القاهرة - «كونا» : أشادت الكويت ومصر بعمق وقوة العلاقات الثنائية الوثيقة بينهما، على مختلف المستويات الرسمية والشعبية، وما شهدته من تضامن كامل عبر مختلف المحطات المحورية والفارقة.
جاء ذلك في بيان كويتي - مصري مشترك، صدر في ختام زيارة الدولة، التي قام بها صاحب السمو أمير البلاد، إلى مصر أمس.
وقال البيان المشترك إن صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد عقد جلسة مباحثات ثنائية مع أخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، تلتها جلسة موسعة ضمت أعضاء الوفدين، شهدت تناولا معمقا للعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وإشادة متبادلة وتقديرا لعمق وقوة تلك العلاقات الثنائية الوثيقة بينهما، على مختلف المستويات الرسمية والشعبية، وما شهدته من تضامن كامل عبر مختلف المحطات المحورية والفارقة، على نحو برهن بوضوح على التزامهما المتبادل بضمان وحماية أمن ومصالح بعضهما البعض، وحرصهما الراسخ على حماية الأمن العربي المشترك باعتباره كلا لا يتجزأ.
أضاف البيان : وبحث الجانبان كذلك مختلف أوجه التعاون المشترك، في القطاعات الاستثمارية والتجارية والطاقة والبنية التحتية والرعاية الصحية والتعليم والثقافة والسياحة، حيث أشادا بالتقدم الراهن في هذه القطاعات، وما تشهده العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين على نحو خاص من نمو مطرد يعكس ما يربطهما من مصالح مشتركة، وما تمثله دولة الكويت من شريك محوري لجمهورية مصر العربية في القطاع الاستثماري والتجاري ومختلف أوجه التعاون الاقتصادية.
وقد أثنى الجانب الكويتي على النهضة التنموية غير المسبوقة التي تشهدها مصر على الأصعدة كافة، منوها بالجهود المصرية الجارية لتحسين المناخ الاستثماري وجذب الاستثمارات، وتذليل العقبات أمام المستثمرين كما عبر فخامة الرئيس عن تثمينه للرعاية التي تتلقاها الجالية المصرية في دولة الكويت. وأكد الجانبان عزمهما تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية خلال الفترة القادمة، على نحو يحقق مصالحهما المشتركة.
وأشاد الجانبان بالتنسيق الوطيد بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأكدا ضرورة تغليب ثقافة السلام والحوار والتسوية الدبلوماسية للنزاعات والخلافات في منطقة الشرق الأوسط.
واتفق صاحب السمو وأخوه الرئيس، على ضرورة التوصل لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، وضرورة تيسير النفاذ الآمن والكافي والمستدام للمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وآخرها القرار رقم 2720، بما في ذلك إنشاء آلية أممية داخل قطاع غزة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. كما أكدا رفضهما استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية بما في ذلك إمكانية امتدادها لمدينة رفح الفلسطينية، وحذرا من العواقب الإنسانية الوخيمة التي ستترتب على مثل هذه الخطوة كما أكدا على خطورة الممارسات الإسرائيلية، التي من شأنها توسيع رقعة الصراع وتهديد أمن واستقرار المنطقة والأمن والسلم الدوليين.
وأكدا كذلك على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته في تسوية القضية الفلسطينية من خلال تنفيذ حل الدولتين، وتجسيد الدولة الفلسطينية على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأعربا عن رفضهما القاطع وإدانتهما لكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية ولانتهاكات إسرائيل للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وكافة محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم في غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية.
وأكد الجانب الكويتي دعم بلاده الكامل للأمن المائي المصري باعتباره جزءا لا يتجزأ من الأمن المائي العربي، وشدد سموه على رفض بلاده التام لأي عمل أو إجراء يمس بحقوق مصر في مياه النيل والتضامن معها في اتخاذ ما تراه من إجراءات لحماية أمنها ومصالحها المائية.
كما أكد الجانبان على أهمية استكمال ترسيم الحدود البحرية الكويتية العراقية لما بعد العلامة البحرية 162 وفقا لقواعد القانون الدولي، مؤكدين على وجوب احترام سيادة دولة الكويت على إقليمها البري والبحري وفقا لما ورد في قرار مجلس الامن رقم 833 لعام 1993.
