
«وكالات» : شن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الاثنين، هجوما حادا على رافضي الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، احتجاجا على خطة حكومته لتعديل النظام القضائي، وفي حين دعا زعيم المعارضة يائير لبيد حكومة نتنياهو لوقف هذه الخطة والتوصل إلى تسوية، يتجه الرئيس الأميركي جو بايدن لإجراء اتصال هاتفي مع نتنياهو بعد تزايد الاحتجاجات المناهضة للتعديلات القضائية.
وعقب خروجه من المستشفى - أمس الأحد - ترأس نتنياهو اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي بعد تأجيله بسبب نقله إلى المستشفى يومي السبت والأحد.
واستهل نتنياهو الجلسة بشن هجوم قوي على رسائل الرفض التي وقعها قادة ومجندون من جيش الاحتلال الإسرائيلي وجيش الاحتياط، وقال «في الدول الديمقراطية، يخضع الجيش للحكومة وليس العكس، بينما في النظام العسكري تكون الحكومة تابعة للجيش، أو لمجموعة داخل الجيش بتعبير أدق، وهذا هو الفرق الأساسي بين الديمقراطية والنظام العسكري».
واعتبر نتنياهو أن رفض الخدمة العسكرية والدعوات للامتناع عن الامتثال لأوامر الاستدعاءات من الجيش «بحد ذاتها مخالفة للديمقراطية والقانون»، وقال أمام الاجتماع إن «التحريض على العصيان، والعصيان في حد ذاته، مخالف للديمقراطية، ولا يمكن أن تكون هناك جماعة داخل الجيش تهدد الحكومة المنتخبة. ولن تقبل الحكومة الرفض وستعمل ضده لضمان سلامة أبنائنا».
أضاف : «لا يمكن لمجموعة داخل الجيش أن تهدد الحكومة المنتخبة وتقول: إذا لم تفعلوا ما نريد، فسوف ننزع المقبس عن الأمن، تماما كما أنه لا يمكن لموظفي شركتي الكهرباء والمياه، تهديد الحكومة إذا لم تشرّع كما يحلو لهم، فإنهم سوف يغرقون الدولة في العتمة ويمنعون الماء عن مواطني إسرائيل».
وشن وزراء في حكومة نتنياهو هجوما على المتظاهرين ضد خطة إضعاف القضاء، وعلى الدعوات لـ»يوم مقاومة» للتشريعات القضائية وأنشطة احتجاجية ستنطلق غدا الثلاثاء في جميع أنحاء البلاد.
وفي المقابل، قال زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لبيد إن الحكومة تقود البلاد نحو كارثة، ودعاها لوقف التعديلات القضائية والتوصل إلى تسوية.
من جهتها، أصدرت مجموعة «احتجاج جنود الاحتياط» التي تشارك في تنظيم الاحتجاجات والمظاهرات على خطة إضعاف القضاء، بيانا مقتضبا جاء فيه أنه «أقسمنا على أن نخدم المملكة، وليس الملك».
واعتبرت المجموعة أن «نتنياهو أصبح يدرك حجم الأحداث. الآلاف من جنود الاحتياط لن يسمحوا له بتحويل إسرائيل إلى دكتاتورية والقضاء على جيش الشعب».
وشددوا على أن نتنياهو «فقد شرعيته»، واعتبروا أن «رئيس الحكومة الذي يهتم لأمر جنوده لا يتخلى عنهم ويتركهم لمواجهة مصيرهم في محكمة العدل الدولية في لاهاي».
بدورهم، قال رافضو الخدمة العسكرية من عناصر الاحتياط التابعين لوحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان»، ردا على نتنياهو : «خدمنا على مر السنين في القوات النظامية وقوات الاحتياط في ظل حكومات مختلفة، بما في ذلك تلك التي روجت لسياسات تخالف توجهاتنا».
في غضون ذلك، ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن منظمي الاحتجاجات يعتزمون الإعلان عن تجنيد أكثر من 20 ألف شخص يرفضون التطوع في قوات الاحتياط التابعة لمختلف التشكيلات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك وحدات النخبة، مضيفة أن منظمي الاحتجاجات جمعوا تواقيع بأسماء جميع هؤلاء الرافضين للخدمة العسكرية احتجاجا على إضعاف القضاء.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي قد عقد أمس الأحد اجتماعا عاجلا مع كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي، لمناقشة تأثير الاحتجاجات المتصاعدة على خطة إضعاف جهاز القضاء، على كفاءة الجيش الإسرائيلي، في ظل اتساع ظاهرة التهديد برفض الخدمة العسكرية في قوات الاحتياط والقوات النظامية، إذا أقر الائتلاف الحكومي تشريعاته القضائية.
ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم عن ضباط رفيعي المستوى في جيش الاحتلال قولهم «إن ضرر التعديلات القانونية على التماسك الداخلي في الجيش الإسرائيلي ملموس بالفعل».
وفي سياق متصل، قال موقع «أكسيوس» أمس الاثنين إن الرئيس الأميركي جو بايدن أجرى اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد تزايد الاحتجاجات المناهضة للتعديلات القضائية في إسرائيل، ووجه له دعوة لزيارة البيت الأبيض قريبا.