
عواصم-"وكالات":بات واضحا أن منطقة الشرق الأوسط تغلي .. ويبدو أن غليانها لن يطول، في ظل التصريحات الواضحة من أطراف اللعبة والتي تتلاقى وتتباعد في أهدافها مع معركة الكيان الصهيوني ضد سكان قطاع غزة الأبرياء.
ومنذ هجوم "حماس" المباغت في السابع من الشهر الجاري، لم تهدأ التصريحات الصادرة عن الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران وحزب الله من جهة أخرى ، لكن حدة هذه التصريحات باتت في أوجها مع الأنباء التي تتحدث عن قرب الاجتياح البري لغزة.
المحصلة تشير إلى مخاوف البلدين من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط الذي يغلي على صفيح من النار.
وفي هذا الإطار قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الأحد إن واشنطن ترى احتمالا لتصعيد الحرب الدائرة في الشرق الأوسط بسبب أفعال إيران ووكلائها في المنطقة.
وأضاف بلينكن لشبكة "إن.بي.سي نيوز" في مقابلة أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى التصعيد، وأنها تأمل في إطلاق سراح المزيد من الرهائن لدى حركة حماس.
وأشار إلى استعداد بلاده إذا حاولت إيران تصعيد الأزمة، لافتا إلى أن لا أحد يريد فتح جبهة ثانية للقتال وأرسلنا حاملتي طائرات للمنطقة للردع لا الاستفزاز.
من جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «نخوض معركة مزدوجة في جبهتي لبنان وغزة»، مشيرا إلى أن الحرب في غزة «مسألة حياة أو موت».
وخلال جولة على حدود لبنان، أضاف نتنياهو «إذا قرر حزب الله التصعيد سيواجه حربا أقوى من 2006».
وتابع «لا يمكننا تأكيد أن حزب الله قرر دخول الحرب»، مستدركاً «إذا قرر حزب الله دخولها سيجلب دمارا لا يمكن تصوره عليه وعلى لبنان»، ومستعدون لكل السيناريوهات وسنرد بحزم على حزب الله إذا قرر المواجهة.
من جهته حذّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الولايات المتحدة والكيان الصهيوني من أن الوضع في الشرق الأوسط قد يصبح "خارجا عن السيطرة" ما لم توقف الدولة العبرية "فورا الجرائم ضد الانسانية والإبادة الجماعية في غزة".
وقال الوزير خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الجنوب إفريقية ناليدي باندور في طهران أمس المنطقة أشبه ببرميل بارود، وأريد أن أحذر الولايات المتحدة والنظام الصهيوني التابع "لها" بأنه في حال لم يضعا حدا فورا للجرائم ضد الانسانية والإبادة الجماعية في غزة، كل الاحتمالات ممكنة في أي لحظة، والوضع في المنطقة سيصبح خارجا عن السيطرة".
بدوره أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس الأحد، تواصل الاتصالات الخارجية والداخلية لحماية بلاده ووقف الاعتداءات الإسرائيلية ومنع تمدد حرب غزة إلى لبنان.
وقال إن «الاتصالات الديبلوماسية التي نقوم بها دوليا وعربيا واللقاءات المحلية مستمرة في سبيل وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وجنوبه تحديدا، ومنع تمدد الحرب الدائرة في غزة إلى لبنان».
وشدد على أن «الاجتماعات والاستعدادات التي نقوم بها من أجل وضع خطة طوارئ لمواجهة ما قد يحصل، هي خطوة وقائية أساسية من باب الحيطة، لأننا في مواجهة عدو نعرف تاريخه الدموي».
ومع تصاعد المناوشات والمواجهة العسكرية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني بمشاركة لحركتي "حماس" و"لجهاد الإسلامي" الفلسطينيتين طلبت دول عربية من رعاياها مغادرة لبنان خشية من تدهور الوضع دون سابق إنذار.
من ناحيته عزز العاهل الأردني من التوقعات باتساع رقعة الحرب، إذ حذّر الملك عبدالله الثاني من أن استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة سيدفع إلى انفجار الأوضاع في المنطقة كلها.
وأكد خلال استقباله كبير مستشاري رئيس أركان الدفاع البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الفريق جوي مارتن سامبسون في قصر الحسينية، أكد ضرورة تحرّك المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف الحرب على غزة وحماية المدنيين وكسر الحصار.
على صعيد متصل ارتفعت حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 4651 شهيداً، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
وقالت الوزارة على لسان المتحدث باسمها أشرف القدرة «بلغ إجمالي ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ بدء العدوان 4651 شهيدا، بينهم 1873 طفلا، و1023 سيدة، و187 مسنا بالإضافة إلى 14245 مواطنا أصيبوا بجروح مختلفة».
