غزة – “وكالات” : مع دخول الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في غزة يومها الـ38، أمس الاثنين، لم تظهر بعد أي بادرة أمل في وقف وشيك للنار، بينما تزداد معاناة سكان القطاع، ما بين وفاة وإصابة ونزوح ونقص لكل مقومات الحياة، فيما تتواصل عمليات القصف في محيط مستشفيات غزة ما ينذر بكارثة إنسانية.
وأوضح الهلال الأحمر الفلسطيني أن دبابات إسرائيلية تحاصر مستشفى القدس في مدينة غزة، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة الوفيات منذ السبت إلى 34 في مستشفى الشفاء في قطاع غزة التي تعاني نقصا في كميات الوقود.
وأكد وكيل وزارة الصحة يوسف أبو الريش “ارتفاع عدد الوفيات إلى 27 مريضا في العناية المكثفة و7 من المواليد الأطفال الخدج بسبب انقطاع التيار الكهربائي”.
ونقل إعلام فلسطيني عن أبو الريش القول: “أصبحنا غير قادرين على إحصاء أعداد القتلى”. وأضاف في تصريح أدلى به من داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة أن “المرضى يُجبرون على الخروج رغم إصاباتهم”.
من ناحيتها أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، أن مقاتليها استهدفوا موقعي كيسوفيم ومارس العسكريين الإسرائيليين برشقات صاروخية مركزة. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن انطلاق صفارات الإنذار بغلاف غزة، من دون تحديد السبب.
هذا وأفادت السلطات في غزة أمس، بسقوط قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي على منزل شرق خان يونس في قطاع غزة. ولم يحدد البيان المقتضب عددا، لكنه أضاف أن القوات الإسرائيلية استهدفت منزلاً لعائلة بركة بالقرب من محطة بهلول في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس.
كما توقفت الاتصالات الأرضية وخدمات الإنترنت في قطاع غزة، فيما دوت صفارات إنذار في الجليل الغربي شمال إسرائيل، حيث أفاد إعلام إسرائيلي بسقوط صاروخين في منطقة مفتوحة بالجليل الغربي ولا إصابات.
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة 6 رضع و9 مرضى بسبب انقطاع الكهرباء عن مستشفى الشفاء بغزة.
وفيما تستمر الاشتباكات وحرب الشوارع بمناطق مختلقة من القطاع، أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية بمقتل ضابط وجندي من الجيش في معارك شمال قطاع غزة أمس الاثنين. وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي أعلن سقوط قتيلين في صفوف قواته، أحدهما برتبة رائد والآخر برتبة رقيب، وقالت إنهما من تشكيل الكوماندوز الإسرائيلي، ما يرفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 44 منذ بدء العملية البرية في غزة، بحسب الإعلام العبري.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن 11 ألفا و180 فلسطينيا قتلوا في القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، بينهم 4609 أطفال و3100 امرأة، فضلا عن إصابة 28 ألفا و200 شخص.
وأعلن وكيل وزارة الصحة التابعة لحماس يوسف أبو الريش أن إسرائيل دمّرت “بالكامل مبنى قسم القلب في مستشفى الشفاء”، حيث لا يزال عشرات آلاف النازحين والجرحى والمرضى عالقين.
بدوره قال توماس وايت مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أمس، إن العملية الإنسانية في غزة سوف تتوقف خلال الـ 48 ساعة القادمة لعدم السماح بدخول الوقود إلى القطاع.
كما قال في تغريدة على منصة “إكس” إن اثنين من متعهدي توزيع المياه المتعاقدين مع الأونروا توقفا عن العمل صباح اليوم بعدما نفد منهما الوقود. وأوضح أن ذلك سيحرم 200 ألف شخص من مياه الشرب.
وتستضيف مباني الأمم المتحدة ومرافقها حالياً ما يقرب من 780 ألف نازح، وشدد البيان على أنه “ينبغي حمايتهم في جميع الأوقات”.
في سياق منفصل، نكست الأعلام على مقار الأمم المتحدة في كل أرجاء آسيا الاثنين، ودعي الموظفون إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح زملائهم الذين قضوا في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وأنزل علم الأمم المتحدة الأزرق والأبيض عند الساعة 09:30 بالتوقيت المحلي في بانكوك وطوكيو وبكين غداة إعلان الأمم المتحدة سقوط “عدد كبير من القتلى والجرحى” في “قصف” مقر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غزة.
وأظهرت مشاهد تم التقاطها الأحد فجوة في باحة مدرسة تابعة لوكالة الأونروا في بيت لاهيا في شمال قطاع غزة.
وأعلنت الأونروا الجمعة أن أكثر من مئة من العاملين لديها قتلوا في قطاع غزة منذ بدء الحرب.