أشاع فوز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان إيران، بالانتخابات الرئاسية في إيران، أجواء من التفاؤل في دول المنطقة والعالم، ودول مجلس التعاون الخليجي بوجه خاص، خصوصا عقب تصريحه بأنه «سيمد يده بالصداقة إلى الجميع»، فيما عبر مراقبون ومحللون سياسيون عن تمنياتهم بأن تكون الجمهورية الإسلامية في المرحلة القادمة، أكثر انفتاحا، وابتعادا عن التأزيم، وسعيا إلى تصفية الأزمات السياسية بالمنطقة، ومد جسور التعاون والشراكة مع كل دول الجوار.
على صعيد الكويت، بعث سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، ببرقية تهنئة إلى الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان، عبر فيها سموه عن خالص تهانيه بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية، متمنيا سموه لإيران المزيد من الرقي والازدهار، وللرئيس المنتخب كل التوفيق والسداد وموفور الصحة والعافية.
كما بعث سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وسمو الشيخ أحمد العبد الله رئيس مجلس الوزراء، ببرقيتي تهنئة مماثلتين.
وكان الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان، قد أكد في أول تريح له إثر إعلان فوزه بالرئاسة، أنه «سيمد يد الصداقة للجميع».
وقال بزكشيان في تصريح للتلفزيون الرسمي «سنمد يد الصداقة للجميع، نحن جميعنا شعب هذا البلد. علينا الاستعانة بالجميع من أجل تقدم البلد».
كما قال في منشور على منصة إكس «أمد يدي إليكم ولن أتخلى عنكم وأسألكم أيضا أن تكونوا إلى جانبي»، وأضاف: «أمامنا طريق صعب ولا يمكن تجاوزه إلا بتعاطفكم وثقتكم وتعاونكم»
وباشر الرئيس المنتخَب، أمس الأحد، اجتماعاته مع مسؤولين وشخصيات سياسية، تمهيداً لنقل صلاحيات الرئاسة، وتشكيل الحكومة.
وقال المتحدث باسم «مجلس صيانة الدستور»، هادي طحان نظيف، للتلفزيون الرسمي، إن مراجعة صحة الانتخابات انتهت قبل ساعات في «مجلس صيانة الدستور»، لافتاً إلى تأكيد صحة جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية.
أضاف: «أبلغنا هذا الموضوع رسمياً لوزارة الداخلية بوصفها الجهة المنفذة للانتخابات»، لافتاً إلى أن المجلس لم يتلقَّ أي شكاوى أو تقارير عن مخالفات تؤثر في نتائج الانتخابات.
ولفت طحان نظيف إلى أن المجلس يعمل على إعداد وثيقة اعتماد الرئيس المنتخب، على أن ترسَل لمكتب المرشد الإيراني للمصادقة على حكم الرئاسة.
ويشرف «مجلس صيانة الدستور»، الهيئة غير المنتخبة التي يختار المرشد الإيراني علي خامنئي نصف أعضائها الـ 12 على تنفيذ الانتخابات، ويبتّ بأهلية المرشحين، ويراقب تشريعات البرلمان، ويفصل بين خلافات الحكومة والمشرعين.
ومن المقرر أن يقام حفل التنصيب بعد نيل بزشكيان موافقة المرشد علي خامنئي، رسمياً.
ونقلت وكالة «إرنا» عن عضو الهيئة الرئاسية بالبرلمان مجتبى يوسفي، قوله إن «مراسم تنصيب الرئيس ستقام في الرابع أو الخامس من أغسطس المقبل»، على أن «يعين خلال 15 يوماً الوزراء للتصويت على الثقة».
وكان المتحدث باسم هيئة رئاسة البرلمان، علي رضا سليمي، قد أبلغ وكالة «إيسنا» الحكومية، السبت، أن بزشكيان سيؤدي القسَم في الأسبوع الذي يلي يوم 21 يوليو الحالي.
وتوجه الرئيس المؤقت محمد مخبر إلى مكتب الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان، وأطلعه على آخر مستجدات القضايا التنفيذية، وفق ما ذكرت مواقع إيرانية.
وقال مكتب مخبر في بيان إن اللقاء الودي تناول الأمور الجارية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
كما استقبل المرشد الإيراني، علي خامنئي، مخبر، وأعضاء الحكومة المنتهية ولايتها، مشيداً بالرئيس الراحل إبراهيم رئيسي الذي توفي في حادث تحطم مروحية 19 مايو الماضي.
وجرت الجولة الثانية، الجمعة، بين بزشكيان، المعتدل الوحيد بين 4 مرشحين، والمفاوض النووي السابق، سعيد جليلي، وهو من غلاة المحافظين.
وتعهَّد جراح القلب البالغ من العمر 69 عاماً بتبني سياسة خارجية عملية، وتخفيف التوتر المرتبط بالمفاوضات المتوقفة الآن مع القوى الكبرى لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وتحسين آفاق الحريات الاجتماعية والتعددية السياسية، لكن كثيراً من الإيرانيين يشككون في قدرته على الوفاء بوعوده الانتخابية؛ لأن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وليس الرئيس، هو صاحب السلطة الأعلى في الجمهورية الإسلامية.
وكانت نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات التي أُجريت، الجمعة، نحو 50 في المائة من أصل 61 مليون ناخب. وشهدت الجولة الأولى في 28 يونيو إقبالاً منخفضاً لم يسبق له مثيل؛ إذ أحجم أكثر من 60 في المائة من الناخبين عن التصويت في الانتخابات المبكرة لاختيار خليفة رئيسي.
وفي الجولة الثانية، حصل بزشكيان على 16.3 ملیون صوت، ما يعادل 53.6 في المائة من الأصوات، بينما حصل منافسه المتشدد سعيد جليلي على 13.5 مليون صوت (ما يعادل 44.3 في المائة)، من أصل نحو 30 مليون صوت. وفي الجولة الأولى حصل بزشكيان على 10 ملايين و415991 صوتاً من أصل 24 مليوناً و535185 صوتاً جرى فرزها، بينما حصل جليلي على 9 ملايين و473298 صوتاً.
ويقول منتقدو الحكام في إيران إن نسبة المشاركة المنخفضة التي تراجعت في الانتخابات السابقة تظهر تآكل شرعية النظام. وشارك 48 في المائة فقط من الناخبين في انتخابات 2021 التي أوصلت رئيسي إلى السلطة، بينما وصلت نسبة المشاركة إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 41 في المائة في الانتخابات البرلمانية قبل 3 أشهر.
وتمكن بزشكيان من الفوز، بفضل ثقة قاعدة انتخابية يُعتقد أنها تتألف من أبناء الطبقة الوسطى في المناطق الحضرية والشبان المصابين بخيبة أمل كبيرة من الحملات الأمنية التي سحقت على مدى السنين أي معارضة علنية للحكم الثيوقراطي، بحسب «رويترز».
ودعت صحف إيرانية، الأحد، إلى «الوحدة»، تحت قيادة الرئيس المنتخب.