عواصم-"وكالات":بينما يترقب أهالي الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، ومعهم سكان قطاع غزة المنكوب بدء تنفيذها، بدا واضحا أن الاتفاق النهائي على "الهدنة" قد عقد بعد أن تضاربت التصريحات حول تأجيلها، وذلك مع أعلان وزارة الخارجية القطرية إن الهدنة في قطاع غزة ستبدأ اليوم الجمعة عند الساعة 7 صباحاً بالتوقيت المحلي.
وقال المتحدث باسم "الخارجية القطرية" ماجد الأنصاري «انتهت الاتصالات مع جميع الأطراف والوسطاء وتم تسليم قوائم بأسماء من سيفرج عنهم».
وذكر أنه سيتم تسليم الدفعة الأولى من الرهائن المدنيين نحو الساعة 4 من عصر اليوم الجمعة، وتضم 13 من النساء والأطفال، مشيرا إلى أنه سيتم الإفراج عن 50 من الرهائن مقسمين على 4 أيام.
ولفت إلى أنه في أيام الهدنة الأربعة سيتم جمع المعلومات عن بقية الرهائن.
وقال: «نأمل أن تقود هذه الهدنة الإنسانية لبدء عمل أكبر لتحقيق هدنة دائمة وسلام دائم».
من جهتها أعلنت كتائب القسام أن الهدنة التي ستبدأ صباح اليوم الجمعة، تسري بوقف كل الأعمال العسكرية من المقاومة والجيش الإسرائيلي.
وأوضحت أنه خلال الهدنة يكف الطيران المعادي عن التحليق 6 ساعات يومياً من 10 صباحا حتى 4 مساء في مدينة غزة والشمال، كما سيتم توقف الطيران المعادي عن التحليق بشكل كامل في جنوب قطاع غزة.
وأشارت إلى أنه سيجري إدخال 200 شاحنة من المواد الإغاثية والطبية و4 شاحنات من الوقود وغاز الطهي يوميا لكل مناطق القطاع.
بدورها قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس أنه سيتم الإفراج بمقابل كل أسير إسرائيلي عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال لدى الجانب الإسرائيلي".
من جانبهما، أكد الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والأمريكي جو بايدن أهمية العمل في اتجاه الحل السياسي للقضية الفلسطينية استنادا إلى حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.
وذكر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية المستشار أحمد فهمي في بيان أن بايدن أجرى اتصالا بالسيسي شكره خلاله على الدور المصري في الوساطة المشتركة التي أدت إلى التوصل للهدنة الإنسانية في قطاع غزة.
وأضاف المتحدث أن بايدن ثمن الجهود المصرية في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين مؤكدا رفض الولايات المتحدة القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين من غزة إلى الأراضي المصرية.
وقال ان السيسي أكد من جانبه أن الجهود المصرية تأتي في إطار حرص مصر على حقن الدماء وتحقيق الاستقرار في المنطقة مؤكدا ضرورة البناء على الهدنة الإنسانية الحالية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإدخال الكميات المطلوبة من المساعدات الإغاثية والوقود لجميع مناطق القطاع.
وأوضح أن الرئيسين اتفقا على استمرار التنسيق والتشاور بين الجانبين لتحقيق الاستفادة من الهدنة الحالية بما يدعم الأمن والاستقرار في المنطقة.
قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي «أكّدنا للجميع الموقف المصري الحاسم برفض تهجير الفلسطينيين سواء من غزة أو من الضفة الغربية».
من جهة أخرى وأكد السيسي أن تهجير الفلسطينيين من أرضهم بالنسبة لنا خط أحمر لن نقبل به ولن نسمح به.
وأضاف «قررنا دولة وشعبًا أن نكون في طليعة الواقفين مع الشعب الفلسطيني».
وقال إن مصر تؤكد ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وضرورة استمرار فتح معبر رفح.
من جهة أخرى بعد زعمها العثور على بنية تحتية لحماس داخله، اعتقلت قوة من الجيش الإسرائيلي مدير مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة محمد أبو سلمية واقتادته إلى التحقيق.
وكشف الطبيب في مستشفى الشفاء خالد أبو سمرة فجر يوم أمس الخميس، أنه تم اعتقال محمد أبو سلمية مدير المؤسسة الخاضعة حالياً لسيطرة الجيش الإسرائيلي.
وأوضح أبو سمرة أن الجيش اعتقل مدير مجمع الشفاء وعدداً من الكوادر الطبية الليلة.
من جانبها دانت حركة حماس بشدة اعتقال مدير مجمع الشفاء، مطالبة الجهات الدولية بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بالعمل على إطلاق سراحه فورا.
وقالت حماس في بيان إن أبو سلمية كان على تواصل مع الصليب الأحمر ومنظمة الصحة لإجلاء من تبقى من المرضى والجرحى في مستشفى الشفاء، داعية الجهات الدولية إلى الضغط على الجيش الإسرائيلي "لتأمين إطلاق سراحه وجميع الكوادر الطبية الذين تم اعتقالهم فقط لمجرد بقائهم".
من ناحية أخرى وقبيل الهدنة المفترضة، طالب الجيش الإسرائيلي مجدداً سكان شمال قطاع غزة، وتحديداً الشجاعية وجباليا، إخلاء مناطق سكنهم فوراً إلى الجنوب.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في تغريدة على "إكس" ضرور توجه سكان تلك المناطق عبر طريق صلاح الدين حتى الساعة الرابعة مساء بالتوقيت المحلي للوصول إلى جنوب وادي غزة ولـ "المنطقة الإنسانية".
كذلك قال إنه سيكون هناك "تعليق تكتيكي مؤقت للنشاطات العسكرية" بين العاشرة صباحاً والثانية بعد الظهر لما أسماها "أغراضا إنسانية" في منطقة حيي السلام والمنارة في خانيونس.
وزعم أن حركة حماس فقدت سيطرتها على منطقة شمال القطاع، متهماً إياها بمحاولة منع السكان من الانتقال جنوباً.
وطالب السكان بالبقاء في منطقة جنوب القطاع وتحديدا في منطقة المواصي.
من جهة أخرى في أعنف هجوم منذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي، أطلقت من لبنان أكثر من 50 صاروخا باتجاه شمال إسرائيل، وذلك بعد قصف شنته إسرائيل على مناطق حدودية في جنوب لبنان.
وأعلن «حزب الله» اللبناني أنه قتل 4 جنود إسرائيليين في مستوطنة المنارة بصواريخ موجهة.
وأضاف: «استهدفنا نقاط تجمع وانتشار لجنود الاحتلال في محيط موقع تلة الخزان وحققنا إصابات مباشرة».
وأعلنت جماعة حزب الله اللبنانية أمس الخميس أيضا مقتل أحد عناصرها جراء القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان، ليرتفع إجمالي عدد قتلاها منذ بدء التصعيد إلى 85.
