
«وكالات» : رغم إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، في خطاب له أمس الأول الجمعة، أن إسرائيل تقدمت بمقترح جديد من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب على غزة، موضحاً أن المقترح هو خريطة طريق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين، ودعوته الأطراف كافة إلى الموافقة على المقترح، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته العنيفة على مناطق مختلفة من قطاع غزة لليوم الـ239 على التوالي.
وبعد ردود فعل إسرائيلية متباينة بشأن إعلان بايدن قالت حركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، إنها تنظر بـ»إيجابية» إلى ما تضمنه خطاب بايدن، معتبرة أن هذا الموقف الأميركي وما ترسخ من قناعة على الساحة الإقليمية والدولية بضرورة وضع حد للحرب على غزة «هو نتاج الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته».
وعلى صعيد التطورات الميدانية، انسحبت قوات الاحتلال من مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، بعد عملية استمرت عشرين يوماً، وانسحبت أيضاً من مناطق أخرى في شمال القطاع، منها تل الزعتر ومشروع بيت لاهيا وبيت حانون ومدينة زايد، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى.
من جهة أخرى يشعر الإسرائيليون بالعزلة وسط موجة الانتقادات التي تطاول دولة الاحتلال، ما بين تهديدات من المحاكم الدولية والتنديد بمجازر أودت بالمئات من الشهداء عبر استهداف مخيمات النازحين في جنوب قطاع غزة بالتزامن مع تظاهرات تعمّ الجامعات الغربية تأييدا لفلسطين.
فقد كانت إسرائيل واثقة بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، من أنها ستحصل على دعم ثابت من حلفائها كما من قسم كبير من الرأي العام الدولي، غير أن التعاطف معها تراجع على وقع العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ239 على التوالي، وسط مجازر يومية مستمرة.
وأثارت ضربة إسرائيلية في 26 مايو الماضي على رفح بأقصى جنوب القطاع، وأسفرت عن استشهاد 45 فلسطينياً في مخيم للنازحين بحسب وزارة الصحة في غزة، حملة تنديد عمت العالم من إسطنبول إلى بكين ومن واشنطن إلى باريس.
وردا على هذه الضربة، تداول أكثر من 47 مليون حساب عبر العالم على إنستغرام صورة ولّدها الذكاء الاصطناعي وتحمل شعار «كل العيون على رفح» الذي بات وسما منتشرا على الموقع. وبعدها بيومين، ارتكب الاحتلال مجزرة جديدة في المواصي باستهداف خيام نازحين، ما أسفر عن سقوط 22 شهيداً على الأقل وعشرات الجرحى.
و لفتت داليا شيندلين المحللة السياسية العاملة في تل أبيب إلى أن الإسرائيليين يعتبرون الرد الإسرائيلي على عملية طوفان الأقصى بمثابة «صراع وجودي».
وفي محاولة للتعبير عن الشعور السائد في إسرائيل، تصف شيندلين «معاناة مشروعة» للإسرائيليين الذين ما زالوا تحت وطأة «صدمة» السابع من أكتوبر، مبدية في الوقت نفسه أسفا «للأعمال المدمرة وغير المقبولة» ضد المدنيين في قطاع غزة.
وقالت الباحثة إن الإسرائيليين «يعتقدون أن العالم ضد إسرائيل. يعتقدون أن العديد من الهيئات والدول معادية للسامية وأن هناك ازدواجية في المعايير».
وشددت على أن «رؤية إسرائيل متّهمة من محكمتين دوليتين بارزتين بأسوأ الجرائم في العالم التي يعتقد الإسرائيليون أنها ارتُكبت بحقهم وحدهم» أمر «يصعب جدا» عليهم تقبله.
وأمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف هجومها على مدينة رفح في حكم صدر إثر رفع جنوب أفريقيا شكوى إلى الهيئة القضائية العليا في الأمم المتحدة متهمة إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية»، فيما طلب المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات توقيف بحق مسؤولين إسرائيليين في طليعتهم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
على صعيد آخر قناة «القاهرة الإخبارية»، أمس السبت، عن مصدر رفيع المستوى قوله إن اجتماعاً مصرياً أميركياً إسرائيلياً سيعقد اليوم الأحد في القاهرة، لبحث إعادة تشغيل معبر رفح.
ونقلت القناة عن المصدر الذي لم تسمِّه، القول إن القاهرة أكدت لكل الأطراف «موقفها الثابت بعدم فتح معبر رفح ما دامت السيطرة الإسرائيلية باقية على الجانب الفلسطيني منه».
وتابع المصدر أن القاهرة تبذل جهوداً مكثفة للعودة إلى مفاوضات الهدنة في غزة في ضوء مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن الأخير.
كان الرئيس الأميركي بايدن قد أعلن في خطاب، الجمعة، أن إسرائيل عرضت مقترحاً من 3 مراحل لإنهاء الحرب في غزة، لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رد على خطاب بايدن بالقول إن الحكومة الإسرائيلية موقفها موحد تجاه الرغبة في إعادة المحتجزين في أسرع وقت ممكن، وأن الحرب في غزة «لن تنتهي إلا بعد تحقيق جميع أهدافها» بما في ذلك «القضاء على حماس عسكرياً وحكومياً».
وقالت حركة «حماس» في بيان، الجمعة، إنها تنظر بإيجابية إلى ما تضمنه خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي حمل مقترحاً لوقف إطلاق النار في غزة.