أكد وزير الإعلام والثقافة عبد الرحمن المطيري أن الوزارة تبنت في إعدادها لاستراتيجيتها «2021 – 2026» نهجا تشاركيا في التخطيط وهو منهجية علمية معتمدة عالميا وتنموية ومستدامة بالتجربة يهدف إلى إشراك جميع الأطراف المعنية في عملية صنع القرار ما يضمن تحقيق الأهداف بشكل فعال ومستدام.
وقال الوزير المطيري خلال مؤتمر صحفي أمس الأحد بمقر مركز التواصل الحكومي بعنوان «مخرجات استراتيجية وزارة الإعلام» إن هذا المؤتمر يأتي بناء على توجيهات سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد حفظهما الله ورعاهما وتعليمات سمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء باتباع مبدأ الشفافية في طرح المعلومات للمواطنين وتعزيز التواصل الإعلامي المبني على الأرقام والحقائق.
وأوضح أنه تم تشكيل فرق عمل متنوعة في الوزارة استخدمت أداة «التيسير» في جمع المعلومات وإدارة الحلقات النقاشية وعمليات المسح المكتبي وتم الاطلاع على أفضل الممارسات العالمية والتجارب الدولية لضمان أن تكون استراتيجيتنا متوافقة مع المعايير الدولية.
أضاف «أنه بعد جمع كافة البيانات والمعلومات قمنا بإطلاق واعتماد استراتيجيتنا التي تم تحكيمها من لجنة من المختصين تشرفنا بالعمل معهم حيث كانوا المرشدين للموظفات والموظفين والكوادر الوطنية الإبداعية التي عملت على صناعة الاستراتيجية».
ولفت الى أن العاملين على الاستراتيجية من الموظفين والقيادات شعروا بأنها نابعة منهم وتعنيهم وتعبر عن القطاع الاعلامي الرسمي مشيرا إلى أن أسلوب العمل كان من خلال عمليات موائمة دقيقة بين مسارين يسيران معا في نفس الوقت الأول هو الخطط التشغيلية والثاني المبادرات النوعية والإبداعية.
وفيما يتعلق بالخطط التشغيلية بين أنه تم رسم مسارين الأول رفع الإنتاجية والثاني ضبط الجودة موضحا انه فيما يتعلق بالمبادرات فقد سارت الوزارة في اتجاهات مبنية على الأهداف الإستراتيجية لها.
وعن مسارات الأعوام الثلاثة الماضية أفاد الوزير بأنه تم إطلاق 99 نظاما إلكترونيا لمواكبة وتقدم عمليات التحول الرقمي مضيفا أن هذه العمليات ساعدت بشكل كبير على تحسين بيئة الأعمال «ما أدى إلى ارتفاع في إيرادات الإعلانات التلفزيونية والإذاعية كما نجحت مطبعة الحكومة في زيادة إيراداتها بنسبة 65 بالمئة وزادت إيرادات الجريدة الرسمية بنسبة 30 بالمئة أما إيرادات رسوم طلبات الترخيص فقد زادت بنسبة 97 بالمئة».
وشدد على الحرص الدائم لأن تسير الخطط التشغيلية بانسيابية من أجل زيادة الإنتاجية إذ تم استحداث أربعة استوديوهات تلفزيونية وإطلاق أربع محطات إذاعية بتكاليف صفرية مبنية على إبداع الكوادر الوطنية الإبداعية.
وأشار إلى أنه تم الوصول إلى 4735 تبادلا إقليميا فيما يتعلق بصناعة المحتوى كما تمت أرشفة المواد الفيلمية والفوتوغرافية منذ عام 1958 حتى وصلنا اليوم إلى 200 ألف مادة مزودة بوصف تفصيلي لها «مما زاد من متابعي المحتوى الإعلامي على شبكات التواصل الاجتماعي بنسبة 34 بالمئة».
