«وكالات»: فيما قررت مصر أمس الأول توجيه دعوة لعقد قمة إقليمية دولية بشأن فلسطين، وتكثيف الاتصالات لتخفيض التصعيد العسكري في قطاع غزة،شرعت أمس بحشد الجهود لهذه القمة، بتوجيه الدعوات للرؤساء والزعماء المشاركين وعلى رأسهم سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد.
وتسلم وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح من سفير جمهورية مصر العربية لدى الكويت أسامة شلتوت، رسالة خطية موجهة إلى سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تتضمن دعوة سموه للمشاركة في قمة لبحث تطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام المقرر عقدها بتاريخ 21 أكتوبر 2023 في مدينة القاهرة.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد قد تسلم أمس الاثنين رسالة خطية من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تضمنت دعوته للمشاركة في قمة من المزمع عقدها في القاهرة السبت المقبل لبحث تطورات القضية الفلسطينية ومستقبلها وعملية السلام.
على صعيد متصل، حذر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إسرائيل من احتلال غزة في واحدة من أبرز دعواته العامة لضبط النفس بينما يرد الإسرائيليون على الهجمات التي شنتها حماس هذا الشهر.
وفي مقابلة عبر برنامج 60 Minutes الذي يُذاع عبر قناة CBS، قال إن احتلال إسرائيل لغزة سيكون "خطأ فادحا"،داعيا إلى حماية المدنيين.
وأشار بايدن إلى ضرورة "وجود سلطة فلسطينية، والحاجة لوجود مسار لإقامة دولة فلسطينية".
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس الاثنين، إنه سمع خلال جولته في منطقة الشرق الأوسط وجهة نظر مشتركة تتمثل في منع اتساع رقعة الصراع في غزة وحماية أرواح الأبرياء، وإيصال المساعدات للقطاع.
من جهته بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي آخر تطورات الوضع في قطاع غزة والتوتر المتصاعد بالمنطقة والخطوات الواجب اتخاذها للتوصل الى حل للأزمة وتحقيق السلام الإقليمي والعالمي.
وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده تبذل جهودا مكثفة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة مبينا أن الإقدام على خطوات إيجابية متبادلة في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني من شأنه أن يحمل معه الحل الدائم.
وأكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي «أن الحكومة تواصل اتصالاتها داخليا وخارجيا لإبقاء الوضع هادئا في الداخل اللبناني قدر المستطاع وإبعاد لبنان عن تداعيات الحرب الدائرة في غزة»، مشيراً إلى أن «هناك وحدة لبنانية كاملة تضامناً مع فلسطين، لكن لا مصلحة لأحد بالقيام بمغامرة فتح جبهة من جنوب لبنان، لأن اللبنانيين غير قادرين على التحمّل».
وقال:«لبنان في عين العاصفة، والمنطقة ككل في وضع صعب ولا يمكن لأحد أن يتكهن بما قد يحصل، الأمور تقارب وفق تغير الساعة وتتابع الأحداث، ولا أحد يمكنه توقع أي شيء، لكن الأكيد أن إسرائيل تسعى الى مضاعفة استفزازاتها».
ولفت ميقاتي إلى أنه «يبدو من خلال الاتصالات الإقليمية الدولية الجارية أن هناك ضغطا كبيرا للتوصل الى وقف إطلاق نار في غزة
وقال وزير خارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن وقت الحلول السياسية بدأ ينفد واحتمال توسع الحرب يقترب من الحتمية.
وفي إطار مستجدات الأزمة، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتيه أمس أن "ما يحدث في غزة حرب إبادة جماعية"، محذرا من "سيناريو التهجير وخلق نكبة جديدة".
وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني في تصريحاته على أن "الحصار الإسرائيلي على غزة هدفه القتل والتشريد الجماعي للفلسطينيين".
من جهتها قالت حركة "حماس" إن الدول التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه المستمر على قطاع غزة "المحاصر" شريكة في قتل الأطفال والنساء والمدنيين.
وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم -في بيان- إن الاحتلال قتل أكثر من ألف طفل خلال عدوانه المستمر على القطاع، ووصف ذلك بأنه "سلوك نازي وجريمة حرب مكتملة الأركان، ما يستدعي موقفا واضحا من كل المؤسسات الدولية".
وأضاف قاسم "على كل الدول والكيانات والمؤسسات الدولية أن تنحاز لما تعلنه من قيم ومبادئ، وتعلن استنكارها الواضح لهذا القتل المفتوح والمستمر للأطفال في غزة".
وفي آخر التطورات، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه لا يوجد وقف للنار حاليا، لإخراج الأجانب من غزة، ولا دخول لمساعدات إنسانية لغزة مقابل إخراج الأجانب.
ونفى القيادي في حركة حماس عزت الرشق أي أنباء حول فتح معبر رفح الحدودي مع مصر أو وقف مؤقت لإطلاق النار.
وعودا إلى رئيس الاحتلال الذي قال إن المعركة لحماية إسرائيل مستمرة، تحقيق النصر في غزة سيستغرق وقتا.
وأضاف أن الصراع فرض على إسرائيل وهدفنا هو الانتصار الساحق على حماس، مشيرا إلى أن الجيش والقيادة في إسرائيل أصبحوا موحدين.
وقال «سنواصل الحرب في الجنوب وجاهزون للحرب في الجبهة الشمالية»، وخاطب إيران وحزب الله بالقول «لا تختبروا إسرائيل وإلا ستدفعون ثمنا كبيرا».
ميدانيا، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة إن حصيلة القتلى منذ 7 أكتوبر الجاري ارتفعت إلى 2750 شهيدًا، بينما بلغ عدد الجرحى 9700 حالة بجراح مختلفة.
ووفق الدفاع المدني الفلسطيني، فإن أكثر من ألف مفقود يوجدون تحت أنقاض المباني المدمرة ما بين شهيد ومصاب.
من جهة أخرى يواصل الجيش الإسرائيلي حشد قواته وآلياته العسكرية على طول الحدود مع القطاع، استعدادا لتوغل بري وشيك وفق تصريحات قادة الاحتلال الإسرائيلي، فيما أكدت حماس أن الاحركة قادرة على إفشال محاولات التوغل البري في غزة.
وتضاربت الأنباء صباح أمس بشأن هدنة إنسانية لساعات في جنوب قطاع غزة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية وإخراج الأجانب من معبر رفح.. وتحديدا من الجانب الفلسطيني حيث تكدس عدد كبير من حملة الجنسيات الأجنية على معبر رفح الفلسطيني بانتظار فتحه، وذلك بعد الإعلان عن اتفاق لفتح معبر رفح ووقف إطلاق النار لنحو خمس ساعات في جنوب القطاع لإدخال المساعدات وإخراج الأجانب.
إلى ذلك، جدد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أمس الدعوة لسكان شمال قطاع غزة إلى التوجه لجنوب القطاع.
من ناحية أخرى غادرت أمس الاثنين سفينة تحمل رعايا أميركيين من ميناء حيفا نحو قبرص وفق ما أكد صحافيون في وكالة "فرانس برس".
وقالت مصادر إن حزب الله خطط أن تكون تحركاته محدودة النطاق حتى الآن، بما يمنع توسيع جبهة الصراع في لبنان مع إبقاء القوات الإسرائيلية منشغلة.