
أعلن ديوان البلاط السلطاني في سلطنة عمان أن صاحبِ السّمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، سيقوم بزيارة دولة إلى سلطنة عُمان تستغرق يومين، وذلك ابتداء من غد الثلاثاء، يجري خلالها مباحثات مشتركة مع جلالة السُّلطان هيثم بن طارق، كما يشهدان بعد غد الأربعاء، مناسبة افتتاح مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية في عمان.
وأوضح بيان صادر عن ديوان البلاط السُّلطاني أمس، أن هذه الزيارة تأتي «تجسيدًا للروابط الراسخة المتينة بين سلطنة عُمان ودولة الكويت الشقيقة، وتأكيدًا للتعاون بينهما في مختلف المجالات وكافة الأصعدة»، مشيرا إلى أنه سيتم خلال هذه الزيارة بحثُ عدد من المجالات والجوانب ذات الاهتمام المشترك، بما يسهم في تحقيق تطلّعات وآمال البلدين لمستقبل أكثر رخاءً ونماءً، وازدهارًا.
أضاف البيان أنه سيتخلل الزيارة حضور صاحب السمو الأمير، بمعية أخيه صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق، مناسبة افتتاح مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية، بعد غد الأربعاء، والتي يأتي افتتاحها تتويجًا للعلاقات، لاسيما تلك المتعلقة بالتعاون الاقتصادي المثمر بين البلدين الشقيقين.
في سياق متصل أكد رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، بسلطنة عمان، الدكتور علي بن مسعود السنيدي، أن «زيارة جلالةِ السُّلطان وأخيه صاحب السُّمو أمير دولة الكويت، إلى المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، تعد وسام فخر واعتزاز لجميع العاملين في المنطقة».
وقال السنيدي: إن مصفاة الدقم مشروع استراتيجي رائد في قطاع الصناعات البترولية بين سلطنة عُمان ودولة الكويت الشقيقة، يرفد الجهود المبذولة لزيادة القيمة المضافة لقطاع الصناعات التحويلية، ويوفر فرصًا استثمارية جديدة للمصانع المتوسطة والمؤسسات الصغيرة في الدقم، مؤكدا على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين في إنشاء مصفاة الدقم وموقعها الاستراتيجي القريب من الأسواق الآسيوية والأفريقية التي يعطيها ميزة نسبية.
أضاف أن المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تترجم خطط سلطنة عُمان للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وفق رؤية عُمان 2040 وتعزز اقتصاد المحافظات وتوسع مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى استفادة المستثمرين من البنية الأساسية المتوفرة في المنطقة مثل ميناء الدقم ومطار الدقم وميناء الصيد البحري متعدد الأغراض ومشروعات الطرق والبنية الأساسية الأخرى.
من ناحيته أكد السفير الدكتور صالح بن عامر الخروصي سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى دولة الكويت، أن الزيارة المرتقبة لسمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، تمثل تأكيدًا على عمق الروابط بين قيادتي البلدين الشقيقين وشعبيهما.. والتعاون الوثيق بينهما في شتى المجالات
وأوضح السفير أن الزيارة تحظى بأهمية خاصة، باعتبارها الزيارة الثانية التي يقوم بها سُموُّه إلى خارج الكويت منذ تولّيه مقاليد الحكم في الـ 16 من ديسمبر الماضي.
وقال الخروصي لوكالة الأنباء العُمانية إنّ الزيارة تمثل تأكيدًا على عمق الروابط بين قيادتي البلدين الشقيقين وشعبيهما، والتعاون الوثيق بينهما في شتى المجالات، مشيرًا إلى أنّ لدى الدولتين الشقيقتين قواسم مشتركة وتماثلًا كبيرًا للغاية في السياسة الخارجية والدبلوماسية التي تنتهجانها إزاء معظم الملفات والقضايا الإقليمية والدولية.
أضاف أن ما سيشهده قصر العلم العامر غدا الثلاثاء، من مباحثات تجمع صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق، بأخيه صاحبِ السُّمو الشيخ مشعل الأحمد، سيكون انطلاقة جديدة لتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين بما يعود بالنفع على بلديهما وشعبيهما الشقيقين.
وشدد على أن العلاقات الثُّنائية بين سلطنة عُمان ودولة الكويت تمتدّ لجذور تاريخية عريقة أهمها التواصل البحري عبر موانئ البلدين، حيث كانت السفن التجارية الكويتية تتخذ من الموانئ العُمانية نقطة انطلاق تجاه شرق آسيا وشرق أفريقيا ووجهات متعددة أخرى منها عبر باب المندب، وأتاح هذا التواصل وجود علاقات ووشائج اجتماعية بين الشعبين العُماني والكويتي ما زالت تتفاعل إيجابًا حتى اليوم.
وحول مجالات التعاون المشترك، قال سفيرُ سلطنة عُمان دولة الكويت، إنّ هناك تنسيقًا مباشرًا على أعلى مستوى بين الجانبين في مجالات متعددة، منها على مستوى مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث تتمُّ معاملة مواطني كل دولة خليجية معاملة مواطني تلك الدولة فيما يتعلق بالتعليم والرعاية الصحية والتملك والانتقال وغيرها.
أضاف أنّ الاستثمار الكويتي المباشر في سلطنة عُمان بحسب المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، بلغ حتى نهاية سبتمبر 2023 ما قيمته 922.3 مليون ريال عُماني بزيادة أكثر من 125 مليون ريال عن العام الماضي فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2023 حتى شهر نوفمبر 790 مليون ريال عُماني بزيادة حوالي 300 بالمائة مقارنة بالعام السابق الذي بلغ حجم التبادل التجاري فيه نحو 280 مليون ريال عُماني.