وحول عمليات ضبط الجودة قال المطيري «أطلقنا مجموعة من أدلة العمل والأدلة الاسترشادية من أجل إجراءات أكثر سلامة ومنتج إعلامي أكثر جودة كما أطلقنا مجموعة من القرارات الوزارية التي تتعلق بتنظيم صناعة المحتوى والخدمات التي تقدمها الوزارة وكذلك وصلنا اليوم إلى 83 ألف جولة تفتيشية تقوم بها الوزارة».
وذكر أن كل تلك الإجراءات ساعدت على أن تصل نسبة ربح القضايا إلى 83 بالمئة بعد أن كانت 22 بالمئة كثمرة للعمل المحوكم والإبداعي والإعلامي والفني الذي ساعد الوزارة في الحصول على 40 جائزة محلية وإقليمية.
وفيما يخص المبادرات النوعية بين أن الوزارة أطلقت «منصة 51»، كمقاربة استراتيجية تراعي المراحل العمرية والانطلاق في مساحات الإنترنت وتحقيق التحول الرقمي، كما أطلقت مبادرة التطوع المؤسسي التي نجحت في استقطاب 45 دورة قدمت المعارف والخبرات للوزارة.
أضاف أن الوزارة أطلقت كذلك مبادرات تطوير الهوية البصرية والسمعية وفق أعلى المعايير الفنية في التلفزيون والإذاعة والرقمي وأطلقت ايضا مبادرة تقييم المحتوى الإعلامي والمذيعين داخل الوزارة لتطلق بعدها مبادرة تطوير الدراما الكويتية والخروج بدليل صناعة المحتوى الإعلامي الثقافي والفني إضافة إلى مبادرة تنظيم الإعلام ومبادرة منصة الإعلان التجاري الإلكتروني.
وكشف المطيري أنه سيتم الاعلان عن الهوية الرسمية للقناة الإخبارية الجديدة التي ستنطلق في 28 يوليو الجاري موضحا أنها ستكون نافذة جديدة في السياسات الإعلامية التي تؤمن أن الإعلام ملك للشعب يخاطبه ويحاوره ويشركه في صناعة الحدث.
وبين أن ذلك يتم من خلال تبني منهجية فعالة لإدارة المعرفة والاستفادة من هذه البيانات وتبسيطها بسردية أعمق وتحليلات منطقية للحفاظ على دقة وموضوعية الأخبار المتداولة والتحقق من مصادرها ومن هنا جاءت أهمية إطلاق القناة الإخبارية التي ستقدم نشرات ومواجيز إخبارية على مدار الساعة وبرامج ثقافية وحوارية.
وأعرب الوزير عن الأمل أن تكون هذه القناة خطوة جديدة في مشهد الإعلام الكويتي لتعكس الأحداث والمنجزات الوطنية بكل احترافية، لافتا إلى أنها ستستخدم أحدث التقنيات في النقل التلفزيوني والتصوير والإخراج وستعمل من استديوهات مجهزة على أعلى مستوى مستفيدة من الخبرات والطواقم الفنية في وزارة الإعلام.
وقال إن مسيرة تقدم الوزارة وتحقيق إنجازاتها كانت وفق رؤية واضحة وهي تقديم إعلام يليق بمكانة دولة الكويت ودورها الإعلامي البارز إذ تم العمل بجد وتفان لتحقيق هذه الرؤية مستلهمين من التوجيهات السامية للقيادة السياسية في البلاد باتباع منهج الشفافية والتواصل كأساس لبناء مجتمع واع ومثقف.
وشدد الوزير المطيري على أن الإنجازات التي حققناها ليست نهاية الطريق بل هي بداية لمسيرة مليئة بالتحديات والفرص مؤكدا مواصلة العمل بكل جد وإخلاص سعيا لتحقيق الأفضل لبلدنا الحبيب «فكل إنجاز نحققه هو خطوة نحو تحقيق رؤية «كويت جديدة 2035» ليكون إعلامنا رائدا في صناعة المحتوى الهادف المستدام.