عواصم- «وكالات»:فيما أعلن حزب الله، أمس الخميس، قصف موقع عسكري في شمال اسرائيل بعشرات الصواريخ «رداً» على مقتل أحد مقاتليه بغارة اسرائيلية في جنوب لبنان، وغداة توجيه الأمين العام للحزب تحذيرات شديدة اللهجة الى اسرائيل، يتصاعد التوترات على الجبهة ويزداد شبح الحرب اتساعا، خاصة بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن موافقته على الخطط العملياتية للهجوم على لبنان بهدف وقف هجمات «حزب الله».
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، عن مسؤول سياسي كبير أنه إذا واصل حزب الله مهاجمتنا فإن جنوب لبنان سيبدو مثل غزة ولا حصانة لبيروت.
وقال الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس إن بلاده لا تشارك بأي شكل من الأشكال في الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة وجنوب لبنان، وأكد أن «جمهورية قبرص جزء من الحل وليست جزءا من المشكلة» في رد على خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.
وهدد نصر الله -في خطاب أمس الأول بالتعامل مع قبرص كجزء من الحرب إذا أتاحت بنيتها التحتية للجيش الإسرائيلي في ضرب لبنان.
وجاء خطاب أمين حزب الله بعد يوم من إعلان الجيش الإسرائيلي «الموافقة» على خطط عملياتية لهجوم في لبنان، وتوعّد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الثلاثاء بالقضاء على حزب الله في حال اندلاع «حرب شاملة» على وقع استمرار التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ أكثر من 8 أشهر.
واعتبر كريستودوليدس -في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء القبرصية، في وقت مبكر أمس- أن هذا الخطاب ليس لطيفا، ولا يتوافق بأي حال من الأحوال مع الواقع «ويقدم قبرص كمتورطة في الأنشطة الحربية.. هذا يخالف الواقع تماما».
وأضاف «جمهورية قبرص ليست متورطة بأي شكل من الأشكال في هذه الحرب» وشدد على أن بلاده «جزء من الحل وليست المشكلة» مؤكدا أن بلاده لعبت دورا «اعترف به العالم العربي والمجتمع الدولي بأسره» في فتح ممر بحري يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية من قبرص إلى غزة.
ومع اندلاع الشرارة الأولى للحرب المستعرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 تتزايد مخاطر اتساع الحرب والنزاعات في المنطقة بشكل درامتيكي، وبوتيرة سريعة، لاسيما بعد أن انخرط «حزب الله» اللبناني في استهداف المناطق الحدودية بين لبنان وإسرائيل، وعمليات الاغتيال التي نفذتها الأخيرة في عمق الأراضي اللبنانية.
وفيما تحاول الولايات المتحدة، ودول أخرى، درء التصعيد بين الجانبين، هدّد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، «حزب الله» بالقضاء عليه في حال اندلاع «حرب شاملة»، مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي وافق على «خطط عملياتية لهجوم في لبنان».
من جهته، حذّر الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، من أن أي مكان في إسرائيل «لن يكون بمنأى» عن صواريخ مقاتليه في حال اندلاع حرب.
ويثير هذا التصاعد الخطر العنف عبر الحدود بين إسرائيل و«حزب الله» مخاوف من وقوع حرب على نطاق واسع، إلا أن الخبراء ينقسمون حول احتمال حصول نزاع إقليمي.
ويرى مسؤولون إسرائيليون أن حرباً شاملة مع لبنان باتت وشيكة بالفعل، وأشاروا إلى أن طبولها قد تقرع بعد أسابيع معدودة، وتستمر أشهراً كاملة.
وبحسب الوكالة الفرنسية للأنباء، فإن الرئيس السابق للمكتب الإسرائيلي لمكافحة الإرهاب، نيتزان نورييل، أكد أنه «في غضون أسابيع قليلة سنشهد عملية إسرائيلية في لبنان» متوقّعاً أن «تستمر أشهراً»، مشيراً إلى أن العملية البرية للجيش الإسرائيلي سيكون هدفها دفع «حزب الله» إلى شمال نهر الليطاني، على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود الخاضعة لمراقبة الأمم المتحدة.
وأشارت المسؤولة السابقة في استخبارات الجيش الإسرائيلي، ساريت زيهافي، إلى أن اسرائيل «مهتمّة بوقف إطلاق النار أكثر من الحرب»، خصوصاً إذا واجهت حملة متعدّدة الجبهات.
وأوضح أن العملية ستترافق مع غارات جوية عبر الأراضي اللبنانية.