتهم. وهذا يعني أن الحياة التجارية يمكن أن تستمر.