كما تناول الجانبان موضوع خور عبدالله، حيث أكدا على ضرورة الالتزام باتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله الموقعة بين البلدين في 29 أبريل 2012 والتي دخلت حيز النفاذ بتاريخ 5 ديسمبر 2013 بعد مصادقتها من كلا البلدين وتم إيداعها بشكل مشترك لدى الامم المتحدة بتاريخ 18 ديسمبر 2013، وكذلك بروتوكول المبادلة الأمني والخارطة المرفقة به الموقع بين كليهما عام 2008،مشددين على أهمية ضمان أمن وسلامة الملاحة في ممر خور عبدالله المائي وضرورة تأمينه من أية أنشطة إرهابية أو إجرامية عابرة للحدود.
كما أكد الجانبان على أن حقل الدرة يقع بأكمله في المناطق البحرية لدولة الكويت، وأن ملكية الثروات الطبيعية في المنطقه المغمورة المحاذية للمنطقه المقسومة التي يقع فيها حقل الدرة بكامله، هي ملكية دولة الكويت والمملكة العربية السعودية فقط استنادا للاتفاقيات المبرمة بينهما ورفض أي إدعاءات بوجود حقوق لأي طرف آخر في تلك المنطقة.
وكان صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد أكدا دعم مسيرة العمل العربي المشترك، التي تجمع الدول العربية، كما شددا على أهمية تطوير العلاقات بين هذه الدول الشقيقة، في المجالات كافة، وإبراز القضايا ذات الاهتمام المشترك.
جاء ذلك خلال المباحثات التي جرت بين الزعيمين الكبيرين أمس، في القصر الجمهوري بالقاهرة، بحضور أعضاء وفدي البلدين، ونوقش في أثنائها أيضا عدد من الأمور، في ضوء مستجدات الأحداث والتطورات الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية.
كما تم خلال جلسة المباحثات استعراض مسيرة العلاقات الأخوية التاريخية المتميزة، التي تربط دولة الكويت وجمهورية مصر العربية الشقيقة، ومختلف جوانب التعاون الثنائي القائم بين البلدين، بما يدعم ويعزز علاقات الأخوة الراسخة بين الشعبين الشقيقين، ويحقق المزيد من تطلعاتهما المشتركة نحو الازدهار والتطور والرخاء.
ساد جلسة المباحثات جو ودي عكس روح الأخوة التي تتميز بها العلاقة بين البلدين الشقيقين ورغبتهما المشتركة في المزيد من التنسيق والتعاون على شتى الأصعدة.
حضر جلسة المباحثات أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسمو أمير البلاد.
هذا وقد قلد الرئيس عبدالفتاح السيسي أخاه سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وسام «قلادة النيل»، تعميقا وتجسيدا للعلاقات المتينة التي تجمع البلدين الشقيقين وتقديرا للمكانة المرموقة والمنزلة الرفيعة وتوثيقا لعرى الصداقة وروابط الوداد لسمو أمير البلاد وذلك بقصر الاتحادية في العاصمة المصرية القاهرة.
ويعتبر وسام «قلادة النيل»، أرفع الأوسمة المصرية قدرا واعظمها شأنا، وتهدى للملوك والأمراء والرؤساء.
وكانت قد أقيمت بقصر الاتحادية عصر أمس مراسم الاستقبال الرسمية لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد ذلك بمناسبة زيارة دولة لسموه لجمهورية مصر العربية الشقيقة.
ولدى وصول الموكب الرسمي إلى قصر الاتحادية نفخت الأبواق وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة ترحيبا بقدوم سموه، بعدها تم عزف السلام الوطني لدولة الكويت والسلام الجمهوري لجمهورية مصر العربية الشقيقة.
ثم تفضل سموه بمصافحة عدد من كبار المسؤولين بالحكومة المصرية كما قام الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة بمصافحة أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه.
وكان صاحب السمو وصل والوفد الرسمي المرافق لسموه عصر أمس، إلى العاصمة القاهرة بجمهورية مصر العربية الشقيقة وذلك في زيارة دولة.
وكان في مقدمة مستقبلي سموه على أرض المطار الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة.