
«وكالات» : أعلن سفير المملكة العربية السعودية لدى بريطانيا، بأن المملكة مهتمة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد الحرب في غزة، لكن أي اتفاق يجب أن يؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية.
وقال الأمير خالد بن بندر لـ «بي بي سي» إن الاتفاق كان «قريبا» عندما أوقفت المملكة المحادثات التي جرت بوساطة أمريكية بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.
وأكد السفير السعودي في لندن أن «هناك اهتماما مطلقا» بين قادة بلاده للتوصل إلى اتفاق، مضيفا أن الصفقة «كانت قريبة، ليس هناك شك. بالنسبة لنا، النقطة النهائية لم تتضمن بالتأكيد أقل من دولة فلسطين المستقلة. لذلك، بينما لا نزال، بعد 7 أكتوبر ، نؤمن بالتطبيع، إلا أنه لا يعني أن ذلك ستأتي على حساب الشعب الفلسطيني».
أضاف: «كنا قريبين من التطبيع، وبالتالي قريبين من دولة فلسطينية. أحدهما لا يأتي دون الآخر. التسلسل وكيفية إدارته، هذا ما تمت مناقشته».
وقال أيضا إنه يود أن يرى بريطانيا «تعتدل في موقفها وتعامل إسرائيل بنفس الطريقة التي تعامل بها الجميع»، مضيفا أن «النقطة العمياء تجاه إسرائيل هي مشكلة حقيقية لأنها توفر نقطة عمياء للسلام».
وأكد السفير السعودي أنه يريد وقفا فوريا لإطلاق النار في قطاع غزة، مشددا على أنه لا يوجد حل مثالي للوضع ما بعد الحرب، وأن المجتمع الدولي لم يتفق بعد على وقف إطلاق النار، مشيراً إلى ضرورة حصول ذلك أولا.
وقال ان السلطة الفلسطينية لديها الكثير من الموارد للعب دور في غزة، مؤكداً ضرورة وجود انخراط دولي أيضاً. وأضاف أن طبيعة هذا الدور يجب أن تحدد بالحوار مع الفلسطينيين والمجتمع الدولي والإسرائيليين.
وشدد على أن المستوى غير المسبوق من العنف من قبل الطرفين، وخصوصاً مِن مَن يفترض انها دولة مسؤولة، حيث أكثر من 80 في المئة من سكان غزة نزحوا من بيوتهم، في حين قتل أكثر من عشرين ألفا.
ولفت إلى أن هذا المستوى سيخلق حالة من فقدان الأمل ليس فقط للفلسطينيين وإنما في بريطانيا وفرنسا وأميركا وكندا والجزائر والأردن، والسعودية، ومصر واليمن.
وتابع السفير أن الحكومة الإسرائيلية ما زالت تتحدث عن انهاء المرحلة الأولى من الحرب، متسائلاً عن عدد الضحايا المطلوب من أجل إيقاف الحرب. وقال ان الجهود المبذولة غير كافية.
ورداً على سؤال بشأن موقف بريطانيا، قال السفير إنه يتمنى ان يرى المزيد من الاعتدال في موقف بريطانيا، وأنه يتمنى أن يرى أن العالم برمته يعامل إسرائيل كما يعامل الآخرين.
وشدد على أنه إذا فعل أحد آخر ما فعلته إسرائيل فإنه سيستبعد من المجتمع الدولي وسيتعرض للعقوبات ولأمور أخرى أيضاً.
وعقب لقائه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أمس الأول الاثنين، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصحفيين إنه طرح موضوع التطبيع على أجندة اللقاء، وأضاف: «هناك اهتمام واضح هنا بمتابعة ذلك، لكن ذلك سيتطلب إنهاء الصراع في غزة، ومن الواضح أيضا أنه سيتطلب وجود مسار عملي لقيام دولة فلسطينية».