«وكالات» : أكّد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن واشنطن لا تريد أن ترى أي تصعيد في الأعمال العدائية مع إيران، لكنها ستواصل الدفاع عن إسرائيل بعد الهجوم الذي شنته طهران، رداً على استهداف قنصليتها في دمشق.
وقال بلينكن في مستهلّ اجتماع مع نائب رئيس الوزراء العراقي محمد علي تميم أمس الاثنين: «لا نريد تصعيداً لكننا سنواصل الدفاع عن إسرائيل وحماية طواقمنا في المنطقة».
وأكد أن الولايات المتحدة تبذل جهوداً دبلوماسية في الشرق الأوسط، مُحاوِلةً منع تفاقم التوترات بين إيران وإسرائيل.
وقال بلينكن تعليقا على الوضع بين إيران وإسرائيل،: «في الساعات الـ36 الماضية، قمنا بتنسيق رد دبلوماسي، في محاولة لمنع التصعيد، القوة والحكمة يجب أن يكونا وجهين مختلفين لعملة واحدة».
أضاف : «أنا على اتصال وثيق مع زملائي في المنطقة «الشرق الأوسط»، سنواصل القيام بذلك في الساعات والأيام المقبلة». وأضاف بلينكن: «نحن لا نسعى إلى التصعيد، لكننا سنواصل دعم قدرات الدفاع الإسرائيلي وحماية أفرادنا في المنطقة».
في سياق متصل، انشغلت دوائر إسرائيلية بالخطوة المقبلة التي يجب اتخاذها بعد الهجوم الإيراني، ليل السبت - الأحد، بين مطالبات بالإصغاء إلى الإدارة الأميركية وعدم الرد وبين من يطالب برد قوي على إيران، في حين رأى آخرون أن التركيز يجب أن ينصب على اجتياح رفح وإقناع الولايات المتحدة بذلك.
وقال يعكوف عامي درور، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي والذي ترأس لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان»، إن هناك خيارين أمام إسرائيل: إما الرد داخل الأراضي الإيرانية، وإما التوصل إلى تفاهم مع الولايات المتحدة بشأن العملية العسكرية داخل مدينة رفح، واستكمال العمليات العسكرية في المنطقة الوسطى من قطاع غزة.
أضاف في تصريحات لموقع «وللاه» إنه «من ناحية نظرية، بإمكاننا أن ننفذ الخيارين معاً، لكن من ناحية عملية فإسرائيل دولة صغيرة وليس بإمكانها تجاهل الواقع الدولي»، مشيراً إلى أن «مراعاة الاعتبارات الدولية تكتسب أهمية كبيرة في ظل استعداد تل أبيب لمواجهة لا ترغب فيها مع حزب الله».
أما الجنرال يعكوف إنجل، الذي سبق أن شغل أيضاً منصب رئيس مجلس الأمن القومي، فيرى أنه يتحتم على إسرائيل مهاجمة إيران نفسها واستهداف القواعد التي انطلقت منها الصواريخ والمسيّرات وضرب المنشآت النووية ومرافق الطاقة الإيرانية، من دون أن يسبّب ذلك ارتفاع أسعار الطاقة في السوق الدولي.
وفي تصريحات لموقع «وللاه» توقع انجل أن يكون الرد الإسرائيلي «محدوداً بفعل الضغوط الأميركية»، محذراً من الخضوع لمطالب واشنطن بعدم الرد على الهجوم الإيراني.
في المقابل، حث رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، صناع القرار في تل أبيب على «ضبط النفس» والاستجابة لطلب الرئيس بايدن بعدم الرد على الهجوم الإيراني، مؤكداً في مقال نشرته صحيفة «هآرتس»، الاثنين، أن الهجوم الإيراني أسدل الستار نهائياً على أية إمكانية لشن هجوم إسرائيلي على مدينة رفح بسبب معارضة إدارة بايدن لهذا الهجوم.