الدقم «سلطنة عمان» – «كونا» : توجت زيارة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، إلى سلطنة عمان الشقيقة، بافتتاح أكبر مشروعٍ استثماري بين دولتين خليجيتين، في قطاع المصافي والبتروكيماويات، وهو مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية، بكلفة جاوزت ثلاثة ونصف مليارات ريال عماني «أي ما يعادل تسعة مليارات دولار أمريكي».
أقيم حفل افتتاح المصفاة بولاية الدقم ظهر أمس، تحت رعاية وحضور صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وأخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، حيث تفضل صاحب السمو الأمير وجلالة السلطان هيثم بن طارق، بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية الخاصة بافتتاح المصفاة.
وكان في استقبال سموه وأخيه جلالة السلطان، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط الدكتور عماد محمد العتيقي، ووزير المالية بسلطنة عمان سلطان بن سالم الحبسي، وعدد من السؤولين من الجانب الكويتي والعماني.
بعدها توجه صاحب السمو أمير البلاد وأخوه جلالة السلطان، وبمعيتهم رئيس مجلس ادارة مجموعة أوكيو ونائب رئيس جهاز الاستثمار العماني ملهم بن بشير الجرف، إلى غرفة التحكم الرئيسية بالمصفاة، حيث تم الاستماع إلى شرح تفصيلي عن عمليات المصفاة المشتركة.
ثم تم تقديم هدية تذكارية لصاحب السمو أمير البلاد، بهذه المناسبة، وقد تفضل سموه بالتوقيع على سجل الارث، بعدها غادر سموه وأخوه جلالة السلطان مكان الحفل بمثل ما استقبلا به من حفاوة وترحيب.
وفي مستهل الحفل تم عرض فيلم حول المشروع، والذي يعد أكبر مشروع استثماري في قطاع المصافي والبتروكيماويات، حيث سلط الضوء على الدور الحيوي للشراكة الكويتية العمانية في رحلة المصفاة نحو الرخاء.
وقد ألقى رئيس جهاز الاستثمار العماني عبد السلام المرشدي كلمة، قال فيها: إنها لسعادة غامرة أن تحتفي فيها سلطنة عمان بجانب دولة الكويت الشقيقة، بهذا المشروع المشترك بينهما، والذي يأتي تجسيدا للعلاقات المتجذرة بين البلدين منذ القدم.
وأكد المرشدي أنه واليوم تسر الأعين وتبتهج الأنفس أن ترى العماني مع شقيقه الكويتي يعملان في مكان واحد، يواصلان هذه المسيرة التاريخية المجيدة لتكون إرثا خالدا للأجيال القادمة يسترشد به على طريق السعي نحو الازدهار والتقدم. وتتويجا لهذا الإرث المشترك وتعزيزا لأواصر الصداقة المتجذرة؛ فقد تكاتفت جهود الجانبين للعمل على مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية، وهو أكبر مشروعٍ استثماريٍ بين دولتين خليجيتين في قطاع المصافي والبتروكيماويات بتكلفة جاوزت ثلاثة ونصف مليار ريال عماني «أي ما يعادل تسعة مليارات دولار أمريكي».
أضاف أن المصفاة تعد أول مصفاة خليجية تعتمد على النفط الخام المستورد في عملياتها ويتوقع أن تسهم في رفع إجمالي الطاقة التكريرية لسلطنة عمان إلى 500 ألف برميل يوميا بزيادة تبلغ 230 ألف برميل يوميا.
وقال: لقد تشرف هذا المشروع بأن وضع حجر أساسه جلالة السلطان هيثم بن طارقٍ في عام 2018، واليوم نرى حصاد الجهد ونتاج البذل، لافتا إلى أنه على الرغم من أن العالم قد عصفت به خلال هذه السنوات مجموعة من التحديات الاقتصادية والسياسية وغيرها، إلا أن الإصرار الذي تلين أمامه الصعاب والهمم الوقادة للعاملين على المشروع جاوزت كل تلك التحديات فعملت بجد واجتهاد للوصول إلى هذا اليوم.
وأشار إلى أن المشروع يقع في منطقة الدقم الاقتصادية والتي لا يخفى على أحد مدى أهميتها الاستراتيجية، لما تتميز به من موقع متفرد ولما تمتلكه من مقومات وحوافز تجعلها منطقة جذابة للاستثمارات.
وتوجه «بالشكر والثناء لشركة البترول الكويتية العالمية المملوكة لدولة الكويت الشقيقة، ولمجموعة أوكيو المملوكة لسلطنة عمان، على نتاج جهودهم التي نشهدها اليوم، فنهضتا بهذا الواجب الوطني خير نهوض».
بعدها ألقى الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف سعود الصباح كلمة، قال فيها: بكل فخر أقف أمامكم اليوم، ممثلا لمؤسسة البترول الكويتية وشركاتها - الشريك الكويتي في مصفاة الدقم - لنشهد معا التشغيل التجاري لأضخم مشروع خليجي مشترك. وأكد أن هذا الإنجاز يدل على الإخاء التاريخي بين سلطنة عمان الشقيقة وبلادي دولة الكويت، فقصتنا معكم يا اشقائي لم تبدأ بالدقم بل تعود إلى سفن الغوص حين أبحر أجدادنا، بحثا عن العيش الكريم.
أضاف أنه بعد الوصول إلى التشغيل التجاري الكامل لمصفاة الدقم، ستقوم المصفاة بتصريف النفط الكويتي الخام والنفط العماني وتكريره محققة الأهداف الاستراتيجية لمؤسسة البترول الكويتية، والتي تنص على الدخول في فرص استثمارية مع شركاء عالميين لتنمية قدرتنا التكريرية في الأسواق الواعدة، وذلك بهدف الوصول إلى قدرة تكريرية تبلغ 425 ألف برميل نفط يوميا بحلول عام 2025، وبحمد الله وبتعاون أشقائنا في السلطنة حققنا هذا الهدف قبل موعده.
وشدد على أن هذا الاحتفال لا يعد المحطة الأخيرة في طريق النجاح، بل هي وقفة مستحقة لنا لنقدر جهود العاملين والعاملات في مصفاة الدقم، ومن ثم نكمل السير، فالتحديات التي تعصف بصناعة النفط والغاز ليست بسهلة وأهمها التوجه العالمي للتحول بالطاقة الأمر الذي يستجوب العمل معا كيد واحدة لتأمين التشغيل الآمن والمربح للمصفاة لكي نجعلها صرحا عالميا للابتكار والريادة في صناعة التكرير العالمية.