عواصم-«وكالات» : فيما بات واضحا أن ما تقوم به سلطة الاحتلال الإسرائلي في غزة هو "حرب إبادة" بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أكدت منظمة الأمم المتحدة أن الحصار الكامل للقطاع «محظور» بموجب القانون الإنساني الدولي.
وفي ظل الصمت الدولي إلا من التنديد هنا وهناك، يتشجع جيش الاحتلال في قتل الفلسطينيين وتدمير مدنهم بالكامل وتهجيرهم، بالتزامن مع حرمانهم من جميع سبل الحياة.
وهكذا فقد نشر رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مقطعا مصورا لغارة على قطاع غزة معلقا عليها بالقول: "سنستمر بكل قوة"، وهو الذي قال أمس الأول أن الضربات الحالية على غزة ما هي إلا بداية فقط، وفق زعمه.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، إن أعضاء الائتلاف الحكومي المشاركين في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وافقوا على تشكيل حكومة جديدة تكون بمثابة "حكومة حرب".
من جهة أخرى قال متحدث الجيش الإسرائيلي: "قصفنا 2000 هدف حتى الآن وقتلنا المئات من مسلحي حماس"،مؤكدا: "نسيطر بشكل كامل على غلاف غزة".
ونقل تلفزيون "آي 24" الإسرائيلي عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إعلانه السيطرة بشكل كامل على الحدود مع قطاع غزة.
جاءت هذه التطورات متزامنة مع عملية "طوفان الأقصى"، حيث بدأت فصائل فلسطينية في غزة، هجوما مباغتا على بلدات وتجمعات سكنية في المنطقة المحيطة بالقطاع، صباح السبت الماضي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1000 إسرائيلي حتى الآن، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن جفير، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي إن إسرائيل ستبدأ توزيع آلاف البنادق على فرق من المتطوعين في البلدات الحدودية والتجمعات اليهودية العربية المختلطة.
واستدعى الجيش الإسرائيلي عددا غير مسبوق من جنود الاحتياط قوامه 300 ألف جندي وفرض حصاراً على قطاع غزة، مما أثار مخاوف من أنه يعتزم شن هجوم بري ردا على هجوم حماس الأكثر جرأة ودموية منذ عقود.
وفيما ناشد الهلال الأحمر الفلسطيني المجتمع الدولي لحماية المدنيين والطواقم الطبية في غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية إلى 788 بينهم 770 في قطاع غزة.
وتم إخلاء مقر المفوض العام للأونروا في غزة بعد تضرره جراء القصف الإسرائيلي المتواصل، بعد تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بالانتقام من حركة حماس بطريقة "سيتردد صداها لأجيال".
وفيما تحدثت القناة 12 الإسرائيليةعن قصف صاروخي جديد من غزة على عسقلان ومحيطها، أعلنت داخلية غزة عن قيام طائرات إسرائيلية بقصف بوابة معبر رفح مجددا.
من جانب أخر، شدد رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، على أن المعركة الحالية "فلسطينية القرار والتنفيذ".
وقال هنية في بيان صحافي نشرته الحركة على تليغرام : معركة "طوفان الأقصى" هي معركة فلسطينية القرار والتنفيذ وهذا لا يقلل من قناعتنا بوجوب المشاركة والدخول في هذه المعركة من كل أبناء أمتنا وفي مقدمتها قوى المقاومة.
وحول ملف الأسرى الإسرائيلين قال هنية إنه لن يفتح قبل نهاية المعركة، لافتاً إلى أنه أبلغ كل الجهات التي تواصلت معهم بشأن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة أن "هذا الملف لن يُفتح قبل نهاية المعركة، ولن يكون إلا بثمن تقبله المقاومة".
وأضاف: "واجب الأمة وقوى المقاومة المشاركة في معركة "طوفان الأقصى" التي انطلقت للرد على جرائم الاحتلال في المسجد الأقصى والقدس والضفة والحصار على غزة.
وأشار البيان إلى أن ما وصفه بأنه "الدمار والوحشية" اللذان تمارسهما إسرائيل في قطاع غزة يعكسان "النتائج المدوية التي أحدثتها ضربات القسام وفصائل المقاومة منذ بدأت معركة طوفان الأقصى".
وعودا على بدء قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إنه يجب احترام كرامة الناس وحياتهم، داعياً جميع الأطراف إلى نزع فتيل التصعيد، مشبّهاً الوضع بـ"برميل بارود متفجر".
من جهته ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن الحرب تسببت بنزوح أكثر من 187500 شخص داخل قطاع غزّة منذ السبت.
من جانب آخر طلبت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، فتح ممر إنساني إلى قطاع غزة لإيصال الإمدادات الطبية.
بدوره قال مجلس الوزراء السعودي، أمس الثلاثاء، إن المملكة تبذل المزيد من الجهود بالتواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية كافة لوقف التصعيد في غزة ومحيطها ومنع اتساعه في المنطقة.
وأضاف بعد جلسته الأسبوعية في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية أن المملكة ستستمر في «الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة وتحقيق آماله وطموحاته، وتحقيق السلام العادل والدائم».
وأكدت مصر أمس الثلاثاء أن القضية الفلسطينية "تشهد الآن منعطفا هو الأخطر في تاريخها" محذرة من مساعي الاحتلال الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية في الوقت الحالي.
وقالت مصادر أمنية مصرية رفيعة المستوى في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط إن "هناك مخططا واضحا لخدمة أهداف الاحتلال القائمة على تصفية الأراضي الفلسطينية من سكانها".
وأضافت المصادر أن حكومة الاحتلال تجبر الفلسطينيين على الاختيار بين الموت تحت القصف أو النزوح خارج أراضيهم محذرة من المخاطر المحيطة بتداعيات الأزمة الحالية على ثوابت القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني.
ونبهت إلى وجود بعض الأطراف تخدم مخطط الاحتلال وتمهد له مبررات الأمر الواقع لتزكية أطروحات فاسدة تاريخيا وسياسيا.
من جهته نفى الجيش الأردني أمس الثلاثاء استخدام القواعد العسكرية الأردنية من قبل القوات الأمريكية لنقل إمدادات إلى الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد الجيش الأردني في بيان أن "ما تم تداوله حول انطلاق طائرة عسكرية أمريكية من قاعدة عسكرية أردنية هو ادعاء كاذب لا أساس له من الصحة".
وأضاف أن "الطائرة المشار إليها في مزاعم كاذبة روجت مساء الأول من أمس عبرت الأجواء الأردنية بعد منحها تصريح عبور وفق الإجراءات القانونية التي تحكم حركة الطيران الدولية وتأكيد طلب العبور أنها تحمل ركابا ولا تحمل أي معدات".
من جانبه أكد الاتحاد الأوروبي أمس الثلاثاء عدم تعليق المخصصات المالية والمساعدات للفلسطينيين مضيفا إن "الإعلان عن هذا الموضوع من قبل أحد المفوضين الأوروبيين كان رأيا شخصيا".
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية إريك مامر في مؤتمر صحفي إنه "بسبب تطور الوضع في فلسطين فإننا بحاجة إلى إعادة النظر ومراجعة المساعدات المقدمة لفلسطين وإلى أن يتم ذلك فلن نعلق أي شيء.. علينا أن نتواصل مع الجهات الفاعلة وبناء عليه سنرى الخطوات التالية التي يجب اتخاذها".