«وكالات» : في تطور نوعي خطير، ربما ستكون له تداعياته وانعكاساته، خلال الأيام المقبلة، قتل أمس جندي مصري بنيران إسرائيلية عند معبر رفح. وفيما ذكرت أنباء أن الحادث وقع خلال اشتباك بين الجانبين، ذكرت مصادر أمنية أن الجندي المصري «قُتل برصاص قناص إسرائيلي»، مشيرة – في تصريحات نقلتها جريدة «العربي الجديد» اللندنية، إلى أن القوات المصرية «لم تبدأ بإطلاق النار»، على خلاف ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية.
من جهته أكد المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية مقتل جندي في اشتباك على الشريط الحدودي برفح، موضحا أن «القوات المسلحة المصرية تجري تحقيقا بواسطة الجهات المختصة، حيال حادث إطلاق النيران بمنطقة الشريط الحدودى برفح مما أدى إلى مقتل أحد العناصر المكلفة بالتأمين».
بدوره، قال الجيش الإسرائيلي، أمس في بيان، إنه يحقق في تقارير عن تبادل لإطلاق النار بين جنود إسرائيليين ومصريين قرب معبر رفح الحدودي مع غزة.
أضاف الجيش في بيان «قبل ساعات قليلة – أمس الاثنين- وقع حادث إطلاق نار على الحدود المصرية. الحادث قيد المراجعة، وهناك مناقشات جارية مع المصريين».
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه لا إصابات في صفوف قواته، بعد حادث إطلاق النار.
ولاحقا قال الجيش الإسرائيلي إن إطلاق النار عند معبر رفح بدأ من الجانب المصري.
وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن هناك تحقيقا مشتركا بين إسرائيل ومصر، حول تبادل النار عند معبر رفح.
إلى ذلك، ذكر إعلام إسرائيلي أن الجنود المصريين فتحوا النيران على القوة الإسرائيلية عند معبر رفح، متحدثا عن مقتل جندي مصري وإصابة آخر.
ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول إسرائيلي قوله إن «حادث إطلاق النار عند معبر رفح مؤسف ونحقق بالواقعة». وأضاف «هناك حوار هادئ بين مسؤولين كبار في مصر وإسرائيل».
وسيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي هذا الشهر، فيما كثف عدوانه العسكري على المنطقة، وهو ما أثار انتقادا من مصر، التي دعت في وقت سابق الاحتلال إلى «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى، والتي من شأنها أن تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل قطاع غزة».
ومثل ملف محور فيلادلفيا، وهو الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، مصدر انشغال لأروقة صنع القرار المصري، وسط مخاوف من السيناريوهات التي يطرحها الاحتلال لهذا المحور، لا سيما في ظل التماس الكبير الذي سيكون بين قوات الجيش المصري وجيش الاحتلال. ودفع هذا الأمر مصر مراراً للتحذير من اقتحام جيش الاحتلال مدينة رفح لعدة أسباب، أهمها وجود مئات آلاف النازحين في المدينة وإمكانية اتجاههم إلى سيناء، وكذلك خطورة احتلال إسرائيل محور فيلادلفيا على الأمن المصري.
وشهدت المنطقة الحدودية الفاصلة بين مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ فبراير الماضي إجراءات قام بها الجيش المصري، للحيلولة دون وقوع أي هجمات، أو عمليات، على امتداد الحدود مع إسرائيل من منطقة كرم أبو سالم شمالاً وحتى منطقة إيلات جنوباً. وفسرت مصادر مصرية تلك الإجراءات بأنها تأتي وفقاً لتفاهمات مستمرة مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إذ شملت التركيز على توعية المجندين المصريين، علماً أن نسبة كبيرة منهم هي من الوافدين من مناطق الصعيد والمناطق الجنوبية بمصر، وذلك لضمان عدم استخدامهم السلاح باتجاه قوات جيش الاحتلال على غرار العملية التي نفذها زميلهم في الجيش محمد صلاح في يونيو 2023.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في 3 يونيو 2023، مقتل جنديين ومجندة في إطلاق نار قرب الحدود مع مصر، في إشارة إلى تسلل المجند المصري محمد صلاح إلى الحدود من ممر طوارئ مخصص لمرور القوات الإسرائيلية، وقتله الإسرائيليين الثلاثة بسلاحه الشخصي، قبل مقتله إثر اشتباك مع قوات الاحتلال.
وقالت مصادر قبلية في سيناء، في وقت سابق، إن الجيش المصري عمل منذ بداية الحرب على غزة على تجديد الإجراءات لضبط منطقة الحدود، من خلال إجراءات ميدانية وأخرى إلكترونية. وأشارت إلى أنه تجرى أيضاً مراقبة المجندين من خلال جهاز المخابرات الحربية الذي يمنعهم من استخدام الهواتف الحديثة خلال فترة الخدمة على الحدود مع إسرائيل، واستبدالها بأخرى قديمة لا يمكن من خلالها متابعة الأخبار والأحداث وما يجري داخل قطاع غزة، وذلك بهدف عدم تحريض المجندين على تنفيذ عملية كالتي نفذها محمد صلاح.