
غزة – «وكالات» : وسط مؤشرات على اقتراب عملية برية تدميرية، يُعدّ جيش الاحتلال لإطلاقها في مدينة رفح المكتظة بالنازحين، قرب الحدود المصرية مع قطاع غزة، شنّ الطيران الإسرائيلي غارات عنيفة على فجر أمس على المدينة.
وواصل طيران الاحتلال في اليوم الـ127 للحرب «أمس السبت»، شنّ غارات متفرقة على مناطق القطاع المدمر موقعاً عشرات الشهداء والجرحى، في حصيلة مأساوية باتت تتكرر يومياً.
وانتقلت أزمة المجاعة في شمال القطاع إلى مستويات خطيرة بانعدام شبه تام للمواد الغذائية، وسط استهداف إسرائيلي لأية شحنات مساعدات في طريقها إلى المنطقة التي عاشت ويلات حملة الإبادة في المراحل الأولى من الحرب.
وعلى الصعيد العسكري، لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة في جنوب غرب مدينة غزة شماليّ القطاع، إلى جانب معارك في محيط مستشفى ناصر الطبي ومحاور أخرى في مدينة خانيونس جنوباً.
سياسياً، يتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تكثيفاً في مباحثات إبرام صفقة تهدئة، لكن الآمال قد تتبدد أو تتأجل لحين انتهاء جيش الاحتلال من تدمير مدينة رفح، ليستكمل بذلك حملته الوحشية على كل نقطة في القطاع.
وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، مساء الجمعة، عن أنّ خطة العملية البرية في مدينة رفح، المحاذية للحدود المصرية مع قطاع غزة، أُعدَّت منذ نحو 3 أسابيع.
ومن المتوقع أن يسافر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» وليام بيرنز إلى القاهرة بعد غد الثلاثاء، لعقد اجتماعات مع المسؤولين المصريين بشأن مفاوضات الصفقة بين حركة حماس وإسرائيل، وفقاً لما أفاد به موقع «أكسيوس» الأميركي.
وأفاد موقع «والاه» العبري، بأنّ إسرائيل رفضت معظم مطالب حماس التي شملها ردّ الحركة على الصفقة المقترحة، وقالت إنها مستعدة لمفاوضات على أساس مقترح باريس.
في سياق متصل، هكذا وصفت مجموعة من النازحات الفلسطينيات اللواتي وصلن إلى مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة رحلة النزوح للمناطق التي ادعى الجيش الإسرائيلي أنها «آمنة»، خلال حربه التي دخلت شهرها الخامس.
وقالت النازحات، في أحاديث منفصلة مع وكالة أنباء الأناضول، إن مدينة رفح التي ادّعى الجيش أنها «منطقة آمنة» ليست إلا «واحداً من مربعات الموت»، وذلك وسط تصاعد الهجمات الجوية العنيفة فيها والتي تسفر عن مقتل مدنيين.
وفي ظل تواتر الأنباء عن نية إسرائيلية لتنفيذ عملية عسكرية برية في رفح التي باتت تضم نحو 1.4 مليون نسمة أغلبهم من النازحين، قالت الفلسطينيات إنهن «يتخوفن من حدوث ذلك فعلياً».
كذلك كشفت النازحات عن قلقهن من احتمالية أن «يتم تهجير العائلات الفلسطينية من رفح إلى مدينة سيناء المصرية، في حال تم تنفيذ عملية برية، حيث باتت مخيمات النزوح ملاصقة للمنطقة الحدودية الفلسطينية المصرية، بفعل الاكتظاظ».
يأتي ذلك في ظل أوضاع معيشية متردية للغاية يعيشها السكان والنازحون بمدينة رفح، في ظل انخفاض أعداد شاحنات المساعدات الإنسانية الواصلة إلى القطاع.
ويعتمد سكان القطاع، منذ بدء الحرب، على المساعدات الإنسانية بشكل كامل حيث تفرض إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، حظراً على دخول البضائع وإمدادات المياه والكهرباء والوقود.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، فإن عدد الشاحنات الإنسانية التي تدخل غزة انخفض 40 بالمائة منذ نهاية يناير الماضي، ما تسبب في وصول أزمة الاحتياجات الأساسية والأدوية والمستلزمات الصحية إلى أعلى مستوياتها في القطاع.