إلى ذلك عبرت 17 شاحنة مساعدات، أمس الأحد، من الجانب المصري لمنفذ رفح الحدودي نحو غزة، بحسب مراسل فرانس برس، وهي ثاني قافلة مساعدات الى القطاع المحاصر، منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
ودخلت قافلة أولى من 20 شاحنة الى القطاع أمس السبت.
وقالت الأمم المتحدة إن تلك الشحنة بالكاد تعادل 4 في المئة من الواردات اليومية لقطاع غزة قبل بدء الحرب، وإن 100 شاحنة لا بد أن تدخل يوميا لتلبية احتياجات 2.4 مليون نسمة يعيشون في القطاع، نصفهم من الأطفال.
وقالت الأمم المتحدة في موضوع آخر ، إن ما لا يقل عن 42 في المائة من جميع الوحدات السكنية في قطاع غزة تعرضت للتدمير أو الأضرار جراء غارات إسرائيل المتواصلة لليوم 16.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في بيان، بتدمير 15100 وحدة سكنية، وجعل 10656 وحدة سكنية غير صالحة للسكن.
وأوضح البيان أن 139 ألف وحدة سكنية أخرى تعرضت لأضرار طفيفة إلى متوسطة، لافتا إلى تدمير أحياء بأكملها، خاصة في بيت حانون وبيت لاهيا والشجاعية، والمنطقة الواقعة بين غزة ومخيم الشاطئ للاجئين، وعبسان الكبيرة في خان يونس.
وحسب البيان، حدد تقييم لمنطقة محافظة شمال غزة، أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية "يونوسات"، 927 مبنى مدمرًا و4337 مبنى تعرض لأضرار متوسطة إلى شديدة، أي ما يعادل حوالي 15 بالمائة من جميع المباني في تلك المنطقة.
واستند التقييم إلى مقارنة الصور التي تم جمعها في 15 أكتوبر 2023 مع تلك التي تم جمعها في 1 مايو 2023.
وأبرز البيان استمرار هجمات إسرائيل على قطاع غزة "بلا هوادة" في وقت وصل العدد التراكمي للقتلى إلى 4385 فلسطينيًا، منهم 62 % هم من الأطفال والنساء، فيما الإبلاغ عن فقدان أكثر من 1000 شخص فلسطيني ويفترض أنهم محاصرون أو ماتوا تحت الأنقاض.
ولفت إلى أنه وفقاً لوزارة الصحة في غزة، فقدت 98 عائلة فلسطينية عشرة من أفرادها أو أكثر، 95 عائلة فلسطينية فقدت ما بين 6 إلى 9 أفراد؛ وفقدت 357 أسرة ما بين اثنين إلى خمسة من أفرادها.
وذكر أن عدد القتلى المبلغ عنه في غزة في جولة القتال الحالية يزيد بحوالي 84 في المائة عن العدد الإجمالي للقتلى خلال جولة القتال التي دامت 50 يوما صيف العام 2014 (2251 قتيلا فلسطينيا).
وقدر البيان عدد النازحين داخليا في غزة بنحو 14 مليون شخص، يعيش حوالي 566 ألف شخص في 148 ملجأ طوارئ مخصص لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في ظل ظروف سيئة بشكل متزايد.
وبحسب البيان، اكتشف الشركاء الصحيون حالات الإصابة بالجدري والجرب والإسهال، والتي تعزى إلى سوء ظروف الصرف الصحي واستهلاك المياه من مصادر غير آمنة.
وذكر أنه من المتوقع أن ترتفع معدلات الإصابة بهذه الأمراض ما لم يتم تزويد مرافق المياه والصرف الصحي بالكهرباء أو الوقود لاستئناف عملياتها.
ويتزايد الاكتظاظ في قاعات أونروا في المناطق الوسطى والجنوبية، مع النقص الشديد في الموارد الأساسية مثل المياه والغذاء والدواء.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 15 % من النازحين داخلياً يعانون من إعاقات، إلا أن معظم الملاجئ ليست مجهزة بشكل كافٍ لتلبية احتياجاتهم.
وبحسب البيان الأممي، تفتقر الملاجئ إلى الفرشات والأسرة الطبية اللازمة، مما يسبب تقرحات ومشاكل طبية أخرى لا يمكن علاجها في ظروف غير معقمة، كما أن الأغذية الموزعة لا تلبي احتياجات الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في البلع.
وتجاوز إجمالي حصيلة القتلى الفلسطينيين أربعة آلاف وأكثر من 13 ألف مصاب بجروح مختلفة في قطاع غزة مع تواصل هجمات إسرائيل على القطاع منذ السابع من أكتوبر الجاري.