فيما يتعرض العالم هذه الأيام لموجات من الحرارة غير مسبوقة، يرجعها بعض الخبراء إلى عوامل عديدة، بينها الاحتباس الحراري الذي يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض بشكل متسارع عاماً بعد عام، سجلت الكويت أمس الأول الجمعة، أعلى درجة حرارة على مستوى العالم بواقع 51 درجة مئوية، وتحديدا في منطقة الجهراء.
وأوضحت إدارة الأرصاد الجوية أن مدينة الكويت سجلت الجمعة، 49 درجة، ومنطقة العبدلي 50 درجة، والجهراء 51 درجة، وقد قفز مؤشر الأحمال الكهربائية أمس الأول الجمعة، وكسر حاجز 16 الف ميغاواط، لارتفاع درجة الحرارة العظمى والتي تجاوزت الـ49 بمدينة الكويت.
وأوضح خبير الأرصاد الجوية عيسى رمضان، أن موجة الحر الشديد أعلى من معدلاتها الطبيعية بخمس درجات.
وقال رمضان إن الرياح نشطت متزامنة مع وجود الغبار أمس السبت، مرجحا أن تعود الحرارة طبيعية والرطوبة الخميس القادم.
في سياق متصل، حذرت قوة الإطفاء العام في الكويت، المواطنين من استخدام خراطيمها المنتشرة في أماكن كثيرة بالبلاد، بغسيل المركبات أو المحلات التجارية أو مداخل البنايات.
وأكدت «الإطفاء» أنه «ستكون هناك عقوبات قانونية لمستخدمي خراطيم مياه الإطفاء، في غسيل المركبات أو حوش العمارة أو المحل والعبث بها باستهتار، للحفاظ على صلاحيتها للاستخدام الطارئ، خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة».
في غضون ذلك ينصح العلماء والأطباء بتجنب الخروج خلال الساعات الأكثر حرارة في اليوم، وتغطية الرأس في حالة الخروج، وارتداء الملابس ذات الألوان الفاتحة والفضفاضة، وتبريد طبقة الجلد، قدر الإمكان، حيث تتسرب الحرارة إلى جسمك عبر الجلد.
كما ينصح الأطباء يشرب الكثير من الماء في الطقس الحار، ومن المهم تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، بما في ذلك الشاي والقهوة، وتناول وجبات خفيفة للشعور بالبرودة ومتوازنة، فالأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل الخيار والكرفس والخس، ستساعد أيضًا في الحفاظ على رطوبة الجسم وبرودته في طقس الصيف.
يضيف الأطباء أنه أن يكون للحرارة تأثير خطير على صحتك البدنية، وخاصة أثناء موجة الحر، يوعتقد الكثير من الناس أن الإنهاك الحراري وضربة الشمس هما نفس الشيء، ولكن ضربة الشمس أكثر خطورة.
يحدث الإنهاك الحراري وهى حالة تحدث عند تعرض الجسم للحرارة الزائدة، عندما يفقد الجسم الماء الزائد والملح والسكريات من خلال التعرق. ويمكن علاجه بالإكثار من شرب السوائل، والابتعاد عن أشعة الشمس، ومعرفة كيفية التبريد.
أما ضربة الشمس فتحدث ضربة الشمس عندما ترتفع درجة حرارة الجسم بشكل خطير ولا يعود الجسم قادرًا على تبريد نفسه.
وتذكر المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض واتقائها، أن الجسم عادة يبرد نفسه عن طريق إفراز العرق من خلال الغدد العرقية المنتشرة على سطح الجلد. وخلال الطقس الحار، خصوصا مع ارتفاع نسبة الرطوبة في الهواء، فإن التعرّق فقط ليس كافياً لتبريد الجسم. ولذا يُمكن لدرجة حرارة الجسم أن ترتفع إلى مستويات خطيرة على سلامة الحياة وعلى سلامة أداء الأعضاء المهمة بالجسم لوظائفها الحيوية، وبالتالي يمكن أن تتطور إلى أحد أنواع الحالات المرضية المرتبطة بـ«مرض الحرارة» Heat Illness.
وتحدث معظم أمراض الحرارة نتيجة للبقاء في الأجواء الحارة لمدة طويلة جداً، سواء كانت تلك الأجواء الحارة داخل المنزل أو خارجه. ومما يرفع من احتمالات الإصابة بأحد أنواع «مرض الحرارة» هو ممارسة الشخص للكثير من الجهد البدني بطريقة غير ملائمة لعمره أو حالته الصحية العامة. وكبار السن والأطفال الصغار والمرضى ومن لديهم زيادة في الوزن، هم الأكثر عرضة لهذه المخاطر الصحية لارتفاع درجة حرارة الأجواء.
ومما يُمكن أن يُساعد في تخفيف التأثيرات الصحية السلبية لارتفاع حرارة الأجواء هو الحرص على تقليل المدة الزمنية التي يضطر المرء فيها للبقاء في تلك الأجواء الساخنة، والحرص كذلك على شرب السوائل للعمل على منع حصول حالة الجفاف في الجسم، وأيضاً لإعادة التوازن الطبيعي للأملاح والمعادن التي يفقدها المرء مع سائل العرق.
