فيما تحولت الدعوات المتواصلة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف الحرب الدائرة على غزة حاليا، إلى نداءات من جانب واحد، بدا واضحاً، "والقصف لايتوقف عن القطاع منذ 10 أيام"، أن رقعة الصراع مؤهلة وبشكل كبير إلى الاتساع بدخول أطراف أخرى منها حزب الله اللبناني، وإيران.
ما ورد آنفا ليس رجما بالغيب، ففشل مجلس الأمن أمس الأول في اعتماد مشروع قرار روسي يهدف إلى إيقاف العدوان، والأنباء الواردة من وجود معارك تدور رحاها بين مقاتلي حزب الله والجيش الصهيوني، وتصريحات العاهل الأردني بأن المنطقة على وشك السقوط في الهاوية، وتصريحات وزير خارجية إيران بأن كل الاحتمالات واردة في حال استمرار العدوان الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة.. كل هذه التفاصيل تشير بقوة إلى أن الحرب يمكن أن تندلع في أي لحظة وتتطور إلى ما لايمكن التنبؤ به.. أضف إلى ذلك تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي التي أكد فيها أمس أن بلاده ملزمة بالرد على تصرفات إسرائيل في غزة، "فالمدنيون يتضورون جوعاً ويقتلون بالمئات كل يوم، لذا يجب أن نرد".
كما حمل "أميركا مسؤولية الجرائم الإسرائيلية"، مشيراً إلى أن "السياسة الحالية داخل إسرائيل ينظمها ويصنّعها الأميركيون".
بدوره، نبه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في اتصال مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، من أنّ "هجومًا بريًا" للجيش الإسرائيلي على غزة "سيؤدّي إلى حرب طويلة ومتعدّدة الجبهات"، وفق رسالة نشرها مستشاره السياسي محمد جمشيدي.
على صعيد متصل، وبما يدعم كل المؤشرات السابقة نحو نشوب حرب،كشفت مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية، أن الولايات المتحدة وجهت فريق رد سريع مكوناً من 2000 جندي من مشاة البحرية إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط قبالة إسرائيل.
كل هذا يرد بالتزامن مع إعلان البيت الابيض عن زيارة للرئيس الأمريكي جو بايدن لاسرائيل والاردن اليوم الأربعاء وذلك في ضوء تواصل عدوان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة ومخاوف من اتساع دائرة الصراع.
وكان الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والقبرصي نيكوس خريستودوليدس قد حذرا من خطورة توسع دائرة تصاعد العمليات العسكرية في الاراضي الفلسطينية على استقرار المنطقة.
وذكر البيت الأبيض في ان بايدن سيلتقي خلال الزيارة بالعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وأعلنت السلطات الصحية الفلسطينية الليلة الماضية ارتفاع عدد ضحايا عدوان الاحتلال الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة الى 2808 شهداء و10850 جريحا
وعودا على بدء، إلى تصريحات العاهل الأردني، حذر الملك عبدالله الثاني من وضع خطير جدا في منطقة الشرق الأوسط إذا توسعت الحرب بين إسرائيل و"حماس" إلى دول أخرى، مشيراً إلى أن "المنطقة برمتها على شفا السقوط في الهاوية التي تدفعنا إليها هذه الدوامة الجديدة من الموت والدمار"، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس الذي حذر بدوره من التصعيد، قائلا :"مرة أخرى أحذر صراحة حزب الله وإيران من التدخل في هذا الصراع".
وأضاف شولتس الذي سيسافر إلى إسرائيل في وقت لاحق اليوم، "لدينا هدف مشترك وهو منع اشتعال المنطقة".
من جانب آخر، أكد العاهل الأردني أنه "لا يمكن استقبال اللاجئين في الأردن، ولا في مصر جراء الحرب على غزة، وهذا خط أحمر "..." يمكنني أن اتحدث بقوة ليس فقط باسم الأردن ولكن أيضا عن الأشقاء في مصر".
وقال الملك "هذا الوضع له أبعاد إنسانية يجب التعامل معها داخل غزة والضفة الغربية، ولا يمكن محاولة الدفع بهذا الوضع المرتبط بمستقبل الفلسطينيين على دول أخرى".
إلى ذلك، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، أمس الثلاثاء، إن البيت الأبيض لا يرى أي دليل في هذه المرحلة على ضلوع متزايد لإيران في الحرب بين إسرائيل وحماس.
وردا على سؤال لشبكة «سي إن إن» عما إذا كانت للسلطات الأميركية «أي تحذيرات أو إشارات على أن إيران بدأت تتدخل أكثر من قبل»، قال كيربي «بعيدا عن التصريحات، لا، ليس لدينا».
من جانبه هدد نائب قائد الحرس الثوري علي فدوي، تل أبيب من مواجهة صدمة أخرى إذا لم تضع حدا "للفظائع" التي ترتكبها في قطاع غزة.
وقال في تصريحات له أمس الثلاثاء إن "صدمات محور المقاومة ضد "إسرائيل" ستستمر حتى استئصال هذا الورم السرطاني من خريطة العالم"، وفق وصفه.
وفي إطار تراشق القذائف بين حزب الله وإسرائيل، أعلن الصليب الأحمر اللبناني توجه 4 فرق منه الى بلدة علما الشعب الجنوبية الحدودية مع اسرائيل لنقل جثث 4 شهداء جراء القصف الإسرائيلي.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مقابلة تلفزيونية مساء أمس الأول إنّ "اتّخاذ أيّ إجراء استباقي خلال الساعات المقبلة محتمل"، وذلك في معرض إشارته للقاء جمعه بالأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.
كما حذّر من أنّ الوقت ينفد "لإيجاد حلول سياسية" قبل أن يصبح "اتّساع" نطاق الحرب بين إسرائيل وحماس "حتميًا".
من جهته أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ضرورة الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لفتح ممر إنساني لإدخال المساعدات من مصر إلى قطاع غزة والامتناع عن استهداف "معبر رفح" كما فعلت في السابق أكثر من مرة.
وجدد مجلس الوزراء السعودي الذي عقد جلسته أمس برئاسة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، جدد رفض المملكة القاطع لدعوات التهجير القسري للفلسطينيين، والمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار ورفع الحصار عن غزة، والدفع بعملية السلام، وفقاً لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية.
وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن أنقرة تتواصل مع الإسرائيليين «لحضّهم على وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الى قطاع غزة، والعمل على إيجاد حل نهائي للصراع انطلاقاً من حل الدولتين»، وذلك خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، في سياق زيارة يقوم بها لبيروت ويلتقي خلالها كبار المسؤولين.
وكان وزير الخارجية التركي قال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب إن بلاده تناقش مع «حماس» إطلاق سراح أجانب ومدنيين وأطفال تحتجزهم، معلناً «وصلتنا حتى الآن طلبات من دول عدة لإطلاق سراح مواطنيها. وبالنتيجة، بدأنا نقاش هذا الموضوع، وخصوصاً مع الجناح السياسي في حركة حماس»، مضيفا «جهودنا متواصلة» في هذا الصدد.